شهادة ايمانية
اريد ان انقل لكم رسالة موجهة لي من احدى المتطوعات (إمرأة ايطالية) من اجل الفقراء والمحتاجين في البلدان التي تعاني الحروب والاضطهادات. ارسلت لي هذه الرسالة بالبريد الالكتروني. فانا اعتبر هذه الرسالة خبرة ايمانية حقيقية ولهذا السبب احببت نشرها على ويب سايت بغديدا العزيز. وهذا نص الرسالة (مترجم من الايطالية)
عزيزي ابونا باسم اكتب لك وانا في طريقي الى رحلة جديدة ورسالة جديدة من اجل اسم المسيح. لقد صليت كثيرا واسلمت نفسي والمتطوعين الذين يرافقونني ورسالتي تحت حماية امنا العذراء مريم. نهذا ما افعله كل مرة في الوهلة الاولى من انطلاقنا حيث ابدا اشعر بالفرح والطمانينة. كلما انطلق في رسالة جديدة من اجل تقديم المساعدة والخدمة اشعر وكانني في رحلة مقدسة لاني اشعر بان حياتي هي اعذب واعز من اي لحظة اخرى، ادرك بان كل اتجاهاتنا وتعلقاتنا بالامور البشرية والارضية ليس إلا ضلال وسراب، كانها نسمة هواء عابرة امام عظمة تلك الحقيقة الابدية. اشعر بسلام كبير في داخلي بالرغم من انني ذاهبة الى حيث النزاعات والحروب. ذلك السلام الذي لا اجده في اي وقت اخر. لانني اعيش هذه اللحضات باستسلامي الكلي للرب واستسلامي لارادته من دون ان افكر بما قد سيصادفني من المخاطر والصعوبات. متذكرة كلمة مار يعقوب في رسالته: قل انشاء الرب. وبقول الرب: لتكن مشيئتك! افكر بما كنت كتبته مرة في مذكراتي: حياتنا ليست ملكنا، ليست لنا وانما هي ملك ذلك الذي وهبها لنا لفترة مؤقتة. هكذا نستطيع نحن ان نقرر ماذا علينا ان نفعل، وكيف نعيش حياتنا ذلك وفقا لمثل الوزنات في الانجيل المقدس. نعرف كيف يجب ان نتصرف بوزناتنا و كيف نستثمرها لاننا في رحلة ولا نعرف متى ياتي الرب ويطلب امانته! فهل علينا ان نبذر الوقت ونتجاهل وزناتنا ونتركها على جنب؟ او نلعب ونلهو متجاهلين اياها؟ الحياة ليست لعبة ولا مغامرة، ليست تبذير الوقت من دون ان نخاف من ان نخسرها. فلو فهمنا الحياة هكذا فاننا على خطأ كبير لانه علينا ان نخاف من ان نبذر حياتنا هدرا من دون ان نهتم بشيء؟ اين اذا موقع مثل الوزنات في حياتنا في هذه الحالة؟ الحياة هي لمن يعرف كيف يعيشها وكيف يستغلها وليست لمن يملكها او يصونها. الم يقول المسيح: من خسر حياته من اجلي ربحها ومن ربح حياته خسرها؟ هذا ما اشعر به الان. انني اشعر باني اربح الحياة لانني سلمتها بيد الرب يسوع. اعيش بمنتهى السعادة لانني انبذ الحياة من اجل رغباتي وراحتي. اشعر بانني اربح حياتي كل يوم وبالاخص كلما ذهبت في رسالة من اجل مساعة المحتاجين والمحرومين والمتضايقين بسبب الاحروب والاضطهادات. هكذا تصبح كلمة الحياة، كلمة الرب يسوع كالنور عندما تتحول الى فعل واقعي ومتجسد. سمعت قبل بضع سنين كنت احد الاساقفه قائلا: اجعلوا من حياتكم شيئا عظيما!! انا لم افهم حينها معنى ذلك القول. اما اليوم فقد ادرك، و فهمت لماذا علينا ان نجعل من حياتنا شيئأ عظيما!! لان حيتنا هي مُلك الرب وهو بالذات يطلب منا ان نجعل منها شيئا عظيما. اعرف جيدا بان الانسان لا يستطيع ان يعمل شيئا عظيما معتمدا على نفسه فقط و خارجا عن ارادة الرب. بينما الاشياء الصغيرة جدا تصبح عظيمة وكبيرة اذا ما عُملت باسم الرب ومن اجله وبارادته. اذا، من اجل ان نجعل من حياتنا شيئا عظيما، يكفي ان نترك للرب ان يعمل من خلالنا. اشكرك كثيرا على صلاتك. اتركك بسلام الرب وتحت حماية العذراء امنا |