ومن هو القيامه ومن هو الموت ؟
كم تخيفنا فاجعة الموت، كم نهاب الموت وكم نتألم لحادث الموت! الموت في تحليل بعض الفلسفات والابديولوجيات هو حقيقة، وهو واحد من اصعب الحقائق التي يواجهها الانسان؛ لكنها لم تفلح في اعطاء تفسيرا او تعليلا له ولوجوده. الفيلسوف الكبير افلاطون اقر بوجود الروح حيث اعتبر الجسد سجنا لها وبعد موت الجسد هذا فالروح تصبح حرة طليقة. اما مفهوم الموت وفقاً للقانون الالهي فهو مختلف تماما عن كل المفاهيم البشرية والفلسفيه والايديولوجيه. اذ هو ليس بحقيقة في ذاته وانما ضاهرة لابد منها. القانون الالهي يتكلم عن الروح والجسد والعلاقة بينهما ويعطي للموت مفهوما واضحا، فلنرى اذا ما هو هذا المفهوم الذي اعطانا اياه صانع حياتنا وخالقها. الله الآب يقول للشعب اليهودي عندما كان يكلمهم: انا اله ابائكم، اله ابراهيم واسحاق ويعقوب، لست اله الاموات وانما اله الاحياء. هم ليسوا بالحقيقة اموات وانما احياء. كلام الله هذا الموجه الى الشعب اليهودي كان في وقت قد متاخر على رقاد اولئك الآباء الذي يتحدث عنهم الله. كانوا قد فارقوا الحياة. لكن بالنسبة لله لم يكونوا قد ماتوا وانما كانوا احياءً، لانهم كانوا قد آمنوا بالرب الاله. اما يسوع المسيح فيشرح لنا ذلك، في حديثه مع مرتا اخت لعازر الذي اقامه... انا هو القيامه والحياة؛ من آمن بي وان مات فسيحيا (يوحنا 11: 25). ماذا تعني هذه الآية؟ الايمان بالرب يسوع هو الحياة. هو القايمة. فاذا من هو الموت؟ الموت هو عدم معرفة الله وعدم معرفة المسيح. ومن هو الحي ومن هو الميت في نطر يسوع؟ هل تذكر ماذا قال يسوع لذلك الشاب الذي طلب منه ان يذهب ويدفن اباه اولا ثم يتبعه؟ قال له: دع الموتى تدفن موتاهم، اما انت فتعال واتبعني!! كان هناك ميت بالفعل، وكان هناك أخرين مستعدين لدفنه. فالميت الاول هو الميت بالجسد، اما الذين كان عليهم ان يدفنوه فهم ايضا اموات بنطر يسوع، اموات بحسب الروح. اذا بالنسبه ليسوع المسيح فالموت هو فقط بحسب الروح ! الجسد يموت حينما تغادره الروح، اما الروح فتموت عندما يغادرها الايمان، او ان الانسان ميت من دون الايمان. فالايمان هو الروح الذي يُحي الروح! فمعنى كلام الرب يسوع هو اذا: من آمن بي حتى وان فارق الجسد لكنه يبقى حياً في الروح الى ان ينبعث (الجسد) حيث لاموت بعدها. من هذا نكتشف بان الموت (بالجسد) للشخص المؤمن بالنسبة ليسوع المسيح هو تحول وقتي، هي حالة فراق موقتة لان روحه لا تموت وانما تحيا الى رجاء استعداد الجسد. اي ان الذي يؤمن بيسوع المسيح لايموت الى الابد! عندما قال يسوع لمرتا: من آمن بي لايموت الى الابد. هل تؤمنين بذلك؟ اجابت مرتا: نعم يارب، انا آمنت بانك المسيح، ابن الله الآتي الى العالم. حين يمكن القول بان الايمان المطلق لمرتا هو ان المسيح هو القايمة، وهو الحياة! اي يمكننا ان نقول بانها آمنت وقالت: انا آمنت بان كل من يؤمن بك، لا يموت، والذي يعيش مؤمنا بك يحيا للابد. فمن يعرف المسيح ويؤمن به، فهل للموت مَعناً؟ ومن لا يؤمن بالمسيح فهل لحياة معناً؟ فالانسان هو الذي يختار الموت او الحياة. لان روح الانسان هي تحت سلطته، فالبحث عن خلاص الروح هو الحياة. اما الموت فلا وجود له لمن لايريد له الوجود!!
الاب باسم شوني.... للاستفسارات والاسئلة الخاصة بالايمان والحياة المسيحية والروحية يمكنك الكتابه على العنوان التالي bassimshoni@hotmail.com
|