انا خبز الحياة الاب باسم شوني.. نيوجرسي
انا خبز الحياة. من يُقبل اليّ فلا يجوع ومَن يؤمن بيّ فلن يعطش أبداً (يوحنا 6 – 35)
كلنا يبحث عن الخبز من اجل العيش، حيث هكذا كان حال البشريه منذ نشأتها إذ شاءت ان تخضع لقانون الطبيعة ومنذ حينها بدات صراعها المستمر في العمل من اجل الطعام والقوت اليومي. انها لم تعارض قانون الطبيعة بل خضعت له وفقا لما قاله خالقها للانسان منذ البدء: بعرق جبينك تأكل... ذلك القانون الذي حدد لكل انسان قوته من الطبيعة ذاتها وفقا لمشيئة الخالق. هكذا أصبح الخبز اليومي حقا مقدسا لكل واحد. لاننا نعرف بان قانو ن الطبيعة هو قانون الهي وبان الرب الاله هو خالق الكل. قدس كل شيء منذ الخلق واعطى حرية كامله للانسان واعطى له السلطان على كل ما خلق. الشيء الوحيد الذي لم يمنحه الخالق لخليقته الانسان هي السلطه على اخيه الانسان. فجعل الله الانسان ان يعرف بان له خالق في السماوات ان يعبده واخا في الارض يحبه. منذ ذلك الحين نشاءت علاقة بين الانسان وخالقه وهي علاقة متبادله لكنها ذو محدودية من طرف الانسان: الله يحب الانسان والانسان يؤمن بالله ويعترف بان حياته تاتي من الخالق ولهذا بدأ يعبد الله. لكن الانسان لم يكتشف بعده الروحي وعلاقته الحميمه بالله الخالق وحاجته القصوى لعلاقة اتحاديه روحية به ولهذا بقيت هذه العلاقة غير متكامله. وهذا الادراك الغير المتكامل جعل الانسانية تشعر بالحاجة الى خبز من نوع آخر، وهذا ما كان يدركه الله منذ الازل حيث بدأ قصة الخلاص فيما بعد مع الانسان منتهية بتجسده على الارض على شكل انسان لكيما يكون لهم طعاما جديدا لعهد جديد. جاء يسوع المسيح، الاله المتجسد كيما يحملنا الى الله ويوحدنا به بالروح والنفس. ولهذا قدم نفسه ذبيحة يغفر من خلالها ماضي الانسان ويفتح افق ايمانية جديدة، موحدا الارض بالسماء والنفس مع الجسد والانسان مع الله. فبواسطة الرب يسوع وانجيله عرفنا بان ليس بالخبز وحده يحيا الانسان وانما بكل كلمة تخرج من فم الله. فالسعي والعمل من اجل القوت بات امرا غير كافيا، لان الانسان اكتشف مدى اهمية الروح ومدى عطشها للاتحاد بالله. جعل المسيح من نفسه خبزا للحياة في يوم الفصح الذي به تحقق خلاصنا. اصبح الخبز الاساسي للانسان من اجل ان يدوم ويخلد الى الابد كل من يتناوله بأيمان. من هنا تاتي اهمية التناول من خلال المشاركة بالذبيحة الالهيه كل يوم احد. لاننا نتناول جسد الرب الذي يفوق كل قوت. والذي به وحده تكون حياتنا. حياة ايمانيه وحياة اتحادية مع الله.
|