ليس هنا لقد قام

  الاب عمار بهنام باهينا .. السويد 

   يخبرنا القديس مرقس الانجيلي في الاصحاح السادس عشر (1- 8 ) خبر قيامة المسيح، ويذكر لنا مريم المجدلية ،ومريم ام يعقوب، وسالومة ذهبن الى القبر ووجدن الحجر مدحرجاً وعندما دخلن لم يجدن جسد يسوع بل راين شاباً يقول لهن ليس هنا لقد قام

المريميات يحملون اليشرى بخوف وفرح عظيمين ،الخوف هو خوف الرهبة في حضور الملاك وخوف المفاجاة من عدم رؤية جسد الرب، اما الاهم فهو فرح القيامة

ان قيامة المسيح اعطت الرسل قوة وجعلتهم ينطلقون لكي يبشروا بالمسيح القائم من بين الاموات بكل حيوية وحماس واحتملوا في هذا التبشير العذابات والاضطهادات وهم يقولون

(( لا نستطيع الا ان ننطق بما راينا وسمعنا )) اع 2:4

المسيح قام من بين الاموات، فالقيامة هي اساس العالم الجديد اي نترك الخطيئة وكل ماهو دنيوي ونعيش كاننا خلقنا من جديد ، ولكن يوجد قسم من المسيحيين هم بين بين ، اي لا هم ينكرون القيامة ولا هم يعملون على ضوء القيامة ،يعرفون ان يسوع غلب الموت وقام ولكنهم ينظرون اليه بنوع خاص كانه شخص عاش في الماضي، وان القيامة التي هي حدث تاريخي تعني الماضي اكثرمما تعني اليوم

لقد فقد البعض معنى القيامة ولم تعد في نظرهم سوى ذكرى لحدث مضى، اصبحوا يحتفلون سنوياً بعيد القيامة دون ان يغير شيئاً في حياتهم وسلوكهم، لقد نسوا انهم اعضاء في جسد المسيح السري لقد سيطر عليهم الموت الروحي الذي سببته الخطيئة

القيامة هي بدء حياة جديدة مع المسيح القائم الذي سوف يدحرج من ابواب قلوبنا حجر الخطيئة والفساد حجر الخمول والفتور حجر الانانية والاحقاد حجر الحزن والكابة

هكذا سوف يحدث فينا قيامة روحية قيامة الفضائل الروحية التقوى والطهارة والمحبة والوداعة ،تلك القيم التي تتراكم عليها مع الايام غبار الاهمال واللامبالاة

ينبغي ان ندفن في كل فصح الانسان العتيق ليحيا فينا الانسان الجديد الانسان المتجدد بيسوع المسيح.