بخديدا ... متحف الكنائس!
كنيسة مار يوحنا
ثاني أكبر كنائس قره قوش. طولها 34م وعرضها 19م. ارتفاع قبة الهيكل 15م، وسقف الفضاء الأوسط 11م
يبدو أنها بنيت على أنقاض دير قديم للراهبات. نستدل على ذلك من الأسماء التي حملتها هذه الكنيسة عبر التاريخ. فإذ دعتها مخطوطة القس حبش بن جمعة سنة 1748، باسم مار يوحنا الحبيب الإنجيلي، تدعوها مخطوطة الشماس بولس ابن عبد العزيز يعقوب الصباغ المنسوخة عام 1750 بدير يوحنا البوسني. وكذلك مخطوطة القس توما موشي عام 1883، ومخطوطة الراهب توما بن الياس البنا من الموصل الموقوفة لـ" عومرو" (ومعناها دير) مار يوحنا البوسني في بخديدا. وتدعى باسم " مار يوحنا المعمذان" بحسب هامش المخطوطة التي كتبها يشوع بن كوركيس سنة 1757م، وبيعة مار يوحنا الصابغ بحسب مخطوطة أخرى.
ما يرجحه الباحثون إذن، هو أنها كانت ديراً للراهبات، وقد يكون الدير الذي استولى عليه الأكراد عام 1261م في عهد المفريان ابن العبري. أما عن الأسماء فيرجح أنها في الأساس على أسم مار يوحنا البوسني، ولكن بناءها الجديد الذي يعود إلى عام 1909 نقض هذا الاسم وتبنى اسم مار يوحنا المعمذان كما ثبت بكتابة على باب الرجال الغربي، وكما أرادت أن تؤيده لوحة زيتية حديثة كبيرة قوسية الشكل في أعلاها للفنان المعاصر لوثر ايشو وجاءت هذه اللوحة لتنسينا اللوحة الزيتية القديمة لمار يوحنا الإنجيلي التي كانت تعلو الهيكل الوسطي. وإيغالاً في العائدية المعمدانية، فقد وضعت على مذبحيها الجانبيين لوحتان زيتيان حديثتان ومتميزتان، الأولى لزكريا الكاهن والد يوحنا المعمدان، والثانية لزيارة العذراء إلى اليشباع والدة يوحنا المعمدان، وكلتاهما للفنان لوثر نفسه.
على هذه الكنيسة أجريت عدة تجديدات عبر التاريخ: أول تجديد تذكره المخطوطات جرى في 1656-1657 مع "بيعة والدة الله مريم". تجديد آخر جرى في عهد البطريرك اغناطيوس كوركيس في القرن 18. تجديد عام جرى لكنائس بخديدا عام 1846 بعد القسمة التي جرت بين السريان، الكاثوليك والأرثوذكس. ولكن الكنيسة القديمة هدمت تماماً حتى أسسها لتصدعها وصغر حجمها وقامت على أنقاضها الكنيسة الكبرى الحالية سنة 1909. وإلى وقت قريب كنت ترى بعض التواريخ المبعثرة هنا وهناك في الأفنية تعود إلى الكنيسة القديمة أهمل وضعها في جدران الجديدة لحفظها كما جرى لغيرها.
في 1928 أقيم الرواق القوسي الغربي، وفي 1963 شيد رواق ثانٍ في الجهة الشرقية بعد فتح أبواب ونوافذ واستحدثت المجرسة الاسمنتية المنفصلة الحالية. وفي 1969 بني معبد لأخوية مار بولس في فنائها الداخلي عند باب النساء القديم الواطئ العائد إلى الكنيسة الأقدم.
وفي عام 1973 جددت قبة الهيكل بأخرى أعلى، وسوَّرت الكنيسة من الناحية الشرقية. في 1981 غلفت الجدران الخارجية بالحلان. وفي التسعينات أقيمت في فنائها الغربي قاعة سميت " متحف الشهداء " تحوي ذكرى زهاء 300 شاب من قره قوش ، ومعها رصف الفناء الغربي بالشتايكر وزين بحدائق. أخيراً في عام 2000 غلفت قواعد جدرانها الداخلية وصدر الهيكل الوسطي بالمرمر الأزرق الموصلي، وأجريت تحويرات وتغليف بالمرمر ذاته في المذابح. في كنيسة مار يوحنا بني قوناغ لاستضافة راعي الأبرشية في زياراته الراعوية لكنه لم يستخدم. وفيها كانت تقام صلاة الرمش صيفاً وبعض المراسيم الكنسية الجماهيرية لسعتها، حتى اكتمال بناء كنيسة الطاهرة الكبرى. ولا زالت حتى اليوم المحطة الرئيسية والختامية لتطواف السعانين الشعبي يوم أحد السعانين.
ولكنيسة مار يوحنا دور كبير في المسيرة الثقافية والصحية للبلدة، ففيها أفتتحت أول مدرسة ابتدائية رسمية في قره قوش سنة1923. فيها أقامت أخوية مار بولس أنشطة مسرحية وفنية عدة في الأربعينات والخمسينات.
أقرأ اكتشافات ثمينة ونفيسة في كنيسة مار يوحنا يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر الميلادي الأب يوسف عبا : تورينتو / كندا
الترميمات الشاملة لكنيسة مار يوحنا 2005
|