سيرة ملطخة بالبريق
ألقيت في الأمسية الاستذكارية المقامة يوم الاثنين الموافق 14 ك2 2007 في كنيسة الشهيدين سركيس وباكوس في بخديدا
بهنام عطاالله
منذ أول نطفة غزت شيبك َ
وركبت ْ أعنة الأمواج
ظل قارُبك يحاور شلال الشعر
وكلما ارتطم بحافة الكلمات
انفجر النهار مثل ضفيرة طفلة
صغيرة تاهت مع العاصفة
بعيون حائرة تراقب
أسرة الفراغ المعلقة
على أضرحة عمياء
تترجل من أحلامها المستلقية
مثل ريح موشومة
يركض معي
يحمل ظلي
فتبدو الصورة منتعشة
تتقطر اتونها
عبر صور الأسرة البيضاء
الشراشف...
والوسائد ...
المعطرة برحيق الجماجم
ولون اليقظة الغافية
فوق أنقاض سخام الأيام
وهي تهرول مسرعة
نحو سلالات الركام
عبر مواقف السكون
تراقب أحوال الطقس
إنها تحلق نحو صور الذاكرة
تشهق ألوان الغم ،
وجسدين ما زالا يتشبثان
بأنفاس التاريخ الغضة
وهبوب القصائد الراحلة
نحو المجهول
محمومة كالخواء
تمتد ما بين خرائط تائهة وأخرى
تعبق بالشموس الأجنبية
***
تلك الأنوثة ما عادت أحلاما ً مسورة
أو هياكل تاريخ ٍِ
تتدلى من سقف العالم
لأنها ما زالت تنبض بالحكايا
ورائحة التراب
مثل قافلة شربت غيومي
وتاهت كعاصفة النحيب
تركض خلف ظلي
تنظف ُخطايا المعلقة في الهواء
وترمي غفوتي
على مساطب الهم
المركونة في زوايا اللقاء
إنها تتخذ إشكالا ً
تئن من غربتها كالغريق
وتستنجد بقشة يتيمة
تحلم بالمستحيل
فبين كل :
إغفاءة ...
إيماءة ...
وانبهار ...
يتلو عابر الشهوة
نشيد الوقت
وسيرتي الملطخة بالبريق
|