|
صوت بخديدا في
حوار مع الباحث والكاتب الخديدي نذير حبش لمناسبة صدور كتابه الجديد
(ألمنهج النذيري ، نظرية في علم السيماسيولوجي)
حاوره : د. بهنام عطاالله عبر الانترنيت من هولندا
(نشر الحوار في
العدد (44) ت2 2007 من جريدة صوت بخديدا)
- ما هو دور الباحث في دراسة مثل دراستك وهي دراسة غير تقليدية ، بل انها تحمل بين طياتها بذور التجديد والتحديث ؟ ألباحث الحقيقي يعي تماماً ما مدى صعوبة (إيجاز) دراسة كاملة ، فكيف إذا كانت هذه الدراسة غير تقليدية ، بل تحمل أفكار جديدة. بمعنى أنه كلما تكلمنا عن موضوع معين أو مصطلح معين علينا التعريف به ، كونه مستحدث من قِبَلنا ويحمل مفهوماً مغايراً وفق منهجنا وغير مطروق سابقاً. لكن سوف نحاول إيجاز أهم المباديء والأسس التي بُنيت عليها هذه الدراسة. التي استغرقت اشهر أربع كسقف زمنى ، وتستغرق 410 صفحة من القطع( أ 5)0 ولننطلق من العنوان نفسه ، فالعنوان العلمي هو : دراسة في كيفية قراءة المفردة العربية/السريانية الرافدينية الأم ، ألمحلية والمهاجرة ، بشكلها العربي/السرياني الرافديني الأول ، تطبيق على اللغة الإنكليزية أولاً ، ألسومرية ، ألأكدية .ولطول العنوان العلمي كان لزاماً علينا إختصار العنوان من أجل الغلاف أولاً ، والتعريف بالدراسة من خلال العنوان بشكل سريع كما هو معتاد ثانياً ، ولأن هذه الطريقة جديدة وتنتسب إلينا آثرنا أن ننسبها إلى إسمنا: (ألمنهج النذيري ، نظرية في علم السيماسيولوجي) فكان عنوان الغلاف ، وتخلف العنوان العلمي في الصفحة الثانية.
ألمحلية : نشير بها إلى كل اشكال اللغة الأم المفترضة ، التي أطلقوا عليها المستشرقون : اللغة السامية ، وسميناها نحن العربية / السريانية الأم ، لأن نوايا المستشرقين لم تكن بريئة ، فلا وجود لنوح كي يكون هنالك سام ، بل لدينا العشرات تحت اسم نوح ، واللغة أولا وأخيراً لا تُنسب ولا تنتسب إلى شخص بعينه ، فلا وجود على أرض الواقع هكذا تسمية في بلاد الرافدين بل كانت وما زالت اسم اللغة الأم الخالدة هو السريانية ووجهها العظيم المعاصر هو اللغة العربية العملاقة. وبلاد الرافدين ، نقصد به مفهوم حضاري يغطي الوطن العربي بكامله. ألمهاجرة ، ونقصد به كل أشكال لغتنا الأم خارج الوطن العربي كاللاتينية واليونانية والإنكليزية وغيرهم إذن نحن أمام منهج سيماسيولوجي جديد إنطلق من مقولة منطقية : لمّا كانت اللغة الإنكليزية لغة عربية/سريانية مهاجرة إذن أبجديتها يجب أن تؤدي أصواتاً رافدينة أصلية أولى ، وبدأت اللعبة المنطقية إذن نفك شيفرة الأبجدية الإنكليزية وما يقابلها من أصوات عربية/سريانية أولى أصلية كخطوة أولى ، كي يتسنى لنا قراءة اللفظة بشكلها العربي/السرياني الأول. أنظر ص 9 ويتداعى من هذه المعادلة نتيجة منطقية تقودنا إلى شيء قد يكون عسير على التصديق ، وهو إذا ما وصلنا إلى فك شيفرة الأبجدية ومايقابلها من أصوات قديمة إذن بهذه الأصوات يمكننا قراءة المروث الرافديني القديم والمعاصر، ألمحلي والمهاجر ، وهكذا حققنا منهجاً في البحث نفسه هو الآخر له حظه من الغرابة ، ألا وهو تفسير الماضي بالحاضر !!
- كتابك هذا أشبه بالمغامرة الكبرى ، كيف استطعت الولوج إلى اعماقه وتقريبه للمتلقي ؟ نقرأ على الغلاف الخارجي لكتابنا ((إنها لمغامرة كبرى أن تحاول تفسير الماضي بالحاضر ، فالمتعارف عليه هو العكس ، أي تفسير الحاضر بواسطة الماضي ، لمنطقية الأمر ، وسهولة المنهج. لكن يجب أن نتذكر أن الحاضر هو عبارة عن تجليّات الماضي ، وعلى ضوء ذلك آثرنا إنتهاج هذا الإسلوب للوصول إلى الحقيقة))ـ وهكذا نتتبع التداعيات المنطقية للمقدمة التي انطلقنا منها فنكمل القراءة ـ((إذا كنا قد اهتدينا إلى حقيقة فك شيفرة أبجدية الحاضر ، وما يقابلها من أصوات في الماضي ، أوليس من البديهي أن نقرأ أبجدية الماضي بذات الأصوات ؟ وكما تتبعنا أشكال التطور لصوت ما من اللحظة الراهنة حتى القعر التاريخي ، أَفلا يمكننا عكس الأمر أيضاً ، وتسريع القديم وإيصاله إلى اللحظة الراهنة ، بواسطة جدول التفكيك والإحتمالات في مسارٍ علمي ، محدد وثابت ، تقيّده الزُّمر الصوتية ؟))ـ كما قلنا في إحدى المقالات على موقع تللسقف الإنترنتي الموقر ، بأن من يقرأ هذه العبارة يعتقد للوهلة الأولى أن صاحبها مريض بمرض العظمة حينما تساءلنا ((هل يعيد المنهج النذيري علماء الرافدينيات إلى المربع الأول ؟)) ، فبعد أن نعرف بأن هنالك ما يبرر ذلك علمياً يزول استغرابنا ، وهو الإكتشاف الجديد الذي أنكر وجوده العلماء المستشرقون والغير المستشريقين ، ألا وهو وجود أدوات التعريف في اللغة الأم العربية / السريانية الرافدينية. وأثبتت هذه الدراسة بشكل لا يرق إليه الشك بوجود هذه الأدوات وباشكالها المتعددة ، وتحولاتها حسب تحول الفونيم في زمرته واستمرارها حتى يومنا هذا في هذه اللغة أو تلك . وتلك التي بطل دلالتها على التعريف يمكننا الإستدلال عليها عندما نعمل على تفكيك مفردة ما للوصول إلى جذرها الأساسي. هذا يعني عملياً سقوط آلاف الأفكار والنظريات التي بُنيت على قراءات خاطئة ، لأن ما بُني على خطأ هو الآخر مشكوك في صحته. - ما هي الأسس التي انتهجتها لتدوين مؤلفك هذا ؟ إنتهجنا طرقاً علمية ووفق قوانين وأسس علم الصوت ، ومنطقية ورياضياتية من أجل الحصول على عدد إمكانات التحول المنطقي للفظة من خلال جدول سميناه (جدول التفكيك والإحتمالات) ، أنظر ص 175 فكرة الجدول المنطقية هي أن نجري عدد إحتمالات تحول اللفظة وفق الطريقة التالية نبعد كل مقاطع الإشتقاق والبوادئ واللواحق النحوية الأخرى كي نحصل على جذر المفردة. نضع تحت كل صوت كل تحولات زمرته في عمود ، نأخذ الإحتمالات بشرط أن تبقى التحولات محافظة على تسلسل عمودها ، أي ليس وفق أرقام الهواتف ألمفردة ذات الجذر الثنائي سهل المنال وهو حاصل ضرب الزمرتين ببعضهما ، مع استثناء منطقي إذا كان الصوت الثاني الجذر من زمرة القاف. أما المفردة ثلاثية الجذر وأكثر نترك القانون الحسابي لأهل الرياضيات والبرمجيات لينفذوا هكذا جدول كومبيوترياً وفق القاعدة المنطقية التي حددناها ، أنظر ص 175. سوف نعطي مثل بسيط : (لا = ل آ : صوت من زمرة الراء زائداً صوت من زمرة القاف) النافية المرحلة الأكدية ، وسوف نأخذها وفق الأبجدية اللاتينية لأن القانون هو ذاته على جميع أشكال لغتنا ألأم ، أي أن اللام (إل) هو العمود الأول أيضاً LA أللام : هي من زمرة الراء التي تتكون من (10) أعضاء حسب الأبجدية اللاتينة ، والأي هي من زمرة القاف والتي تتكون من 12 عضواً حسب ألأبجدية اللاتنية ، ألزمر وفق منهجنا طبعاً كما حددناها في ص 8. نحصل على (130) إحتمالاً منها المتحقق ومنها يبقى في الممكن المنطقي للتحقق. في هذا المثل يوجد تداعي منطقي وهو من الممكن أن يضمر الصوت من زمرة القاف الذي يكون كحرف علة لهذا نضيف على المجموع عدد زمرة الراء وهو عشرة . نحصل من تلك الأشكال تلقائياً من صوت النون فقط عندما نضربها في زمرة القاف على 12 شكل منها زائداً النون لوحده كما قلنا . أي من الممكن أن تجد النون وحدها كبادئة في المفردة كانت يوماً أداة نفي No , Ni , Ne , ...... متحققة ثلاثتها ، ألأولى بالشكل ألإنكليزي والباقيتان في الشكل الهولندي. هكذا باقي الإحتمالات قد تجدها بطلت دلالتها على التعريف لكن عند تفكيك بعض المفردات تكتشف أنها كانت أداة نفي فلا غرابة إذا رأيت (ري) أداة نفي في تفكيك مفردة Re-le-ase , Release وقراءتها وفق منهجنا : (ري ـ لي ـ قدي) : ري : أداة نفي من تحولات لا النافية ، ولي: أداة تعريف المرحلة الأم بطلت دلالتها ، وقدي: من القيد : وهكذا المعنى: نفي التقييد ، ونذهب إلى القاموس نراها (حرر ، ، تحرير، إطلاق)0 . وهكذا سوف نعرف لماذا الكردي يقول :( نأ = ن ء) لأن هذا الشكل يظهر تلقائياً لو ضربنا الزمرتين لـ (لا) النافية وفق الأبجدية الرافدينية .
- هل أجريت من خلالك مدونكم هذا تطبيقات على لغات أخرى لتقريب الفهم والإدراك لدى القاريء ؟ أجرينا تطبيقات المنهج على اللغة ألإنكليزية من الأي إلى الزد باعتبارها لغة عربية/سريانية رافدينية مهاجرة ونجح نجاحاً حقيقياً. ثم طبقنا ما تيسّر تحت يدنا على اللغة السومرية والأكدية واتضح الفرق الشاسع بين منهجنا وطرق القراءة القديمة. لأننا أيضاً إكتشفنا الأخطاء التي وقع فيها العلماء عند قراءتهم ـ بعد فكهم لشيفرة الصورة المسمارية والهيروغلوفية ، وتحوليها إلى الأبجدية اللاتينية (أي بي سي ، ومن هنا تبدأ مهمة منهجنا أي ما بعد ما يسمى بـ :ـ Transliteration إذ اعتبرنا نحن في منهجنا أن صوت الأي A هو (قاف) على الدوام ، وتحولاته زمرة القاف ، والصوت (يو) هو صوت (عين) على الدوام وتحولاته زمرة القاف u = ع واعتبرنا صوت (دبل يو) هو صوتين من زمرة القاف وهما و الحاء والواو w = ح و أي عيّنا بعض الأصوات بشكل مختلف على ما فعلوا المستشرقين وقيّدناه بزمرته. كما يعتبر هذا المنهج من خلال تتبعه للتطور التاريخي للفظة أداة نقدية فعالة لبعض النظريات في علم الفونيم مثل إثبات خطأ نظرية (دانيال جونز) في إعادته لصوت الهمزة والتاء إلى فونيم واحد في حالات معينة كمثاله على لفظة Little وبرهنا خطأه . أنظر ص 362 كما وظّفنا منهجنا كأداة نقدية مقارنة لمنهج المستشرق الألماني (كريستوف لوكسنبرغ) صحاب كتاب ((قراءة آرامية سريانية للقرآن)) ، في مقالنا على موقع تللسقف الإنترنتي المعنون (ألمستشرق الألماني كريستوف لوكسنبرغ ، صاحب كتاب قراءة آرامية سريانية للقرآن ، ما له وما عليه وفق منهجنا الجديد) بيّنا فساد عدة أركان من منهجية المستشرق في سبر أغوار معنى المفردة ، وبالمقابل فعالية منهجنا. أرسل المقال لجريدة صوت بخديدا الموقرة ، ولكن ظروف النشر في العراق مختلفة ، نتفهم ذلك ، يمكن الإطلاع على المقال على موقع تللسقف ـ باب ـ كتب ودراسات ، وباقي المقالات التي عرّفنا بها بالمنهج .
- وعن اللغات الأخرى كيف تعامل المؤلف مع النظرية الجديدة ؟ مهّدنا لفك شيفرة أبجدية اللغة اللاتينية في ص 379 إلى 383 على كونها لغة عربية / سريانية مهاجرة . من أراد الحصول على شهادة عليا لخدمة اللغة العربية / السريانية وحضارتنا يستطيع إجراء تطبيقات وفق منهجنا على اللغة الللاتينية أو اليوناية وغيرهما مثلاً. كل ما يحتاجه الإطلاع قليلاً على قواعد اللغة اللاتينية وبعد ذلك قاموس لاتيني:عربي ـ للأسف طلبتهما من مكتبة عربية قبل سنتين ولم تستطع توفيرهما حتى اليوم ـ ويبدأ بالتطبيقات من الأي إلى الزد ، ونحن مستعدين للإشراف على دراسته من هنا ، ويمكن الحصول على العنوان من جريدة (صوت بخديدا)0 Cucurri قراءتها وفق منهجنا ، | ق ع ق ع ر ر كسرة | قعقعررِ ، في بلاد الرافدين شكلها (قهقرى)0 Fabae فاباي ، حاباي ، مؤنث حب ، أي ما نشربه ونسميه خطأً قهوة ، لأن قهوة هي الإناء الفخاري الذي نشرب به (قحفي ـ قحفيي) ألياء الأخيرة للنسبة: زجاج ـ زجاجيّ0 coffe , coffee كما يُقال لشرب الكحول ، تشرب كأس ، أو بالعراقي بيك ، فالكأس ليس كحولاً ، ولا البيك ، لأن البيك تعني (ملئ الفم) وقراءتها وفق منهجنا هي نفسها كلمة Voice , V-oi-ce فْوِقي ، تقطيها من أجل القراءة ، أي أن الفاء ساكن مقطع صوتي مستقل ، أي لكنة سريانية ، ثم يأتي المقطع الذي بعده إلخ . من أجل إعادة حقوقنا الحضارية من الغرب الذي سلب منا كل شيء
قرأنا اللغة السومرية وفق منهجنا واتضح أنها لغة عربية / سريانية رافدينة ، عكس ما ذهبوا إليه المستشرقون ومن تبعهم بأنها لغة أجنبية دخيلة. أفكار عديدة يصعب إيجازها في مقال قصير ، وما نتمناه ونتوخى من هذه الدراسة الغير التقليدية ـ ومنهجية الدراسة ذاتها ـ أن تكون انعطافة في مسار البحوث في علم السيماسيولوجي الرافديني . - هل من كلمة أخيرة للقراء الكرام ؟ أخيرا يجب علينا التنويه بأنه كنا قد كتبنا مقالين لا غير في (موقع بخديدا) الإنترنتي رداً على أحد الباحثين بشكل آني كي أزيح برنامجه المضحك وتم ذلك بالفعل ، الذي كان يقدم برنامج على عدة قنوات التلفزة العربية من أجل إعادة اللغة الإنكليزية لجذورها العربية ، مستنداً على منهج شعبي (جايخانوي) مثير للضحك مستند على تشبيه مفردة بأخرى ، كأن يقول أن لفظة ماء الإنكليزية مأخودة من فعل (ودّر) أي بمعنى بذّر ، وعندما يطلع على تطبيقاتنا على اللغة الإنكليزية ويقرأ لفظة (ماء) سوف يعرف ما معنى التفكير والمنهج العلمي ، لم نقل حينها سر منهجنا ، بمعنى لم يكونا دقيقين بالمعنى المنهجي الذي طبقناه في دراستنا هذه لحماية أفكارنا حينها. بهذا المعنى نحن ملزمين علمياً عن كل ما نكتب في هذا المجال بعد صدور دراستنا في حزيران 2007 طبعة آرنهم. شكرا لجريدة (صوت بخديدا) لاعطاء هذه الفرصة للتعريف بكتابنا الجديد هذا .
|