بكائية الموت العظيم
إلى الشهيد المطران بولص فرج رحو
ها.. هي كل النواقيس تدق ُ ... تطلق ُ صداها ُترنم ُ .. ُ تمجد ُ اسمك َ تستضيء ُ بملكوت ِ البهجة تلتف ُ مثل دائرة ٍ تحاور هموم الفقراء تبحث ُ عن فرح الرب عن مراسيم طريق الخلاص
***
ها أنت َ الآن .. توقظ ُ كل قلوب البشر فتملأ كل الإبعاد بالبخور المتدفق دمك طعنة الكلمات بين الجبهة وإكليل الشوك حيث أسراب الطيور تشد سارية الفرح وحيث المدائن تفتح لك أبوابها هاتفة ً ... هليلويا ... هليلويا والمنايا انحراف السنوات ترسم على الجلجلة خارطة لأرواح مؤثثة باليقين إنها تهذب ُ شظايا الروح على أروقة ثغور المجد ...
آه ٍ يا أبت ِ يا رجل السلام والإيمان يا نافذة ... جلجلة ... تعلن انزياح أثقالها وتوخز بالضوء مداد الأيام انك تبحث عن فرح الرب عن مراسيم طريق الخلاص حيث البرق ُيرنم تراتيلَ ُتمجد ُ الرب بالتهليل والدفوف والصنوج ِ لتغسل المنايا برحيق الذبيحة
***
على درب الصليب ... درب الآلام مشيت َ .. ثابت الخطوة وأنت تتطلع بالتلطف والمحبة نحو مساحات الأضرحة الرطبة فكان بكاؤنا العظيم يرهق الروح بوهج رائق بطقوس الذكرى في كنيسة (الروح القدس) حيث الوداع الأخير فوداعا يا شهيد الإيمان وداعا ً وان رحيق كلماتك وعظك الأخيرة ما زالت ترن في ذاكرة الكون إنها ايقظتنا من سبات السنين فالعليين مثواك والسموات مكانك لقد كسرت شوكة الخديعة والغدر بدم جسدك المذبوح بغبطة التاريخ فوق جدار الموصل الحدباء لتشد به سارية الإيمان والشهادة انك تجوس راية يحفرها التاريخ بعبق القداسة فوداعا يا عزيزنا الجليل وداعا ً..
|