إينخدوانا
كتبتْ فوق ُرقيم الطين ولوح الكتفين تراتيل وقصائد لبلادي قرأت مزامير الوطن المنفي الوطن المبثوث بين النهرين لم أرها .. لكنها ما زالت (اينخدوانا) * تكتب.. تقرأ .. تبدع أما أنتم – سادتي- ما زلتم تتعلثمون عند الكلام تغسلون الذنوب تعلكون الإشارات في المحيطات القصية تحملون خرائطكم في حلكة الظلمات بوصلة للطريق تركضون بها في متاهات الألم بين الأمكنة والمسافات تهبطون بمظلات ٍ قد تنفجر في كل لحظة إنكم ... تتساقطون كالغرباء عند الباب تدقون بأقدامكم نتانة الملاذات *** ليس الآن ثمة أمكنة قريبة ولا مسافات بعيدة ... تفصلنا عن الموت ليس هناك ثمة مراث ٍ ليس هناك ثمة أمل أو حياة يتكىء عليها العابثون بل هي علامات خارقة نياشين تتوسد ثدى امرأة عرجاء رممت نزواتها خطت مساراتها بنزاهة ملوك سقطوا آخر العصور فسقطت منابت خطاها عندها مرت جنائز الراحلين نحو مغيب الشموس الأبدية وهي تتسكع ضمن ارتال الرزايا إشارة للبدء
إحالات : * أينخدوانا : ابنة الملك سرجون الاكدي ، شاعرة من بلاد سومر القديمة ، والأكثر شهرة في ذلك الزمان . فقبل حوالي (4300) سنة مضت ، كان أجدادنا يكتبون معارفهم وأدبهم على طين ناعم بأداة مدببة ، وكانت هذه الشاعرة والكاتبة تجلب الكتب التي كانت على شكل وسادات طينية صغيرة حتى مائدة الطعام ، لذلك ُلقبت بأنها من الأوائل الذين أحبو الكتابة والمطالعة في التاريخ بين الرجال والنساء
|