منتديات بخديدا |
يوسُف الساعور
أجل، إنك بحق المصلّي الخاشع، ليس وقت الشدَّة فحسب، بل في كل منعطفات حياتك. أعرفك وعرفتك رجلاً أميناً على ما أُؤتمِنتَ عليه، صادقاً مع نفسك والآخرين، خادماً للكلِّ دونما كلل أو تردُّد. إنك يا يوسُف لرجل صدّيق على نهج سميِّكَ. يوسُف الذي جاءنا نهاية الخمسينات ليعمل في كاتدرائية مار يوسف في الخربندة ببغداد ساعوراً ينوء بحمل نواقيس الكاتدريائية، وهي تُقرع في المناسبات الكبيرة، ويفتح أبوابها في وقتٍ مبكِّر من صباحات الأيام، لتستقبل المصلِّين الذين تراهم وقد إفترشوا الحوش ومن ثم ليشرعوا بصلاة الصبح. لكل فردٍ من أفراد الرعيَّة خيط يربطه بيوسُفَ، فقد كان يوماً مسهماً بخدمات عماد النشيء الجديد منهم، ومواسياً لذوي الراحلين، وقارئاً وشمَّاساً في خدمة القداس الإلهي، وموقداً لشموع المذبح، والكثير من الخدمات التي كان وما يزال يقوم بها مع آبائه الكهنة. وأراكَ اليوم ممسكاً بمسبحة الوردية، يا يوسُف، في صورة الغلاف الأمامي لمجلتنا الرائدة، الفكر المسيحي، في عددها الصادر في تموز- تشرين الأول 2005، ليردِّد المحرر قول المزمِّر (يصلّي إليكَ الأتقياء وقت الشدَّة). أنت المصلِّي الدائم، عن الجميع وللجميع، بزهد الإنسان المحب لأخيه الإنسان. إليك، يا يوسُف، تحيتي وتقديري، وأنا واحد من آلاف الناس الذين نالوا خدمتك تحت سقف كنيسة سميِّك مار يوسف البتول. هكذا هي كنيستي في العراق، بؤرة الإشعاع الإنساني الدائم، ترعى خرافَها دونما تمييز أو كلل. المجد لكِ كنسيتي، ولكل خادمي الرب. باسم حنا بطرس أوكلند في 12 كانون الثاني 2006.
|