|
لطيف بولا .. فنّان الأدب والشعر والموسيقى
قد يتأمل أحدُُنا هذه الصورة من جانب معرفته بالشخوص أو المكان، فيستذكر بعضاً من فواصل الحياة التي قضّاها زائراً أو مقيماً في ذات المكان. ولئن أخذنا المنظور العام للصورة، وتساءلنا: ماذا يتراءى أمام ناظرينا؟ سنجد - دون شك أو مبالغة - أننا أمام مشهدٍ كرنفالي إختلطت تفاصيله وتجانست في بوتقةٍ ملوَّنة تتراقص بين ثناياها أزهار الطبيعة الجميلة، وتموُّجات الأرض بجبالها ووِهادها، والنبتات البريَّة المزيِّنة لها وكأنها سجَّادة من أرقى أنواع السجاد الإيراني المصنوع باليد. لتبرز من كل هذه الخلفيَّة المزركشة كوكبة الناس الطيبين، أبناء ألقوش، في أزيائهم الملوَّنة، المحيطين بحامل العود، فنستمزج موالات الأنغام التي تنطلق من جوف هذه الآلة الموسيقية الأصيلة في التراث، وعلى يد فنان ألقوش لطيف بولا، وهو يفاخر بإعتداد حمله للآلة. إني لواثق، كما أنتم، أن جمهرة الكوكبة المحيطة بفناننا، قد قطعت أنفاسَها مؤقَّتاً، وأوقفت دفق حركات أطرافها في الرقص المتموِّج على إيقاع اللحن المؤدّى على العود، لحين إطلاق زناد الكاميرا لأخذ الصورة. إنه كرنفال الطبيعة والجمال والإنتماء.تحية لكم جميعاً.
تذكر بطاقته الشخصية إنه إبن ألقوش التي رأى النور فيها عام 1945. تدرَّج بالدراسة في كل مراحلها، لينال في التالي درجة البكالوريوس في اللغة الإنكليزية من كلية الآداب، الجامعة المستنصرية للعام 1971. كتب الشعر فأبدع فيه قصائد ضمَّنها في أربعة دواوين،هي: رثاء على الحياة، مطلع العام 2000. رنين وصدى، في العام 2000، أيضاً. صراخ بلا صدى، مسجَّلاً على أشرطة كاسيت. ملحمة الشهداء. لم يكتفِ بالكتابة الشعرية، بل عمل في الصحافة والإعلام، فكتب ونشر مقالات بمواضيع مختلفة، وقدَّم نشاطات فنيَّة للمسرح: فصار فيها كاتباً ومؤلِّفاً ومخرجا. وفي الغناء والموسيقى عازفاً للعود والكمان، ملحناً، إذ إستمع الناس إلى صوتِه النقي منشداً ومرتلاً ومغنياً. أعتقد أنَّ قلمي ساحَ قليلاً في فناءات خيال الواقع؛ وللآن لا أدري سبباً دفعني للغوص ما أمكن في بحر هذا الرجل؛ فإني عرفته على صفحات موقع (ألقوش).
فشكراً لكِ ألقوش. لندخل سويةً إلى هذا الموقع ونتابع نتاجاته الفنية http://www.alqosh.net/latifpola.htm
الاستاذ باسم حنا بطرس
|