تحديد الأيام والتواريخالتقاويم والإصلاحات
نقترب من وداع العام الميلادي الجاري2006، وإستشراف العام الميلادي الجديد 2007، يسرني أن أنقل لقرائنا الكرام هذه اللمحة الموجزة عن مراحل تطور التقويم، الذي نسميه (روزنامة) مع أوجه الإختلافات؛ (*).
دعونا نتفاءل خيراً بحلول العام 2007
{العطل الرسمية بحسب تقويم عام 2007 كما في نيوزيلندا}
::::::::: باسم حنا بطرس ::::::::
التقويم ، هو نظام قياس الزمن في حياتنا المدنية، نقسم الزمن إلى أيام وأسابيع وأشهر وسنين .
وأقسام التقويم تستند على دوران الأرض حول الشمس (الشهرالشمسي) ، ودوران القمر حول الأرض (الشهر القمري)، ودوران الأرض حول نفسها (اليوم)، وأشكال ظهور القمر (الأسابيع). وقد وُضعت الأسابيع من أجل تنظيم موعد يوم راحة الإنسان، إذ تطور مفهومه فيما بعد إلى معنى أعمق ، وهو يوم تمجيد الخالق .
تساوي السنة الشمسية :365 يوماً و5 ساعات و48 دقيقة، و45,5 ثانية. أمَّا السنة القمرية فتساوي : 354 يوماً ، أي أقل من الشمسية بـ 11,25 يوماً .
التقاويم عبر التاريخ
إن أقدم تقويم تم العمل به، هو التقويم المصري الذي بدأ العمل به في الفترة بين 3100-3066 ق.م . حيث كانت سنتهم شمسية ، ومتكونة من 12 شهراً ، ولكل شهر 30 يوماً ، ثم أضافوا 5 أيامٍ غير إعتيادية .
يليه تقويم بلاد وادي الرافدين الذي بدأ مع ولادة الملك سرجون حوالي 2335 - 2279 ق.م . وكان للبابليين سنة قمرية متكوِّنة من 12 شهراً ، ولكل شهر 30 يوماً ، وقد أضافوا شهراً غير إعتيادي كي يحافظوا على التقويم كلَّما كانت الحاجة إلى ذلك .
بوابة عشتار المستنسَخة
أما في بلاد اليونان فقد بدأ العمل بالتقويم في القرن الثامن قبل الميلاد ، حيث تمَّ تأشير تاريخ 1 تموز سنة 776 ق.م بداية الأولمبياد .
وقد بدأ الرومانيون العمل بتقويمهم في الوقت نفسه تقريباً ، أي منذ 22 نيسان 753 ق.م. وقد أشار الراهب ديونيسيوس اكزجيوس سنة 525 م إلى أن ولادة المسيح تمَّت في السنة 753 رومانية .
وهكذا شرع العديد من المهتمين بالموضوع بتعيين مواعيد الخلْق! إستناداً إلى المعطيات الحضارية في تلك الأوقات ، فعلى سبيل المثال أشار رئيس الأساقفة جيمس يوشر ، إلى أن بداية التاريخ كانت سنة 4004 ق. م . التقويم اليوليانيقام الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر Julius Caesar(سنة 46 قبل الميلاد)، بإصلاح التقويم الشمسي (أو السنة الرومانية) المعتمد في الإمبراطورية الرومانية، وذلك وفق حساب أُعتُبِر فعالاً في ذلك الوقت، من أجل المطابقة مع السنة القمرية ، وسُمي باسمه (الحساب اليولياني)، وقد إستمر العمل بهذا التقويم إلى سنة 1585م، (كانت السنة اليوليانية تساوي 10 أشهر - أي 304 يوم) ، إذ تبدأ بشهر آذار ، وقد تمَّ إدخال شهر كانون الثاني ، وشهر شباط بعد فترة .
يوليوس قيصر (**)كانت السنة اليوليانية أكبر من السنة الشمسية بـ (11دقيقة و14 ثانية). قرَّر إعتبارها كما يأتي: إعتبار السنة = 365 يوماً + 6 ساعات، وإعتبار عدد أيام شهر شباط = 29 يوماً، وبذلك يبلغ عدد أيام تلك السنة 366، وتسمى سنة كبيسة.
الإصلاح الغريغوري (***)
قام البابا غريغوريوس الثالث عشر POPE GREGORY XIII بإصلاح التقويم اليولياني ( سنة 1582 ) ، بعدما لاحظ أحد العلماء الفلكيين وجود خطأ فيه ، قدَّر حتى ذلك الوقت بعشرة أيام ، حيث لوحظ زيادة بمقدار 11 دقيقة، و12 ثانية كل سنة ، وهكذا سمي الإصلاح بإسم البابا، أي الإصلاح الغريغوري. إذ أمر البابا:
بحذف الأيام العشرة، وإعتبار يوم (5) من شهر تشرين الأوَّل، هو يوم (15) منه، مع قبول مقرَّرات مجمع نيقية بخصوص العيد. كما قرَّر أنْ تكون سنوات المئات عاديَّة لا كبيسة، عدا التي تقبل القسمة على (400)، مثل سنة (1600)، وسنة( 2000)، حيث تُعتبَر كبيسة. وهكذا، فاليوم هناك إختلاف زمني يقدر بـ ( 13) يوماً بين الحساب اليولياني والغريغوري . كما تم عمل تصحيح آخر في 2 سبتمبر ايلول 1752م، اذ تحوَّل يوم 2 أيلول إلى 14 أيلول. إستمرَّت الإختلافات في التقاويم، خصوصاً في أوروبا، إذ مرَّت بفترة كانت تستخدم ثلاثة تقاويم بنفس الوقت : مثال، عندما كان التاريخ 19 شباط سنة 1706 في مدينة إدنبرغ، كان نفس اليوم هو 13 شباط سنة 1705 في مدينة لندن حسب التقويم اليولياني، و22 شباط سنة 1706 في مدينة امستردام حسب التقويم الغريغوري في البلدان الواطئة (هولندا). ولذلك تقرر إعتماد الإصلاح الغريغوري في معظم دول العالم الكاثوليكي، وحتى في ألمانيا وهولندا والدانمرك وانكلترة ومصر وروسيا 1918 واليونان 1923 …الخ. ولكن بعض الكنائس لم تعتمد على الإصلاحين أعلاه، رغم إتفاق الكل على مقررات مجمع نيقية. (*) نقلاً عن نشرة القيثارة الصادرة في تموز- آب 2004، بإشراف وإدارة الصديق الأب حبيب هرمز النوفلي، خوري الرسالة الكلدانية في إنكلترة. (**) ولد يوليوس قيصر عام 102 قبل الميلاد، وقتِل على يد أعدائه يوم الخامس عشر من آذار سنة 44 قبل الميلاد؟ (***) البابا كريكوري الثالث عشر ولد في 1 كانون الثاني 1502، وتوفي 10 نيسان 1585. وهو الذي إخترع التقويم الكريكوري بديلاً عن التقويم اليولياني.
الأب حبيب هرمز النوفلي
|
