سنسمع جلجلة الأجراس، ووَقْع حوافر الوعل، وصوت يدوَّي في الفضاء،
لطائر بشَري يدعو الأطفال في كل مكان لاستلام الهدايا التي يحملها
فوق كتفه، داخل كيسٍ أحمر كبير وهو ينادي عاليا:
هلمّوا يا أحباب
إفرحوا وتهللّوا
فقد وُلِدَ لكم يسوع
يقترب الموعد، وتحتفل البشرية في كل مكان، بعيد ميلاد المخلص
الفادي يسوع، والفرح يعمّ تطبيقاً لبشارة الملاك القائل:
المجد لله في العلى
وعلى الأرض السلام
والمسرَّة لبني البشر
لكن أطفالََنا في العراق الجريح، لن يتَسنَّ لهم أنْ ينعموا
بالميلاد، وكذلك ذووهم من الكبار؛ إننا جميعاً بأمَسِّ الحاجة إلى
زرع المحبة في أنفسِنا ونفوس الغير، ليتحقق السلام وتنتشر المسرَّة
بين اللجميع.
دعوا أطفالنا (في العراق) يحتفلون على طريقتهم؛ ونرسل في طلب (بابا
نويل) أنْ يأتي بجلبابه الفضفاض الأحمر، وعربته المجلجلة ليلتقي
أطفالَنا العراقيين قبل إلتقائه أطفال العالم، وينثر الورود
والأزاهير هداياً ذكيَّة لهم.
أجل: لنعُد كالأطفال فنستشعر مشاعرهم البكر. |
لكن الأطفال كانوا نياماً، متدثرين بالأغطية السميكة ليتدفَّأوا من قرص
البرد الشديد. وهكذا كان على البابا نويل رمي الهدايا من خلال مدخَنة
الموقد الناري.
ترى، هل عرفنا من هو هذا بابا نويل؟
هنالك أسطورة
تقول إنَّ
بابا نويل يسكن القطب الشمالي في مكان ما من
كرينلاند
الجزيرة
الاكبر في العالم التي يكسوها جليد ابدي.
على قول
سكان المنطقة
الذين يدافعون بحماسة عن مملكته.
كان بابا نويل يسكن في
(مزرعة الملك) في اعماق وادٍ خفي شمال شرق
كرينلاند. يقف بابا نويل الحقيقي بكل
بهائه فيما يتدلى حول عنقه المفتاح
الذهبي
لمشغَل الألعاب
الذي يعمل فيه على
إعداد
الهدايا ليؤكد بإصرار على
إنه
"الوحيد"
الذي يهتم
الآخرون
بانتحال شخصيته، لذلك كان يتعبرهم
"مجرَّد
أعوان يريدون سلبَه
عرشه" في
إشارة
خاصة الى بابا نويل الفنلندي والسويدي.
ويقول بابا نويل تأكيدا لكلامه "التاريخ يثبت ذلك". فاسطورة بابا نويل
تعود الى
القرن الرابع حيث جسَّدها
إسقف ذو لحية بيضاء هو القديس
نيكولاس الذي عاش في آسيا
الصغرى
في منطقة تقع اليوم في تركيا وعُرف
عنه كرمُه حيال الاولاد.
ويتدفق
أكثر من نصف مليون من المعجبين بينهم
ثلثان من الأجانب كل سنة لزيارة
"قرية بابا نويل" المنتزَّه الذي
أقامه
قرب
(روفانيامي)
مركز لابونيا. وفي شهر كانون
الاول وحده تنقل اليه رحلات خاصة حوالى 75 الف
طفل بصحبة
أهلهم يقصدونه
للتعرف اليه
ومشاهدته.
لننتظر، نحن كبار السن، موعد مجيء بابا نويل، ليلة الميلاد، لنستذكر أيام
كنّا أطفالاً صغار، وننظر إلى أطفالنا اليوم كيف تفرحهم هدايا بابا نويل.
وهكذا نجلجل أجراسَنا،
Jingle bells,
jingle bells, jingle all the way!
O what fun it is to ride
in a one-horse open sleigh
ونستقبل بابا نويل، إيذاناً باستقبالِنا للوليد البِكر الأعظم:
طفل المغارة يسوع.
والكل يهلل ويصفِّق ويردد:
إني أبشركُم بفرحٍ عظيم
وُلدَ لنا مخلَّص وهو المسيح الرب
ساد السلام وسطَ الظلام
عمَّ في الأرضِ الضياء الضياء
|