Two Way Reach طويريج East-tea-can استكان طريبيل Trouble Zone كلمات طريَّة في قاموس المفردات العراقية كثيرة هي المفردات التي شاع إستخدامها في العراق حصراً، ودرجنا على تداولها بدون أن نعرف أصلها أو بالأحرى كيف ثبتت في القاموس العراقي، ولو من حيث اللغة. دعونا نستعرض بعضاً منها، بدءً بكلمة (استكان). العراقي لا يحلو له شرب الشاي بأي نوع من الأقداح، سوى الإستكان. فمع وجود الكوب، الذي كنّا نقول فيه (بياله)، يبقى الإستكان في الصدارة. ان هذا التخريج لأصل كلمة (استكان) التي تعني قدح الشاي العراقي المعروف طريف وصحيح، لكن هل يُعقَل أن تكون إستخلاصاً من مفردات إنكليزية؟ إنها مبنية على عبارة تعني (East-tea-can) والتي تعني (علبة الشاي الشرقية)، فأخذ الناس يلفظها (إيستكان).
وهذه تُذكرني بأصل كلمة (طريبيل) فالأولى (طريبيل) لمنطقة نائية واقعة في مركز تلتقي حواليه حدود سوريا الجنوبية، والأردن الشرقية، والعراق الغربية. وهي منطقة نائية في الصحراء المعروفة بـ (بادية الشام). وتقول الروايات إن الإنكليز، من القوات البريطانية المرابطة في المنطقة، كانوا يطلقون عليها إسم (Trouble Zone) أي الموقع المضطرب. وبشيوع إستخدام هذه التسمية، أخذ عرب البادية يطلقون عليها كلمة (طريبيل). وهكذا صار إسمها رسمياً. وكلمة (طويرج)؛ هو اسم مدينة صغيرة تقع غربي نهر الفرات في العراق، بين مدينتَي الحلة وكربلاء - حيث ان أصل الكلمة أتى من اللغة الانكليزية وذلك لكون مدينة طويريج يمكن الوصول اليها من طريقين فقط: أحدهما من كربلاء والثاني من بابل، فأراد بعض الجنود الإنكليز في عصر الإحتلال الأول (العهد الملكي) أن يعرِّفوا هذين الطريقين فأطلق عليها كلمات انكليزية تعطي هذا المعنى وهي: TWO WAY REACH فتلقفها اللسان العراقي وعرَّبها فسُمِّيت – طويريج! ونأتي إلى أكثر الكلمات شيوعاً عند العراقيين في شرب الشاي، أنْ يكون بواسطة الكأس الصغيرة، المسمّاة (إستِكان).. ولهذه التسمية قصة ضريفة.
فعندما جاء الهنود مع الإحتلال البريطاني للعراق، كانوا يُطلقون على قدح الشاي إسم (بيالة Peyala) وهي تسمية (هندية - آرية) بمعني (قدح) أو(كوب) ولا زالت بعض مناطق شمال العراق تسمي قدح الشاي بيالة.
أما كلمة (استكان) فأصلها إنكليزي! حيث أن الجنود البريطانيين الذين كانوا في الهند أيام الاستعمار البريطاني لشبه القارة الهندية عندما كانوا يعودون باجازاتهم إلى بريطانيا يأخذون معهم (بيالة) الشاي الهندية أي قدح الشاي، ولأن الإنكليز كانوا يتناولون الشاي بـ(الكوب) وهو فنجان زجاجي كبير يوضع في طبق من ذات اللون والحجم والطراز.. وتمييزاً لقدح الشاي الهندي (البيالة) عن (الكوب) الإنكليزي، أطلق هؤلاء على القدح أسم (إستكان) وهي تسمية من ثلاثة مقاطع تشرح أصل الإناء أو القدح:
مدغمة متصلة للسهولة والدلالة –
وهكذا غنّى أهل بغداد أغنية:
خدري الجاي خدري
اكبس هنا للأنتقال الى الصفحة الرئيسية للأستاذ باسم حنا بطرس
|