الفن عند الأطباء الدكتور الفنان صباح حنا بطرس بقلم باسم حنا بطرس
كتبنا ونشرنا، وكتب غيرنا عن بعض الأطباء العراقيين الذين أبدعوا أعمالاً فنيَّة سواء بالهواية أو بالممارسة في فنون الرسم والتخطيط والنحت والموسيقى والغناء، إلى جانب عملهم الرئيس في مجال إختصاصهم الطبي. كالأطباء الشقيقين غانم ويوسف عقراوي، ونوري مصطفى بهجت، وأرمان بحوشي، وفوزي حبوش، وخيرالله فرجو، وقُتيبة الشيخ نوري، وسامي عبد الرزاق الشيخ قاسم، وآخرين. حتى أني أذكر جيداً الدكتور الراحل زهير قصير، كيف كان يحلو له الإستماع إلى الغناء العربي، أم كلثوم بشكل خاص، أثناء ممارسة عمله الطبي أو قيادة السيارة. سألتُه مرَّة عن أسباب إختياره لهذا اللون من الغناء. فأفادني بالقول إنه يستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية التي تفضلها زوجته الألمانية. لكنه في إستماعه للموسيقى الشرقية يشعر بإنجذاب نحو أجوائها حتى وإنْ لم يكن يصغي إليها بكلِّيَّته. نعود إلى موضوعنا، فأتناول شقيقي الدكتور صباح حنا بطرس. وهذه لمحة مختصرة عن سيرته الذاتية. فهو ولادة بغداد في العام 1932، الإبن الثاني في تسلسل أبناء حنا بطرس (1896-1958) كما في صورة العائلة التالية العائلة في الصورة – من اليمين: الوالد (حنا)، الشقيق الأكبر (بطرس)، الوالدة (مريم) ثم صباح، وسمير، وباسم. أنهى صباح مراحل الدراسة من الإبتدائية (مدرسة الطاهرة المرتبطة بكنيسة أم الأحزان ببغداد)، والمتوسطة المركزية صباحاً ومعهد الفنون الجميلة مساء، ومن ثم الأعدادية المركزية، التي أنهاها بمعدَّل جيِّد أهَّله للقبول في بعثة للدراسة في الخارج؛ لكنه فضَّل الكلية الطبية الملكية ببغداد ليتخرَّج فيها طبيباً، بعد إنهاء سني الدراسة فيها. وقبلَها كان قد تخرَّج في معهد الفنون الجميلة بدبلوم فن عالٍ بدرجة إمتياز، بعد دراسة سبع سنوات مسائية، لدراسة الكلارينيت كآلة رئيسية، والبيانو كآلة ثانوية، ومن ثم مختصاً بالعزف على آلة الكلارينيت (Clarinet).
إني وزير المعارف
بناءً على ما عرضه مجلس أساتذة معهد الفنون الجميلة وبناءً على إكمال الطالب صباح حنا بطرس المولود في بغداد سنة 1932، منهاج الدراسة المقرر لفرع الموسيقى، وإجتياز الإمتحان النهائي المطلوب بنجاح، قررنا منحه دبلوم المعهد لآلة الكلارينيت من درجة إمتياز مع جميع الحقوق والإمتيازات التي تخوِّله إياها هذه الدرجة وقد تخرَّج في 30 حزيران سنة 1952. كُتبَ في بغداد في اليوم العشرين من شهر شوَال من سنة ألف وثلثمائة وإحدى وسبعين الهجرية الموافق اليوم الثاني عشر من شهر تموز من سنة ألف وتسعمائة وإثنين وخمسين الميلاديَّة.
الأستاذ المختص العميد وزير المعارف منير الله ويردي
التي أهَّلته للعزف مع الفرقة السمفونية الوطنية العراقية والتشكيلات الموسيقية الأخرى من فترة نهاية الأربعينات للقرن العشرين المنصرم. وبهذا فهو من جيل المؤسسين الثاني للفرقة السمفونية العراقية. 2 كما كان له حضور موسيقي أثناء دراسته الجامعية، في إحتفالات ومهرجانات الكلية الطبية الملكية. وهو إلى جانب ذلك ممارس لألعاب الرياضة والسباحة، وقد شارك بفريق الكرة الطائرة في الكلية الطبية. 3
الثاني إلى اليمين في فريق الكرة الطائرة
عمل في مجال إختصاصه الطبي في مستشفيات بغداد وديالى ثم الناصرية، حتى حصل على بعثة للدراسة التخصصية في الأشعة في إنكلترة، ليحصل على شهادة الإختصاص في هذا المجال، أهَّلته لدى عودته للعراق، ليعمل طبيب إختصاص في الأشعة، متنقِّلاً بين بغداد والبصرة، ليستقر بالتالي في قسم الأشعة بمدينة الطب ببغداد. 4 كانت آلة الكلارينيت تلازمه في حِلِّه وترحاله، وفي بغداد واصل عمله عازفاً لهذه الآلة في الفرقة السمفونية. وله من الهوايات الفنية الأخرى ممارسة الخط العربي، والرسم التخطيطي للوجوه. هكذا تنوَّعَت إهتماماته منذ الصغر ليشكِّل له حضوراً بارزاً في كافة الميادين. ومن بين أعماله الفنية، نقرأ في صحيفة (.ninawanews.com) الخبر التالي: الهوامش: 1 - أشقَّاؤه هم:
2- نشاهده في هذه الصورة التي تعود لمطلع الخمسينات من القرن المنصرم، مع أفراد العائلة، الوالد وبطرس وصباح وباسم ضمن جانب من عازفي الفرقة السمفونية، على مسرح معهد الفنون الجميلة بمنطقة الكسرة ببغداد:
3- لاعباً في فريق الكرة الطائرة في الكلية الطبية الملكية: الصورة مع الخبر. 4- الرسوم التخطيطية:
مقالة سابقة بعنوان من وحي إستشهاد مثلَّث الرحمة مار بولص فرج رحّو إستحوذت حادثة إستشهاد مثلَّث الرحمة مار بولص فرج رحّو، رئيس أساقفة الكلدان في الموصل، على وجدان الناس من مختلف شرائح المجتمع العراقي، مسيحياً وإنسانيّاً، وعلى أصعدة العالَم أجمع، فغطَّت الكلمات والمقالات والأشعار التي قيلَت في مناقب الشهيد المبَجَّل، صفحات المواقع الإلكترونية والصحف والمطبوعات بأنواعها. وها هي الحادثة تدفع في مشاعر طبيب الأشعة الإختصاصي، الدكتور صباح حنا بطرس، إضافة إلى كونه عازفاً لآلة الكلارينيت متخرِّجاً في معهد الفنون الجميلة، وعضواً مؤسِّساً في الفرقة السمفونية الوطنية العراقية: أجل دفعت به ليُمسِك بقلمِه فيرسم تخطيطاً للوجه الصَبوح للمطران الشهيد. لتبقى مطرانَنا الجليل خالداً في أعماق ذاكرتنا إلى الأبد. والدكتور صباح وعائلته مقيم منذ سنوات في كندا، ويحرص على الإستمرار بالعزف على الكلارينيت في البيت، وحضور حفلات الموسيقى الكلاسيكية التي تقام على قاعات مدينة تورنتو. ومن الجدير بالذكر ان الدكتور صباح كان قد تسلق برج سي ان البالغ 1776 درج خلال 27 دقيقة و 20 ثانية في شهر نيسان 2001
وأختم هذا العَرض الموجز بالإطلاع على صحيفة عمله الطبّي في الوثيقة أدناه Dr. Sabah H. Petros - Profile
Dr. Sabah Hanna Petros (1932 - ) http://insonewsletter.blogspot.com/2007/04/petros-family-in-pictures.html رسوم لبعض الوجوه المعروفة
اكبس هنا للأنتقال الى الصفحة الرئيسية للأستاذ باسم حنا بطرس
|