منتديات بخديدا |
أقترح الاستاذ الفنان باسم حنا بطرس على الموقع نشر هذا الموضوع لجماليته التاريخية الـ (جـا) والـ (لَعـَد) مفردتان مندايات أيضاً كتابات – د. قيس مغشغش السعدي موقع: http://www.mandaeanunion.org/index_AR.htm كان إرجاعنا للمفردتين العراقيتين الشهيرتين ( أكو .. ماكو) الى أصلهما في اللغة المندائية كوريث أساسي للغة الأكدية أم اللغات السامية، كان مثار نقاش في أثناء عرض دراستنا حول اللغة المندائية في مؤتمر جامعة مدينة بوزنان في بولونيا ضمن مؤتمر الأديان غير المسلمة في العراق. وقد أثار ذلك تحفظات بعض المستشرقين حتى دعمنا ذلك بالمعنى، ثم بالإستشهاد بكلمات أخرى ذات إستخدام شائع في اللغة العراقية المحكية والتي لا يعرف لها أصل عربي أو قد يستهين بها البعض بعدها من المفردات ( الجلفية) التي قد يعاب إستخدامها.
وقد كانت مفاجأتنا مفرحة ولا تقبل التأجيل في الإعلان عن مرجعية الـ( چـا) العراقية الى اللغة المندائية. هذه الـ( چـا) التي تتقاسم مع الـ( أكو.. ماكو) سمة اللهجة العراقية ، حتى أن من يريد ان يظهر بيان تحدثه باللهجة العراقية فإنه يلجأ الى إستخدام هذه الكلمات الثلاث. أما الـ( أكو.. ماكو) فقد تناولناهما في مقالة سابقة، وأما الـ( چـا) فنقول أن باحثين عديدين حاروا في عائديتها وقد ذهب فيها البعض الى أنها من الكلمة الهندية ( آچـا) وقد جاءت مع مربي الجاموس الهنود يوم إستقدموا للعراق مع جاموسهم. أو هي تحوير لكلمة (أكو) بقلب الكاف جيما والواو ألفا لتكون( أچـا) ثم ( چـا) أو أنها من المقطع ( كا). وكذلك حاروا في معناها كلازمة فقط أم أنها تفيد المعنى في الإستدلال بتثبيت الظرفية خاصة وأنها تسبق السؤال بكيف وأين وماذا..
ويقابل لفظة الـ (چـا) كلمة ( لعـد) البغدادية. فالسؤال (جا وين؟) يقابله (لعد وين؟).. وهكذا. ولذا تجد البعض حينما يريد أن يتبغدد ويرتقي على لهجة الجنوب العراقية في الـ(چـا) يقول الـ( لعـد). مع أن لكمة ( لعـد) متكونة من (لا) و ( عاد). والـ(عاد) هنا ليس بمعنى العودة ولا بمعنى العادة أو أي معنى مشابه في اللغة العربية الفصيحة.
وإذا إعتمدنا أن (لا) هي أداة نفي في
العربية والمندائية، فإن كلمة (عاد) هي ما تحتاج الى
متابعة. ونجد في اللغة المنداية كلمة ( آد) تعني ( فإن
،إذن، الى حين، حتى) وهي تفيد المعنى ذاته خاصة إن فرقنا
الكلمتين كما في بيت الشعر الدارمي( دكم سترتك زين لا عاد
أشتم..). وبذا تكون الـ ( لعد) البغدادية هي ربط بين لا
وحتى أو الى حين أو إذن . ويكون المعنى أوضح في (كافي عاد)
و ( بس عاد).
ولأن اللغة المندائية - كما هو معروف- خالطت لغة النبط في مملكة ميسان قبل ما يزيد على 2300 عاما ، فإن مفرداتها سادت وتعاقبت وعاشت في المجتمع. ولم تستطع اللغة العربية ، مع أنها إستندت الى أصولها السامية وأخذت الكثير من اللغة الأكدية، أن تستوعب جميع المفردات وبخاصة تلك التي كانت لصق اللسان أو الأسهل والأيسر والأدق في التعبير. وعلى هذا نجد أن اللهجة المحكية أقصر طريقا في التعبير عن الفكرة في أغلب الأحيان.
وحيث يستند أصحاب الأصل الغربي للمندائيين ( قدومهم من فلسطين) الى ورود بعض المفردات المحددة في اللغة المندائية والتي تشير الى مواقع في حوض الأردن كما في كلمة (يردنا) التي تشير الى الماء الجاري فإن هنالك من الدلائل أن هذه الكلمة ذاتها ذات أصل سومري في ( گور- دو- ن). كما أن مئات الكلمات التي مازالت مستخدمة و شائعة في اللغة المحكية العراقية وبخاصة في جنوب العراق هي أدواتنا لمقابلة هذا الفريق في أن المنشأ والوجود والبقاء المندائي إنما هو بلاد ما بين النهرين. بل أن للمندائيين بناءاتهم المؤسسة في هذا الوطن العراق، وإن جادل مجادلون فهذه لغتهم في الـ( أكو، ماكو، جا، لعد، يمعود....والمئات التي نقوم بتوثيقها الآن).
كيف لا يؤلمنا إذن إستهدافهم من قبل الطارئين على العراق. وكيف لا يعصرنا إذن ألم نزوحهم الإجباري اليوم من العراق. تاركين فيه تعميدهم الذي لا يرتقيه أي تعميد في ماء غير ماء الفرات، فهو ( فراش زيوا: الفرات النوراني)! وتاركين مفردات لغتهم التي سيبقى العراق يتحدثها لغة محكية في الوقت الذي يضطرون هم من جديد الى تعلم لغات بلدان اللجوء!
|