الفيروزة تعود هذه معلومات توثيقية مضافة إلى ما تم نشره على موقع باخديدا، بعنوان (الفيروزة، عازفة الأرغن والبيانو بين بغداد ولندن).
مع الأب المطران أندراوس أبونا
تأسست الجوقة سنة 1986 وبدأت نشاطها مع بدء الرسالة الكلدانية السريانية في المملكة المتحدة . ساهمت الجوقة بشكل فعّال منذ تأسيسها على توفير المناخ الروحي واللاهوتي أثناء القدّاس للمؤمنين الكرام , من خلال أداء التراتيل التي تعبِّر بعمق وفخر واعتزاز بالتراث المشرقي الغني باصالته و عراقته ولاهوته.
يجتمع
أعضاء الجوقة مرة واحدة في الأسبوع في بيت الرعية ،
وتقوم بأداء التمارين على
التراتيل التي ستقوم بتقديمها في أيام الآحاد
والاحتفالات الدينية الكبرى. يتمتع
أعضاء الجوقة بعدد من المواهب ومن اهمها انها تقوم
بتأليف تراتيل جديدة شعراً
ولحناً، تعبّر من خلالها عن رؤية الشباب المسيحي في
المهجر عن اعتزازهم وتمسكهم
بالجذور المشرقيّة الأصيلة التي ينتمون اليها. كما
يسرُّ الجوقة أن تعلن
للمؤمنين الكرام ان باب الإنتماء مفتوح أمامهم للإنضمام
إلينا، والمشاركة معنا في
تمجيد اسم الرّب. + وسيم الزيباري، رئيساً ومنشداً منفرداً، + فيروزو شابو، رئيسة وعازفة أرغن ومنشدة منفردة، المرتلون المنفردون: + عذراء جورج، نهرين يعقوب، أعضاء الجوقة المنشدون: + فرح إيليا، سرمد إيليا، نشوان خوندي، زياد نجار، سعد ريمون، أنيس نجم، وأحلام. يعمل الجميع بروح التعاون والتنسيق وبجدية. ونسعى لإشاعة جو المحبة والفرح أثناء التدريبات الأسبوعية والخدمة في القداس. نفرح حين نجد الشعب المحتشد داخل جدران الكنيسة متفاعل ومستمتع مع أداء الجوقة. كما يهمنا جداً إستقطاب عناية الشبيبة للإرتباط بالجوقة.
وتضيف فيروز معلِّقة هنا على وصفي إياها بـ (الفيروزة)، فتعرب عن تقديرها لنشر المقال على موقع باخديدا، إذ تعتبر نشره قد أعاد إليها ذكريات حميمة عندها؛ فقد كان الأب الراحل فيليب هيلايي يغمرها برعايته، ويُطلق عليها لقب (الفيروز)، حيث أن والدي كان يدعوني هكذا أيضاً. ومن دواعي فخر الأب هيلايي أني أسهمت بتأسيس جوقتنا في إنكلترة
مع الأب الراعي حبيب هرمز النوفلي
الجوقة العائلة. مباركة لكم إسهاماتكم في الخدمة الكنسية رنِّموا للربِّ تَرنيماً جَديداً / أحسِنوا العَزفَ معَ الهُتاف / فَرِحين مُرنّمين. باسم حنا بطرس أوكلند في 5 كانون أول 2009
........................
الفَيروزة فيروز شابا عازفة الأرغن بين بغداد ولندن
لقد أحبَّني أبونا فيليب، كما لو كنتُ إبنته
أولى الأب الراحل فيليب هيلايي (1932- 2002) راعي كنيسة مار إيليا الحيري في بغداد، عناية فائقة بأطفال وشبيبة كنيسته، بتوفير كل سبل ووسائل التعليم ثقافياً وتربوياً وفنيّاً، تأهيلاً لهم نحو الخدمة الكنسية.
وإنصبَّ إهتمامه الأكبر وبشكل متميِّز في الترتيل الكنسي، بحكم إختصاصه العلمي في هذا الجانب، عبر تشكيل الجوقات وتعليم أعضائها أصول الأداء الصوتي للمفردة المغنّاة، عربية كانت أم كلدانية، في كل الكنائس التي خدمها، وبخاصة كنيسة مار إيليا الحيري في حي الخليج، ببغداد الجديدة. وتخرَّج على يديه وبرعايته رعيل من الشباب، فتيات وفتياناً، موفِّراً لهم كل المستلزمات من آلات وتسجيلات وأجهزة.
من بين أبرز عناصر العزف الموسيقي الآلي مصاحَبةً للجوقة، تبرز فيروز شابو؛ فد كنتُ أرقبها وهي صبية يانعة تجلس إلى الأرغن بشكل ملفت للنظر. تساءلتُ عمَّن تكون هذه الفتاة. فكان يأتيني الجواب من الأب هيلايي بكلام أبوي تربوي عن مناقب هذه الفتاة. وموهبتها الموسيقية المبكرة.
وغابت عن ناظريَّ هذه الفيروز ولم أعُد أراها في جوقة الكنيسة. فتساءلتُ ماذا حلَّ بها؟ هل زعَّلها أحد – أبونا فيليب أو غيره؟ فقيل لي إنها سافرت إلى إنكلترة؛ قلتُ مع نفسي، برافو لك يا فيروز، أنْ كيف تسنَّى لها الحصول على تأشيرة سفر بريطانية أيام كان استحصالها من باب المستحيلات.
أخذتُ أتحرِّى عنها من خلال شقيقي الأكبر، بطرس، المقيم في لندن، ومن المتردِّدين وداعمي كنيستنا الكلدانية هناك. فأعلمني بوجودها مع جوقة الكنيسة عازفة ومنشدة. وحدَّثَني عنها ناعِتاً إيّاها بأنها (هِبة ثمينة) أنعم الله بها لكنيستنا وجماعتنا في لندن، لتعزف وتنشد مع جوقة الكنيسة هناك.
وها هي ذي أردتُها محور حديثي هذا.. إنها الفيروزة.
وبعد مضي كل هذا الوقت والزمن، ومن خلال إتصالاتنا عبر الإنترنيت، وافَتني فيروز برسالة تحدَّثَت فيها عن نفسها، مع عدد من صورها؛ لذا، من هنا أترك الكلام لها، للتعرُّف إلى المزيد. حيث كتَبَت لي هذه الخلاصة عن سيرتها الحياتية والفنية، تقول:
ولادتي بتاريخ 22 حزيران 1972، لأبويَّ إليشا شابو ووالدتي خاتون داؤد، أصغر أشقائي الثمانية. يقطن معظم أفراد العائلة في الولايات المتحدة الأميركية.
التحقتُ بجوقة كنيسة مار إيليا الحيري ببغداد عند الأب فيليب هيلايي مذ كان عمري ثماني سنوات. وكانت فرصة للدخول في صف تعليم الموسيقى الذي كان الأب فيليب يُشرف عليه شخصيَّاً. فكنت أواضب على الدراسة الموسيقية فترة العطلة الصيفية.
بالطبع كان لتشجيع الأب فيليب لنا الأثر البالغ في استمرارنا لدراسة الموسيقى وممارسة العزف على البيانو – أو الأورك. ومع التدريبات الجدَّية على التمارين العمليَّة بدأت المهارة تبرز لدي فأخذتُ أعزف وأرتِّل مع الجوقة وأنا في الخامسة عشرة من العمر. فشعرتُ بفرح غامر لأداء دوري في الجوبة عزفاً وإنشاداً.
كان الأب فيليب صارماً معنا، إذ كان يمتلك أذناً موسيقية حسًاسة، فإذا حصل خطأ في الأداء وحتى أثناء القدّاس، يسترعي إنتباهنا للخطأ بغية التصحيح والأداء الأفضل. وهكذا صقل مواهبنا بإشرافه المباشر.
لقد أحبَّني أبونا فيليب، كما لو كنتُ إبنته، متمنياً لي أن أصبح عازفة ماهرة. وكان يثق بجدَّيتي في العمل. هكذا بقيتُ وسأبقى وفية له لفضله الأبوي الكبير في تنمية قدراتي وصقلها بمستوى أهَّلني لقيادة الجوقة.
غادرتُ العراق وأنا في سن الثامنة عشرة، إلى الأردن ومنها إلى إنكلترا، حيث التحقت بكنيستنا هناك برعاية الأب أندراوس أبونا (المطران فيما بعد) أيّامئذٍ. وكنتُ العازف الوحيد فيها. لذلك كان لزاماً عليَّ أن أحضر تدريبات الجوقة لخدمتنا أثناء قداس الأحد كل أسبوع.
أما هنا في لندن، فأنا مدينة للأب (المطران) أندراوس أبونا فترة خدمته هنا لغاية العام 2004، حين استعان بي لتشكيل الجوقة من أربعة أعضاء لينمو العدد إلى عشرة أعضاء، وها نحن نقوم بالخدمة منذ أكثر من 12 سنة، وكذلك أنا مدينة للأب حبيب هرمز النوفلي، منذ تولّيه خورنة كنيستنا.
تزوجتُ من بيتر بورشارد Pieter Borchardt ورُزقنا بطفلين، هما ليو وإيليسّا - Leo & Elissa وهذا يعني إنشغالي بمهام العائلة وتربية الأطفال، لكني استمريت بالعزف لجوقة التراتيل وما أزال.
يقول الأب حبيب هرمز النوفلي:
وبالنسبة لي ففيروز تعتبر اليوم موهبة ناضجة بحاجة الى
رعاية واحتضان كي تقدم ثمار افضل.
عندما تعزف وترتل فيروز، فإنها تطرب الحاضرين في القداس
وكما نعلم ان القداس المشرقي هو احتفال دائم فكم هو لذيذ بوجود عازفين
ومرنمين اكفاء مثلها.
اخوك حبيب.
الأب حبيب النوفلي مع عائلة فيروز
عودة إلى أيام الأب فيليب هيلايي: كان ملهِماً لنا جميعاً. عمل بجدية وحرص لتعليمنا العزف والمبادئ الموسيقية. ومن خلاله نما إهتمامنا بالموسيقى بكل أشكالها، ويخاصة الكلاسيكية. فأنا مدينة له بكل ما قدمه لنا. هنا أعرض هذه الوثيقة التي تعكس جانباً مهماً من أنشطة ومبادرات الأب فيليب هيلايي. كتبها الفنان حسين الأعظمي، بعنوان:
من أوراق الذكريات الفنّان حسين الأعظمي بصحبة الأب فيليب هيلايي في ملتقى المشاهير
مرة من المرات وانا في خضم استمراري بادارة الملتقى الأسبوعي في بيتي ، فكرت بإعداد وتقديم برنامج إذاعي أسبوعي لما يُستضاف من محاضرات أسبوعية وشخصيات ثقافية معروفة ، وكان ذلك بطلب من الإذاعة العراقية زمنذاك ، وقد أسميته بـ ملتقى المشاهير ، وقُدِّر لهذا البرنامج أن تُذاع منه حلقة واحدة ولم يتسنَّ لي الاستمرار لاكتشافي أن الموضوع يحتاج إلى بعض التفرُّغ وهو ما لم يكن لدي وقت لذلك مع الأسف ..
على كل حال ، كانت تلك الحلقة اليتيمة التي أُذيعت أكثر من مرة من إذاعة بغداد والتي كانت للاب المرحوم فيليب هيلايي في الأيام الأخيرة من العام الميلادي .. وكانت المحاضرة مثيرة وجميلة تخلَّلها الكثير من المقاطع الموسيقية والتراتيل بصحبة مجموعة من البراعم من المتدربين في الكنيسة * التي كان المرحوم يديرها .. رحم الله أبانا الاب هيلايي ، فقد كنتُ على علاقة قوية به.. إخترتُ واحدة من الصور التي تجمعني به.
الصورة المرفقة في هذه الرسالة كانت في قاعة الرباط ببغداد منتصف التسعينات فيما اعتقد ..! حيث كانت محاضرة موسيقية للاب الراحل المرحوم فيليب هيلايي، وكنت من حضار هذه الامسية الثقافية ، وخلال المحاضرة استشهد المرحوم الاب هيلايي باحدى الاغاني ، الامر الذي ادى به الى ان يناديني طالبا مني الصعود على المسرح بقربه لتادية تلك الاغنية .. وهكذا تم التقاط هذه الصورة الجميلة التي بقيت ذكرى جميلة ايضا .. رحم الله ابانا هيلايي ..
الجوقة تخدم في كنيسة مار إيليا الحيري
من اليسار: الأب يوسف حبي، والأب فيليب هيلايي وباسم حنا بطرس، وصباح ميخائيل.
كتابة وإعداد باسم حنا بطرس أوكلند (نيوزيلندا) في 22 تشرين أول 2009.
|