إحتفالية الذكرى الأربعين لرحيل بياتريس أوهانيسيان إحتفالية الفن العراقي لقد آمنتْ أنَّ الموسيقى لغة الحب والسلام في مساء يوم السبت المصادف 30/8/2008 أقامت الدائرة الثقافية (سفارة جمهورية العراق) في واشنطن حفلا تأبينيا ضخما لذكرى أربعينية عازفة البيانو العراقية ذات الصيت العالمي، بياتريس أوهانيسيان وقد أقيم الإحتفال على قاعة الكونسرت للمتحف الوطني الأميركي (المتحف الأميركي الهندي). وهذه القاعة من أرقى القاعات في واشنطن. شارك في الإحتفال مدير المتحف السيد كوفر، وعزف على البيانو العازف العالمي مارتن بيركوفسكي وعازف السنطور العراقي الأميركي أمير الصفار والرباعي الوتري للفرقة السيمفونية في مدينة بالتيمور في قطعة من تأليف ومشاركة عازف العود الصاعد رحيم الحاج. قدم المستشار، نبذة عن تاريخ العراق الفني والتراثي والحاضر والمؤمَّل. وذكر أن العراق غنيٌّ بالكفاءات المتميزة في الماضي والحاضر. ثم قدَّم الشاعر والباحث علي عبد الامير عجام عرضاً عن حياة بياتريس، وتقييماً لكفاءتها الموسيقية واحتضانها للفن العراقي ودوام إخلاصها الى العراق وأهله. وألقت شقيقة بياتريس، الآنسة سيتا أوهانيسيان كلمة شكرت فيها الدائرة الثقافية لهذه المبادرة في تكريم روَّاد الثقافة من العراقيين كما عُرض أثناء الحفل فليم فيديو لمقطوعة من تأليف وعزف صاحبة الذكرى. كان للحفل هذا الأثر البالغ في نفوس الجالية العراقية وخصوصا الطائفة الأرمنية التي شكرت الدولة العراقية لتكريمهم من خلال تكريم بياتريس. حضر الحفل مايقارب 350 شخصاً من الجالية العراقية والأميركان المعنيين بالثقافة والموسيقى والتراث. وكانت الإحتفالية تضاهرة تراثية ثقافية فنية عراقية من أعلى مستوى.
المصدر: الدكتور عبد الهادي الخليلي، المستشار الثقافي (واشنطن). إعداد: باسم حنا بطرس (أوكلند – نيوزيلندا - أيلول 2008) ............................... ورحلتْ بياتريس أوهانيسيان نقلت وكالات الأنباء خبر رحيل الفنانة العراقية بياتريس أوهانيسيان، في أواسط تموز 2008، عن عمر ناهز الثمانين، وجرى تشييع جثمانها يوم الحادي والعشرين منه في مدينة هاليفاكس بولاية منيسوتا الأميركية، حيث إنتقلت إليها وشقيقتها سيتا منذ 1996. { نبذة عن بياتريس أوهانيسيان } أبدأ توثيق مسيرة هذه الفنانة الرائدة، بالسؤال: هل نتذكر عازفة البيانو العراقية الأولى والشهيرة: بياتريس أوهانيسيان؟ وأعقبه بتساؤل أليم: أين هي وسائل الإعلام والفضائيات ومواقع الإنترنيت العراقية والعربية من نبأ رحيل هذه الفنانة التي كانت دوماً تفاخر بعراقيَّتها؟ وهكذا عاشت طيلة حياتها أمينة لإنتمائها العراقي. إنها الإنسانة الرقيقة، الشفافة، المولودة في بغداد ضمن عائلة أرمنية سكَنت منطقة { المْرَبْعَة} التي كانت من محلاّت بغداد الشهيرة؛ إنها المحلَّة الكائنة خلف سينما الزوراء، التي تربط بين شارع {باب الشيخ - السنك} وشارع { سيد سلطان علي}. عائلتها، كما أسلفتُ، مكوَّنة من الوالدَين، وإضافة إلى بياتريس، وهي بكر العائلة، يأتي شقيقها {آرشان} وشقيقتها الصغرى {سَيْتا}. والثلاثة يمارسون الموسيقى عزفاً: حيث كان البيانو بتصدَّر صالة الجلوس، وكان الشقيق يعزف على آلة الكمان. كانت مدارس راهبات التقدمة في بغداد في المصاف الأول بين مدارس البنات الأهلية، من حيث المستوى التربوي والعلمي والفني. هكذا وجدنا بياتريس منذ طفولتها بين تلميذات مدرسة الراهبات في محلة { رأس القرية} القريبة من {عقد النصارى، عقد الكنائس}. حيث وجدت ضالَّتَها لتعلُّم الموسيقى بدراسة العزف على البيانو، وترتل وتنشد ضمن جوقة الإنشاد للمدرسة وكان ثمة (صوت) يدندن في دواخلها أنَّها لن تكون غير موسيقية محترفة. وإزدادت دندنات هذا الصوت كل لحظة تعيشها ليصل الأمر بها، ومنذ صغرها، إلى نوعٍ من الهوَس والعشق. هكذا كانت بداياتها في تعلُّم الموسيقى. فهي تذهب كل يوم أحد إلى كنيستها الأرمنية ببغداد (التي كانت قرب كنيسة أم الأحزان الكلدانية – حالياً في مكان السوق العربي) لتنعِش نفسَها بالألحان الكنسية التي كانت تؤديها مجموعة إنشاد (كورال – متعدد الأصوات). أخذت مُذ ذاك تتململ في مجلسها داخل الكنيسة وبالقرب من جماعة الإنشاد، وتردد بصوتها الرقيق كل ما كان يرتَل أثناء القداس. ليتطوَّر الأمر لديها، فأخذت تعزف في الكنيسة على آلة الأرغن الهوائي قطعاً موسيقية وتراتيل. في بيتها، حيث كانت تستمع إلى جهاز (الحاكي – الفونوغراف اليدوي) وهو يدور ليحيل صمت الأسطوانة القرصية الموضوعة فيه إلى عزفٍ لما هو مسجَّل على وجهيها من الموسيقى الكلاسيكية من أعمال كبار المؤلفين الموسيقيين الأوربيين أمثال: شوبان، باخ، موزارت، بتهوفن؛ لكن أعمال البيانو (من السوناتا والكونشيرتو) أخذت تجذبها وتشد إنتباهها بشكل متميز. دخولها معهد الفنون الجميلة: ذكرت بياتريس في مقابلة لها مع تلفزيون بغداد في السبعينات، وكذلك مجلة {القيثارة – الصادرة عن دائرة الفنون الموسيقية فترة السبعينات} كيفية دخولها معترك دراسة الموسيقى في معهد الفنون الجميلة ببغداد،عندما قدَّم والدَها في العام 1937 طلب إنتساب إبنته بياتريس للتسجيل في {المعهد الموسيقي العراقي} التابع إلى وزارة المعارف، تلميذةً في فرع البيانو، أيام كان المعهد في بداياته في منطقة المربعة. كانت شروط القبول في المعهد تقضي بأن يكون الطالب حائزاً على شهادة الدراسة الإبتدائية، وأن يقل عمره عن 13 سنة. هنا تقول بياتريس: دخلتُ إلى المقابلة أمام لجنة المعهد المكوَّنة من الأساتذة الشريف محي الدين حيدر، مدير المعهد، وحنا بطرس، معاون المدير، وأستاذ البيانو جوليان هرتز (روماني). قدّمني الأستاذ حنا واصفاً إياي بـ {شوبان الموهبة المبكرة} معزِّزاً طلب إنتمائي للمعهد، كوني موهوبة في العزف. قدمتُ عدداً من القطع والتمارين أمام اللجنة بشكل جيد، فنالت إستحسانها. لكن اللجنة وجدت عائقاً أمامي لقبولي في المعهد بسبب صغر السن، وكوني ما أزال تلميذة إبتدائية. وبتدخُّل تشجيعي من الأستاذ حنا بطرس، تم قبولي إستثناءً من شرط العمر. وهكذا بدأت الدراسة الفنية بالشكل العلمي الجيد على يد الأستاذ الروماني جوليان هرتز، وتخرجتُ في العام 1944، بدبلوم فن عالٍ بدرحة إمتياز. إستخدمها المعهد للتدريس فترة قصيرة لحين حصولها على بعثة دراسية في الأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى في لندن. فنالت شهادة التخرج وجائزة فردريك وسترليك. وعادت للعراق لتواصل التدريس والعزف مع مختلف المجموعات الفنية في المعهد، حتى حصلت على بعثة من مؤسسة فولبرايت للدراسة في مدرسة جوليارد في نيويورك، لتتطور وتبرز موهبتها المتميزة كعازفة بيانو منفرد (صولو) في الحفلات التي كانت تقدمها عبر إذاعة بغداد، وعلى المسارح سواء كانت بصحبة الفرقة السمفونية العراقية أو بمفردها. وإنطلقت في سياحة موسيقية مستمرة ومتواصلة داخل العراق وخارجه في لبنان وتركيا وأوربا وأميركا. وشاركت الفرقة السمفونية الوطنية العراقية كعازفة منفردة، في حفلاتها على صالات بغداد وعدد من محافظات العراق الأخرى، وكذلك في جولات الفرقة للخارج. كما قدمت لها الفرقة عدداً من مؤلفاتها الموسيقية فترة التسعينات. جرى تكريمها في مناسبات عديدة، بجوائز تقديرية متميزة من أهمِّها آلة بيانو كونسيرت (Concert Grand Piano - Steinway) التي مُنحت لها عند تكريم الفنانين العراقيين في الثمانينات. إنتقلت وشقيقتها سيتا (خريجة معهد الفنون الجميلة في البيانو) للإقامة الدائمة في الولايات المتحدة الأميركية منذ العام 1996 ملتحقةً بشقيقها الوحيد (آرشان) الذي كان عازف كمان سابقاً. مجموعة من الفرقة السمفونية الوطنية العراقية في موسكو عام 1988. نشاهد فيها وقوفاً (من اليمين): الأستاذ آرام بابوخيان، جون بشير، نوبار باشتكيان، ليث عبد الغني، إبتسام صبحي، شهلاء غانم حداد، قصي حسين قدوري، بياتريس أوهانيسيان، منذر جميل حافط. جلوساً: علي حسين موسى، باسم حنا بطرس، محمد علي عبّاس، مهدي عبد علي ترجمة الرسالة الواردة لي من بياتريس أوهانيسيان بتاريخ 29 كانون أول 2006، لمناسبة عيد الميلاد وراس السنة الجديدة: أعزائي باسم وسامية: تأخرتُ طويلاً في توجيه الشكر لكم لبطاقة المعايدة بعيد الميلاد والرسالة العربية المرفقة بها، وسررتُ بالذكريات القديمة والحميمة عنّي وشقيقتي سيتا. نرجو أن تكونوا جميعاً بخير. نحن هنا فقدنا شقيقنا الوحيد آرشان بتاريخ 8 أيار/مايو 2005. حزننا لم يندمل عندنا نحن سيتا وأنا. لقد عانى كثيراً من أوجاع مرض الـ (باركنسون)، بدون شكوى لله. لقد إعتاد أن يصمِّم بطاقات معايدات عيد الميلاد. أرسل لك واحدةً من بطاقاته، آمل أن تُسَر بهمحبتنا سيتا وأنا لك ولسامية والعائلة، وتمنياتنا بسنة جديدة سعيدة. لن ننسَ حياتنا في بغداد قيل في رحيل بياتريس أوهانيسيان Guest Book for Beatrice Ohanessianأورد هذا السجل سيلاً ولما يزال من رسائل المواساة والتعزية، إستذكاراً بهذه الشخصية المتميزة في عطائها الكبير.
* It was a great Honor to know my teacher then my friend
Beatrice Ohanessian. My Condolences to her family, especially to
my dear Sita, and to all the musicians who worked with her, she
was one of the great musical pioneers in Iraq, and one day she
will have her right place in the Iraqi history of music.
* My deepest sympathy for the loss of the great Iraqi artist. She taught me piano.. During my early clarinet study in the fine art institute.
May God Bless her soul.
* What a great lost for Iraq and Iraqi artists, France.
يا للحزن الذي لفَّني وأنا أسمع بألمٍ مُمضٍ رحيل هذه الفنانة الموسيقية العظمية التي نقلت لنا أناملها على مفاتيح البيانو أرق ألوان الموسيقى وأبدعها وأصعَبها حفظاً واستلهاماً ؛ لقد كانت عازفة فذة تناقلت قاعات مهمة من عالم الفنون صدى روائعها ؛ فلزاماً علينا جميعا تبجيلها وتكريم قامتها العالية وتأريخها المشرِّف بكل طرق التقدير والاكبار.
رحمها الله
بقدر ما أعطت وبذَلت في سبيل وطنها العراق الذي أحبَّته بكل صدق
بكل
جوارحها
Dear Enis, I am forwarding the sad news again with the Arabic condolence of Ihsan Adham. Please forward it to Fadhil Al-Chalabi and others who are interested in music. Beatrice was not just a colleague student at the Fine Arts Institute. I had respectful relations with all of her family including her sister Sita. With Beatrice I appeared on the stage of King Faisal II hall playing a couple of short clarinet solos. She accompanied me in my graduation performance of Mozart`s clarinet concerto in 1948. Her brother the late Arsham played first violin with our Baghdad Symphony Orchestra. All members of her family were extremely fine people. Beatrice was the Iraqi who devoted all her life for Iraq. She deserves the greatest honour of citizenship. Munir
* Oh Beatrice, you will be missed so much. Very few people help make a name for their country, you are one of those, Iraq must be very proud of you, my condolences to her family, Iraqis and Iraq.
Naill Azzu (Fontana, CA)
وهكذا ودَّعتنا ورحلت بصمت وفي الغربة أستاذة الموسيقى وعازفة البيانو المبدعة الفنانة الرائدة بياتريس أوهانيسيان. تغمدها الله تعالى برحمته الواسعة واسكنها فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون . إحسان أدهم
* July 31, 2008: we are so shocked to hear of certain people
passing away, as if they were supposed to be immortal, and
Beatrice was certainly one of those. She was a part of our
country's heritage, and shall remain so, urging new generations
to follow step and devote themselves to humane causes.
Sheikh Awat Al-Barzenji (Erbil)
Raad Draz (Greenville, SC مزيدٌ عن بياتريس أوهانيسيان في الرابط التالي: http://www.bakhdida.net/BassimHannaPetros/Ohanissian.htm كتبت بتاريخ 1 آب/أغسطس 2008 باسم حنا بطرس من الذاكرة، ومصادر الكاتب، ووثائق معهد الفنون الجميلة، والفرقة السمفونية الوطنية العراقية
|