العميد الموسيقي عبد السلام جميل داود في ذمَّة الخُلود
مدخـل { بدايةً أقول، بصفتي أمين سر اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى (اليونسكو)، تعرَّفت إلى عبد السلام، كمدير يمثِّل { مديرية الموسيقى العسكرية } في عضوية اللجنة. وتوطَّدت بيننا العلاقة المهنية ومن ثم الإنسانية – كما هي الحال مع كافة الأعضاء، بمستوى الإحترام والتقدير. وكنا نتبادل الرأي في حدود المشاركات التي تسهم بها القطّاعات الموسيقية للدولة وللمنظمات الشعبية، في وضع البرامج والأنشطة، من بينها وبشكل متميز مشاركة الموسيقى العسكرية بدفع وحماس من آمِرها العميد عبد السلام جميل. } باسم حنا بطرس أوكلند (نيوزيلندا) آب 2007. النـــعي نعت الأخبار رحيل الزميل والصديق {العميد الموسيقي} عبد السلام جميل، إلى دار البقاء، بقلم الأخ جورج بيداويد، منشوراً على صفحات موقع (عنكاوا)، جاء فيه: انتقل الى جوار ربه المغفور له العميد عبد السلام جميل داود ، عن عمر ناهز الثالثة والسبعين عاما ، قضى جل هذا العمر في العطاء المميز ، حيث شغل عدة مناصب الى ان وصل الى رتبة عميد في الجيش العراقي وكان مديرا لصنف الموسيقى العسكرية للجيش العراقي لمدة ثمانية عشر عاما.
ولد في يوم مبارك الا وهو عيد الصليب من عام 1934 في مدينة الموصل ، نشاْ وترعرع فيها ، حيث اكمل دراسته الاعدادية فيها ، ثم دخل اكاديمية الفنون الجميلة في بغداد قسم الموسيقى. بعدها حصل على زمالة دراسية في المملكة المتحدة، حيث تخصَّص في الموسيقى العسكرية ثم عاد بعدها الى العراق برتبة ملازم في الجيش العراقي في الفرقة الثانية في مدينة كركوك، حيث بقي فيها لمدة عشر سنوات. قدم فيها العطاء الكثير وشارك في مهرجانات عدة ، منها الاتحاد السوفيتي وارمينيا ويوغوسلافيا وفرنسا وقد نال فيها جوائز عديدة.
كُرِّم لمرات عديدة، منها تكريمه من المجلس المركزي لنقابة الفنانين حيث منحته شهادة تقديرية ورد فيها: {للمساهمة الجادة في إرساء اسس الفن العراقي وعرفاناً لما قدمه من جهد فني رائع اثر في تطوير ودعم الحركة الفنية المعاصرة، ولما قدمه من عطاء مبدع، واعتزازا بجهوده الفنية في القطر العراقي}. كما منحته وزارة الثقافة والفنون شهادة تقديرية صادرة عن اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى، بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى.
كما ومنح شهادة تقديرية اخرى من لجنة التحكيم للمهرجان الاذاعي الاول المقام في بغداد عام 1988 وذلك لشاركته في عمل موسيقى الافتتاح.
أحبَّ عبد السلام الحياة ، والفرح ، وكان حبُّه لوطنه اقوى. أضطُرَّ إلى ترك وطنه مرغماً على تركه ، ولم يمض على تركه الا بضعة اشهر ، لكن يد المنون كانت الاقوى ، حيث صرعه مرضه العضال الذي الَّم به وهو في بلد الغرب . فقد وافاه الاجل وتوفي ولم يعرف انه سيدفن في بلد غريب بعيد عن وطنه وأحبائه وحتى بعيدا عن امواته. مات بين ذراعي ولده الوحيد رامي الذي جاء إلى السويد حبا له ، بعيدا عن بناته واحفاده ، حيث كل منهم في بلد . فابنته الكبيرة الدكتورة بان التي تعمل وتعيش في استراليا ، وله ابنتان في اميركا.
آخر صورة له (في عمّان) نبـذة: عن الموسيقى العسكرية في العراق في العام 1923 وبُعَيد تأسيس الدولة العراقية الحديثة تم إعتبار الجوق الموسيقي للجيش العثماني في الموصل {أوَّل جوق للجيش العراقي} بحسب مصادر وزارة الدفاع العراقية. بينما كان جوق بغداد يضم أفراداً بريطانيين وعراقيين، بأمرة ضابط بريطاني يدعى (العقيد كولفيلد). وبهذا صار العام 1923 تاريخاً لتأسيس (صنف الموسيقى العسكرية) مرتبطاً بوزارة الدفاع. تم تمركُزه في ثكنة قديمة تُعرَف بـ (الكرنتينة) بالقرب من الباب المعظم في بغداد. وارتبطت بالمديرية تباعاً كافة أجواق موسيقى الجيش المنتشرة في عموم العراق، وفي الأعوام الأخيرة أُلحِقت أجواق موسيقى الشرطة بها أيضاً. في العام 1925، تولى آلبير شفّو مديراً للصنف، نتابع في ما يلي أسماء الضبّاط العراقيين الذين تولَّوا إدارة صنف الموسيقى العسكرية العراقية منذ العام 1925 حتى العام 2003، برتبة عسكرية تتدرج لغاية رتبة عميد موسيقي: 1. آلبير شفو، 2. سعيد قاسم العبيدي، 3. عبد المجيد الحيّالي، 4. عبد السلام جميل فرنسو، 5. عبد الرزاق إبراهيم العزاوي.
نشكر الدكتورة بان عبد السلام، لتزويدي بالصور المنشورة مع هذا المبحث. ونشكر الأخ جورج بيداويد، لتعاونه في مجال الإستقصاء والبحث.
|