لقاء مع
أحد ابناء الجالية
بهنان
يعقوب ككو نوني
انه
السيد بهنان يعقوب ككو نوني الذي خرج من قره قوش
عام 1950 متوجها الى بغداد ومنها الى الولايات
المتحدة التي وصلها في اكتوبر من عام 1974 وبذلك
يعتبر من المهاجرين الاوائل الى بلاد الانتشار
هو ابن
عبو (يعقوب) ككو نوني ونجمة شكوري عطالله
مواليد 1929 عاش طفولته في بغديدا محلة الكنيسة
درس الابتدائية في مدرسة كنيسة ماريوحنا . اخوانه
هم كل بولص المقيم في فرنسا وحبيب المقيم في لاس
فيغاس واخواته لولا زوجة اسحق بقطر وراحيل زوجة
بهنان حيصا وسوسن زوجة أفرام ميخو والدة المشرف
التربوي موسى افرام
يحدثنا كيف ترك المدرسة فيقول كان الاستاذ المرحوم
عبد المسيح قد طلب من أحد الطلاب ان يكتب على
اللوحة رقم عشرة فقام الطالب وكتب رقم ثمانية بدلا
من عشرة ضحك الطلاب وكانت ضحكتي ربما الاعلى
صوتا وماهي الا لحظات وياخذ الاستاذ قلما من
الرصاص ويغرزه في راسي وبعد قليل قام واعطاني
قليل من القطن اخرجه من جيبه وبعض من دواء
التعقيم لمداوة الجرح وعلى اثر ذلك تركت المدرسة
وتوجهت الى العمل في الزراعة
واتذكر ايضا كيف ان القس المرحوم يوسف موساكي كان
ياخذنا في رحلة الى منطقة بستان الفستق العائد
لــــ ال قاشا وطوال الطريق يعلمنا التراتيل
والصلوات وكان يضرب على ايادينا بالعصى الى ان
نعود الى الكنيسة وقد حصلت على التناول الاول
عندما قدم المطران المرحوم جرجس دلال من الموصل
لمناولتنا وتم توزيع مسبحة صلاة لكل
واحد منا
حيث كان ذلك في حدود عام 1940
اتذكر
ايضا هطول الثلج في تلك السنة وكيف خرج الناس لصيد
العصافير وشاركت في نقل الحجارة وانا طفل صغير مع
اهالي البلدة لبناء كنيسة الطاهرة الكبرى ولازلت
اتخيل اجدادنا لحد هذه اللحظة كيف كانوا يحملون
تلك الحجارة الكبيرة والكل يعمل بجد ونشاط والعرق
يتصبب من جبينهم علما انني لدي حكاية اخرى عند
افتتاحها
كما
أتذكر حادثة قتل المرحوم بطرس علي دز وداود القصاب
على يد جماعة من اللصوص
وأتذكر
كيف كان الاهالي يطالبون بحقهم في قضية الاراضي
الزراعية مع البكاوات حتى أن احد أبنائهم طلب من
والدي أن يشهد بان اهل بغديدا ماهم الا عمال
يقومون بفلاحة اراضي البكاوات ولكن والدي رفض
بشدة طلبهم كما الحال مع جميع سكان بغديدا
وحاولوا عدة مرات قتل ابناء بغديدا انتقاما
لخسارتهم قضية المطالبة بالاراضي
العمل
في الزراعة
كان
والدي يعمل كروان تارة وفي الزراعة تارة أخرى وكان
ايضا وكيلا للجليليين على قسم من الاراضي الزراعية
التي كان الوالي قد منحها لهم (في
العهد العثماني كانت الاراضي اميرية(سلطانية )يمنح
السلطان الاراضي مع الالقاب افندي.. جلبي .. بك
.. باشا وذلك بفرمان سلطاني هذا حدث مابين 1850
-1900 ) وبعد تركي المدرسة كان لابد لي
من ان اتقن مهنة الزراعة وكيفية ربط اللجام وتركيب
المحراث وانا في حدود الثالثة عشر من عمري وبعد
معاناة كبيرة تعلمت كل شيء عن الزراعة وكنت اساعد
والدي في تحميل المحاصيل وفي احدى الليالي وتحت
ضوء القمر كان علينا تحميل 20 كيسا من الحنطة
والتوجه بها الى الموصل وفجاة أختفى احد الاكياس
حيث قام احد الاشخاص بسرقته فقام والدي بالطلب من
الله والدعاء اليه ( يارب تعبنا في وزن وتحميل هذه
الاكياس مقابل مبلغ قليل جدا وها قد أختفى كيس من
الحنطة نحتاج ان نعمل عدة ايام مجانا حتى نوفي
ثمنه ندعوك يارب ان يعاد هذا الكيس الى اصحابه
وبعد جهد جهيد وصياح وبحث قام السارق باعادة الكيس
الى مكانه
الخدمة
العسكرية وافتتاح كنيسة الطاهرة
في
عمر 18 سنة التحقت الى الخدمة الالزامية في
الموصل ( معسكر الغزلاني ) وقد ابلغنا المختار
الذي كان يقوم بمهمة ايصال المكلفين بالخدمة الى
المعسكر اننا مطلوبين للخدمة العسكرية وكان ذلك
في حدود عام 1947 كنت قد استاجرت غرفة في منطقة
الميدان بمبلغ 250 فلس أنذاك حيث كان راتبي عبارة
عن دينار ونصف ارسل دينار الى ابي واحتفظ بنصف
دينار ادفع ربع الى الغرفة وربع مصرف لي وكنت
ايام العطل والجمعة أنزل الى سوق الموصل للعمل وفي
يوم افتتاح الكنيسة وصلني الخبر ولكن لم استطيع
الحصول على موافقة النزول فقمت بشراء اربعة علب
سكائر دفعتها الى العريف ونزلت الى بغديدا حضرت
افتتاح الكنيسة كان يوما جميلا جدا وبعد العودة
الى المعسكر طلبنا الضابط للاستفسار عن سبب
الغياب لان العريف لم يستطع أخفاء ماحدث فقلت
للضابط انني كنت مريض ونائم في الفراش لااستطيع
الحركة خوفا من ان تكون العقوبة اشد فقام بوضع
غرامة مالية كان مقدارها 102 فلس تم استقطاعها من
الراتب الذي كان كما قلنا دينار ونصف اكملت فترة
من التدريب ودفعت البدل النقدي 50 دينار
الهجرة
والزواج
بدات العوائل الخديدية في الخمسينيات من القرن
الماضي بالهجرة الى بغداد طلبا للرزق فقررنا
الرحيل ايضا الى العاصمة وصلت الى بغداد مع
أخواني وبدائنا العمل وفي هذه الاثناء
كانت زوجة اخي الاصغر بولص (والذي يعيش في فرنسا
الان) واسمها وحيدة كرومي شيتو كانت قد
تعرفت على نزهت بريخو التي كانت تعمل ممرضة حيث كانت تقيم بالقرب من
منطقة سكننا فعادت الى المنزل لتخبرني بانها قد
وجدت العروسة المناسبة وبدات تفاتحها بموضوع
الزواج حتى صار النصيب واصبحت بعد ذلك زوجة لي
في عام 1953
العمل
في بغداد
كانت زوجتي نزهت بريخو ( مواليد بغداد
والمنحدرين من تلكيف) تعمل ممرضة بالاضافة الى
عملها جدة وكانت تربطها علاقات جيدة مع اهالي
بغديدا المقيمين في بغداد حيث كانت معظم النسوة
تراجعها وتهتم بشؤونهم وكانت تقوم بزرق الابر
والتداوي والاهتمام بالاطفال
اما
انا فقد عملت في السوق المركزي في شارع الرشيد وفي
دار الازياء العراقية الى حين السفر الى امريكا
عام 1974
الهجرة
الى الولايات المتحدة
في
عام 1971 تقدم اثنين أقارب زوجتي يقيمان في
الولايات المتحدة الى خطوبة البنات الهام وانعام
وبعد ان تم الزواج واجراءت السفر طلبو الينا
الالتحاق بهم خاصة ان المرحوم سلام
كان
شديد التعلق بهم وكان لم يتجاوز العاشرة من عمره
قمنا ببيع كل شىء البيت والارض التي كنا نملكها في
منطقة المنصور ورحلنا الى بيروت حيث
توجد جمعيات
الهجرة سجلنا وجاء دورنا بعد عشرة شهور ووصلنا
الى مشيغان في اكتوبر عام 1974
قمنا
بشراء بيت في منطقة ديترويت الميل السادس ثم
تحولنا الى ساوثفيلد والان نقيم عند ابنتنا
انعام التي توفى زوجها في اكتوب 1989 بسبب
الجلطة القلبية
وانا
اقضي وقتي مابين منطقة الكهون في سانت دييغو وديترويت في مشيغان حيث تقيم البنات
المرحوم
سلام كان من مواليد اكتوبر 1962 بغداد توفى في
نوفمبر 1988 مشيغان
كان
المرحوم سلام شابا طموحا يعمل بجد ونشاط وفي احدى
الايام وبينما كان في عمله قامت مجموعة من اللصوص
بمداهمة المكان الذي يعمل به وقد اصابته رصاصة
أودت بحياته وهو في ربيع العمر
كلمة
شكر
تحياتي الى كافة ابناء بخديدا في
العالم وسلامي الخاص الى الاقارب والاهل في بخديدا
وشكرا الى كل العاملين في الموقع الذي شاهدته
للمرة الاولى واعجبني كثيرا حيث تمكنت من زيارة
بخديدا عن طريقه
صورة للمرحوم يعقوب ككو
صورة للسيدة
انعام بهنان ككو مع قداسة البابا الراحل
صورة للسيدة نزهت بريخو مع قداسة البابا الراحل