أشموني .. في بخديدا 2004

 

 

ألتقط ألاخ كرم حسو مراسل اذعة وتلفزيون اشور/نينوى هذه الصور لاشموني في بخديدا بعد ظهر أمس

 

أشموني .. كنائسها ودياراتها في بلاد الشرق

 

بشار الباغديدي

صوت بخديدا العدد (12) ت1 2004

 

ما زال ذكر اشموني شائعاً بين أبناء كنائس الشرق ، ولا سيما بين السريان المشارقة والمغاربة . ففي العراق وغيره من الأقطار الشرقية جملة كنائس عرفت بإسم هذه القديسة الشهيدة .

 

إحدى هذه الكنائس موجودة في قره قوش / بخديدا ، والتي تعد من الكنائس القديمة التي ما زالت عامرة يؤمها الناس وخاصة في يوم عيدها . كما توجد كنيسة  بنفس الاسم في برطلة وكذلك في باعشيقا (بعشيقة) وهي عامرة يؤمها المصلون للصلاة .

 

لقد ذكر غير واحد من البلدانيين العرب الأقدمين ديراً يعرف بدير أشموني ، وهو ما ورد في وصفهم له قد كان بقربه (قطربل) إحدى قرى بغداد غربي نهر دجلة ، وكان يعد من اجمل متنزهات بغداد ، إلا انه قد عفت آثاره وضاعت معالمه منذ زمن بعيد .

 

هذا الدير وهذه الكنائس الثلاث كلها في العراق . وهناك في غير العراق ديارات وكنائس بأسم شموني .فعند سور ماردين وفي جنوبها يوجد دير مرت شموني المقابية لا يزال قائماً . وقد كانت في مدينة الإسكندرية بمصر كنيسة للنساطرة على اسم القديسة مرت شموني وسبعة أولادها ومعلمهم الكاهن اليعازر . وكان في مدينة بدليس كنيسة أخرى للنساطرة باسم هذه القديسة وفي مدينة رأس العين كنيسة أخرى وكانت للنساطرة ايضاً عرفت بهذا الاسم . وفي مدينة انطاكية كنيسة أخرى تعرف بإسم أشموني .

 

لقد اختلفت المراجع العربية في ضبط اسم هذه القديسة ، ففي بعضها (أشموني) بضم الهمزة وبفتحها ، وفي بعضها (شموني) بدون الهمزة . وورد في بعضها بفتح النون يليها ألف مقصورة ، وفي بعضها الآخر بكسرها يليها ياء منقوطة . وللوقوف على تاريخ هذه القديسة وحياتها كانت لنا جملة مراجع ، أقدمها هو التوراة ويليها كتاب أعمال الشهداء والقديسين بالسريانية ، وفي تاريخ مختصر الدول لابن العبري وفي كتاب أبطال الإيمان في أولياء الله في لبنان وفي غيرها من المراجع يستخلص من جميعها : إن اشموني كانت والدة الفتية المكابيين السبعة التي قتلت مع أبنائها واليعازر الشيخ بعد أن كابدوا صنوف العذاب لإنكارهم الطاعة على الملك انطيوخس ابيفانس السلوقي (176 - 164 ق.م ) وكان قد اضطرهم  الى جحود ديانتهم الموسوية . وقد أشار الشاعر أبو نؤاس إلى مقتلهم في البيت الرابع من قصيدته التي أوردها الشابشتي في كلامه على (دير فيق) بفلسطين وهذا هو البيت الشعري:

 

باشموني وسبع قدمتهم                   وما حادوا جميعاً عن طريق

 

عيد القديسة أشموني

اتفق بعض المؤلفين العرب الأقدمين كالشابشتي والحموي على أن عيد أشموني يقع في اليوم الثالث من شهر تشرين الأول من كل سنة . وفي التقويم السنوي لابرشية الموصل السريانية للبطريرك بهنام بني ، وكذلك في تقويم ربان صليبا ، نجد يوم عيدها يقع في الخامس عشر من تشرين الأول وهو اليوم الذي استشهدت فيه أشموني مع بنيها السبعة .وفي سيرة اشهر شهداء المشرق لأدي شير يظهر أن عيد أشموني يقع في اليوم الأول من شهر آب وذلك نقلاً عن تقويم قديم محفوظ في خزانة كتب دير مار يعقوب الحبيس بجانب سعرت. ومن تقويم قديم آخر في الدار البطريركية الكلدانية في الموصل ، وهذا يوافق ما قرره مجمع الشرفة سنة 1888 . أما في وقتنا الحاضر فيحتفل بعيد القديسة أشموني في بخديدا وبرطلة في يوم 15 تشرين الأول من كل سنة وفقاً للتقويم الشرقي القديم .

 

المصادر:

1.       أفرام الأول (البطريرك)  لمعة في تاريخ الامة السريانية في العراق ، 1936.ص200 .

2.       ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، طبعة أوربا ، 1 : 458 .

3.       سفر المكابيين الثاني ، الفصل السادس والسابع .

4.       أفرام الأول (البطريرك) ، نزهة الأذهان في تاريخ دير الزعفران ، بدون سنة طبع ، ص24 .

5       بطرس عزيز ، نشرة المطران ، بيروت ، 1909 ،. ص7 .