"سفر المزامير" موضوع المؤتمر البيبلي الحادي عشر في لبنان الطالب الإكليريكي واثق أوفي - دير الشرفة (لبنان)
تحت شعار "الإنسان أمام الله"، عقدت الرابطة الكتابيّة – إقليم الشرق الأوسط مؤتمرها البيبلي الحادي عشر الذي يُعقد كل سنتين، وهذه السنة كان حول "سفر المزامير". عقد المؤتمر في دير سيّدة البير التابع لراهبات الصليب المارونيّات (جلّ الديب، لبنان)، في الفترة مِنْ 25/ 1/ 2009 واستمر حتّى 30/ 1/ 2009. وشارك في المؤتمر الرابطات الكتابيّة في كلّ مِنْ: مصر، وسوريا، وإيران (تغيّبت هذا المؤتمر!)، ولبنان، والعراق، والأراضي المقدّسة/ فلسطين، والسودان، والأُردن. وقد مثَّل العراق وفدين، الأوّل، من مركز الدراسات الكتابيّة في الموصل ضمَّ: الأب بيوس عفاص، مدير المركز ومنشّط الرابطة الكتابيّة في العراق، والأُخت فادية شوني، سكرتيرة المركز، والآنسة سحر لبو. والثاني، من الرابطة الكتابيّة في قره قوش ضمَّ: الآنسة سارة جميل، والآنسة رواء بوسا، والآنسة إلهام ككي.
أُفتتح المؤتمر عند الساعة الرابعة من مساء يوم الأحد الواقع فيه 25/ 1/ 2009، بصلاة مساء القدّيس بولس بحسب الطقس الماروني. تلاها تطواف بالكتاب المقدّس وبأيقونة القدّيس بولس من الكنيسة إلى قاعة المحاضرات حيث جرى تنصيبهما فيها. ثم كانت كلمة الافتتاح للأب أيّوب شهوان، منسِّق الرابطة الكتابيّة – إقليم الشرق الأوسط، التي أعلن خلالها افتتاح جلسات المؤتمر البيبلي الحادي عشر حول: "سفر المزامير، الإنسان أمام الله". وعبّر خلال كلمته عن فرح اللقاء من جديد حول "كلمة الله القدّوسة التي تجمعنا وتغذينا بما تجود به علينا من إلهام وحكمة ومعرفة سماويّة تُفضي بنا إلى محبّة الله والقريب، من جهة، وإلى الشهادة شهادةً حسنةً حيثما شاءَنا اللهُ أن نكون، من جهة ثانية". و"شكر منشّطي الرابطات الكتابيّة، خدّام الكلمة، في دول الشرق الأوسط، على ما يقومون به ويحقّقونه في المجال البيبلي". ووجّه خلال كلمته أيضًا "تحيّة من القلب وهمسةَ صلاة، إلى روح المطران الشهيد فرج رحو، وإلى أرواح الكهنة والراهبات والمسيحيّين، وكل الضحايا الذين سُفِكَت دماؤهم في العراق العزيز". كما توجّه بـ"تحيّة محبّة وتقدير وامتنان، إلى روح الأب ميكالى بيتشيريلُّو الفرنسيسكاني، عالِم الآثار البيبليّة والمسيحيّة، الذي رحل قبل بضعة أشهر عن دنيانا".
ثم ألقى الكلمة الثانية السيّد مايك باسوس، الأمين العام لجمعيّة الكتاب المقدّس في لبنان وسوريا. وتبعتها كلمة ثالثة للسيّد ألكسندر شفايتزر، الأمين العام للرابطة الكتابيّة العالمية. وكانت كلمة رابعة لقدس الأباتي الياس خليفة، الرئيس العام للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، ونائب رئيس اللجنة اللاهوتيّة البيبليّة التابعة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. وكان المحاضر الرئيسي في هذا المؤتمر، الأب البروفسور أندره وينان، عميد كلّية اللاهوت في جامعة لوفان الكاثوليكيّة في بلجيكا، الذي ألقى المحاضرة الافتتاحية باللغة الفرنسيّة –وُزِّعت على الحضور مطبوعة باللغة العربيّة- وكانت بعنوان: "مقدّمة، صلاة التوسّل" لتشكّل مع محاضراته الأربع الأخرى خلال أيام المؤتمر، وهي: "الصلاة والتسبيح"، "المزموران الأوّل والثاني الموضوع العام لسفر المزامير"، "خاتمة كتاب المزامير"، "حيث الصراخ يصبح تسبيحًا: المزمور 22". دراسة علميّة ومعمّقة لبعض الموضوعات والنصوص المزموراتيّة من كتاب المزامير. أمّا بقية المحاضرين كانوا من البلدان العربيّة، وينتمون إلى كلّ من الكنائس المارونيّة، والملكيّة، والكلدانيّة، واللاتينيّة، والقبطيّة، والأرثوذكسيّة، والمصلَحَة والمشيخيّة؛ فألقوا محاضراتهم باللغة العربيّة.
وتناوب المحاضرون السبعة والعشرون (سبع محاضرات في النهار) في تسليط الأضواء على المزامير المئة والخمسين، التي هي "تُحفة الصلاة في العهد القديم". وذلك عبر محاضرات اتصفت بنهجها العلمي الرصين ووضوحها أثناء عرضها ودقتها، التي يمكن أن تخدم الواقع العلمي والرعوي والروحي والليتورجي الضروري لقراءة ولفهم كتاب المزامير وعيشه، "كونه الكتاب الذي يصير فيه كلام الله صلاة الإنسان".
وكان لكلّ بلد مشاركته عبر صلاة الصباح وقدّاس المساء اليوميّين بطقوس متنوّعة. تمثّلت مشاركة العراق بقدّاس اليوم الأخير بحسب الطقس السرياني الذي احتفل به الأب بيوس عفاص ورافقه كل من الأبوين جهاد يوسف وغزوان بحو، وبمشاركة الرهبان الأفراميّين والإكليريكي واثق أوفي.
حتى هذه السنة، تكون الرابطة الكتابيّة في إقليم الشرق الأوسط، قد عقدت أحد عشر مؤتمرًا بيبليًّا، وطبعت أعمال العشرة منها ضمن سلسلة دراسات بيبليّة، التي وصل عددها إلى 38 كتابًا، وانتشرت في كافّة البلدان الناطقة بالعربيّة.
وبالرغم من الظروف الصعبة التي تتخبّط بها منطقتنا الشرق أوسطيّة منذ عقود، وبصورة خاصة في بعض بلداننا –العراق وفلسطين ولبنان- التي تشهد حروبًا وعنفًا وعدم استقرار على أكثر من صعيد! فإنّنا شهدنا حضورًا مميّزًا ومشاركةً كبيرة في هذا المؤتمر عن المؤتمرات العشرة التي سبقته ومن أغلب الدول العربيّة ومن بعض الدول الأفريقيّة والأوروبيّة والأمريكيّة، وإن دلّ هذا على شيء، فهو يدل على التمسك بالرجاء؛ الرجاء بالمخلّص، وبوعي لدعوتنا ولرسالتنا الخاصتين في هذه البقعة من الأرض.
|