الكلمات التي كتبتها اليوم, لم يكتبها حبر القلم, بل راحت الدموع تكتبها بحرارة وألم شديدين, كيف لا...؟ وهي تتحدث عن مأساة حقيقية عاشها أبناء مدينة صامدة ـ بغديدا, شباب وشابات يتحدون الظلم والطغيان, بقلوب عامرة بالحب والايمان. أكثر من زهر الرمان يوم عصيب مرّ علينا جميعا, يوم الثاني من أيار, يوم إلحاق الأذى بأبنائنا الطلبة الشجعان، ليته لم يكن بين الأيام, فهذه المرة قد وصل الأذى الى الوريد والشريان... شباب إلى كلياتهم ذاهبون, أين الضرر في ذلك يا فاقد الضمير والوجدان؟ ألا يكفيهم ما يعانون..؟؟ سجل يا تاريخ واكتبي يا أيام واحكم يا زمان، شباب كالزهور المتفتحة من الألم يتوجعون وبدمائهم يغرقون, صرخة هنا..صرخة هناك, أمهات مفجوعات, أين ولدي ....؟ أريد ان أرى ابنتي....مشهد تقشعر له الأبدان، أهذا ما يفرحك أيها الجبان؟ لو كنت متعلما" وتحب الخير لبلدك, لما فعلت ذلك بطالب العلم والمعرفة والبنيان، أ هكذا تدفنون الأحلام يا عديمي الرحمة وكاسري الأغصان؟ أني أتساءل، أ هكذا يكون أبناء البلد الواحد؟ أين انتم يا أصحاب السيادة, يا أيها الساسة؟ يا أصحاب الضمائر الحية, يا أيها الشرفاء، أين السلام والأمان؟ القلق يلازمنا في الصحو وفي النوم, فرفقاً بنا يا أصحاب الوعود, كفانا ظلماً وغدراً وتفجيراً ونيران. إن كل قطرة دم سالت من البطل ( رديف ) شهيد الطلبة أصبحت للشهادةََََََََََََََََََََ ِ رمزاً وعنوان...كل قطرة دم سالت من رونا ورؤى وبسمة وكرم وميلاد وماري وريفان والأخوات أنوار وأثمار وآثار ووسام وهيلين وجميل واستيفان ورحاب ورغد وسلام ورعد ورفل وريتا ومسرة ومريم ومهران و...و...و.. وعذرا" للذين لا أعرف أسماءهم فهم أكثر من زهر الرمان ..وكيف لي أن أنسى (فرح) صاحبة الضفيرة الذهبية والخد الريان..وأنت يا (ساندي) المتوّجة بأحلى الأكاليل والتيجان.. أصبحت (شهيدة الطلبة) وحديث الزمان وكل مكان.. ستُنبِت دماؤكم رياض الراحين تُخجل كل ناكر الجميل والعرفان.. وكل صرخة ألم ستصبح قصيدة توبخ كل ظالم عديم الأيمان. صبراً أيها الشباب صبراً, الرب معكم.. لابد أن يأتي الفرج ..فالفرج يولد من رحم المعانات والحرمان. أيها العالم...أناشدك أيها العالم، إلى متى تبقى على الدماء تتفرج؟؟ متى سيعيش الإنسان في صفاء وحب وحنان؟ متى نعيش في العالم أخوان ؟ تحنن علينا يا زمان نريد سلاماً وأمان، سنعيدها مراراً وتكراراً نريد سلاماً وأمان.....
بدموع سميرة اسطيفو البناء
|
|