نوئيل عرب
الخزف الصيني
برع أهل الصين منذ القدم في إتقان شتى الحرف
اليدوية والصناعات الشعبية والفنون الجميلة
كالتطريز بخيط الحرير والحياكة والرسم على
الزجاج وصناعة الأثاث من عود الخيزران ومعاملة
حجر الجاد ونحت الجليد وزراعة اللؤللؤ ومعالجة
الماس وتنسيق الزهور ودبغ الجلود. وقد اكتسبوا
شهرة عالمية في هذه المجالات وغيرها حتى يومنا
هذا. لكن دعنا نتطرق إلي حرفة جميلة ومفيدة
تفوق أهل الصين فيها على كافة الشعوب بلا
منازع، ألا وهي صناعة الخزف التي تنتشر اليوم
خصوصا في مناطق جنوبي الصين مثل هيبي وشانشي
وهونان وغواندونغ
لغة الأطفال في بغديدة
معقل الفن في الصين هناك بلدة في الصين معروفة على نطاق العالم في مجال الفن لأن جميع سكانها بدون إستثناء يحترفون الفن التشكيلي من رسم ونحت وتطريز. إنها بلدة ًًدافينً الواقعة في أقصى جنوب الصين شمال مدينة ًشينزهينً إلتي تبعد فقط بضعة كيلومترات عن مقاطعة ًهونكونغ. تعتبر ًدافينً الان إحدى ضواحي ًشينزهينً الشمالية ويبلغ عدد سكانها ما يقارب إثني عشر ألف نسمة، يحترفون كلهم الفن التشكيلي. يبلغ إنتاج ًدافينً من الفن التشكيلي ما نسبته ستين بالمائة من الإنتاج العالمي، آي ستون بالمائة من لوحات الفن التشكيلي المرسومة باليد المتداولة في آسواق العالم مصدرها ًدافينً. تحتضن البلدة آكثرمن ثلاثمائة محل جميعها مكرسة فقط لبيع اللوحات الفنية المرسومة باليد آو للتدريب على هذه المهنة الجميلة آو لعرض اللوحات، باستثاء مطعم ومقهي لجمهور الزائرين، وما آكثرهم على مدارالساعة ومن مختلف الجنسيات واللغات والثقافات. قاسمهم المشترك جميعا ولعهم بالفن التشكيلي. يعمل في هذه المحلات حوالى ثمانية الاف شخص من رسامين ونحاتين ومطرزين ومتدربين آثناء تجولي في آزقة ًدافينً شعرت كآنني آزور معرضا فنيا فسيحا لا بل متحفا للفن الحديث، يحتوي على لوحات مبتكرة وذات مستوى فني رفيع مستوحات من التراث والخط الصينيين وهي من إنتاج رساميها الموهوبين، وكذلك على نسخ متقنة جدا للوحات الفنانين العالميين التي مضى عليها أكثر من خمسين سنة، إلتزاما بمبدآ الملكية الفكرية. إضافة إلى اللوحات الزيتية والمائية والغرافيك والقص، يجد الزائر كذلك آشكالا رائعة من المطرزات بخيط الحرير الذي تشتهر به هذه المنطقة من الصين ولكن ما قصة هذه الظاهرة التي لم يمضي عليها زمن طويل حيث آن بدايتها تعود الى سنة ١٩٨٩ بمبادرة من ًهوانغ جيانغً الذي كان تاجر لوحات فنية ويشرف في نفس الوقت على ورشة تعليمية لتدريب حوالى عشرين تلميذا. بسبب الضائقة المالية التي آلمت بمشروعه الفتي لجأ ًهوانغ جيانغً إلى قرية ًدافينً بحثا عن مبنى لقاء ايجار متدني، وهكذا نشآ قي ًدافينً أول مرسم. شرع ًهوانغ جيانغً بعدئذ يبيع لوحات ورشته أولا في أسواق مدينة هونكونغ القريبة وصار يستقطب المزيد من التلاميذ وعشاق القن التشكيلي. وهكذا سرعان ما وسع نشاطه وانضم إليه مع مرور الزمن فنانون ومتدربون قدموا من شتى أرجاء الصين حتى أصبحت اليوم ًدافينً من أهم معاقل الفن التشكيلي الأصيل في الصين، لا بل في آسيا والعالم فقط من باب التذكير كانت مدينة ًشينزهينً التي يبلغ عدد سكانها اليوم خمسة عشر مليون نسمة مجرد قرية صغيرة على ساحل المحيط الهادي، يعيش سكانها من صيد السمك وكانت ًدافينً قرية أخرى مجاورة. بمرور أقل من خمس وعشرين سنة أصبحت ًشينزهينً مدينة ناطحات السحاب جنوب الصين، تنافس هونكونغ إقتصاديا وصناعيا وآصبحت ًدافينً ضاحيتها الشمالية معقلا عالميا لايضاهى للفن التشكيلي
رآس السنة الصينية
ترقى أصول تقاليد الإحتفال برآس
السنة الصينية إلى القرن الرابع عشر قبل
الميلاد. يعتقد الصينيون بآن الإمبراطور
ًهوانغديً الملقب بالآصفر نسبة إلى الجنس
الصيني هو الذي تبنى التقويم الصيني سنة ٢٦٣٧
قبل الميلاد. لا يعتمد التقويم الصيني إحصاْْء
السنين من ١ إلى ما لا نهاية بل يقسم الزمن
الى فترات تتكون كل منها من ستين سنة إعتبارا
من سنة ٢٦٣٧ قبل الميلاد. وفق هذا الحساب
تصادف سنة ٢٠١١ الغربية الحالية سنة ٤٦٤٨ حسب
التقويم الصيني الذي يعتمد السنة القمرية
والسنة الشمسية قي آن واحد، آخذا في الحسبان
دوران الأرض حول الشمس ودوران القمر حول
الأرض. يبدأ كل شهر في اليوم الأول لظهور
الهلال وينتهي في اليوم الأخير السابق للهلال
الجديد، ويكتمل البدر في اليوم الخامس عشر من
الشهر القمري. تتكون السنة الصينية إذن من ١٢
أو ١٣ شهرا قمريا وتتعاقب فيها الفصول
الأربعة، لذلك يطلق عليها الصينيون إسم السنة
الزراعيةـ
يتكون التقويم الصيني التقليدي
المتبع اليوم من دورات زمنية تتألق كل منها من
١٢ سنة، وتنسب كل سنة إلى حيوان معين. تلك
الحيوانات الرموز هي حسب التسلسل، الفأر
والثور والنمر والأرنب والتنين الأفعى والحصان
والتيس والقرد والديك والكلب والخنزير. تعتبر
هذه الحيوانات رموزا متعارف عليها لدى
الصينيين لثشبيه البشر بها من حيث طباعهم.
هكذا يشبهون الإنسان الحميم بالقأر والعنيد
بالثور والشجاع بالنمر والأليف بالأرنب
والموهوب بالتنين والحكيم بالأفعى والحر
بالحصان والنشيط بالتيس والبهلوان بالقرد
والصريح بالديك والأمين بالكلب والسخي
بالخزير.
أصل هذه الرموز حسب الأسطورة أن
بوذا دعى يوما جميع الحيوانات إلى مأدبة عشاء
أعدها بمناسبة عيد رأس السنة للإحتفال باليوم
الأول لحلول الربيع ولبى الدعوة فقط ١٢ حيوانا
وصلت بالتسلسل بدأ بالفأر وانتهاءًِ بالخنزير
بيد أن حساب الزمن أبسط الآن في
الصين الحديثة بعدما تم إعتماد التقويم الغربي
إعتبارا من سنة ١٩١٢ ميلادية. وتم تعميم
التقويم الغربي في كافة أرجاء الصين سنة ١٩٤٩
بقرار من قائد الثورة الشيوعية ماو تسي تونك.
لكن بالرغم من ذلك فإن الشعب الصيني لا يزال
متمسكا بالاحتفال بعيد رأس السنة الصينية الذي
يسمونه عيد الربيع الذي يصادف في اليوم الاول
من الشهر الاول من السنة القمرية، أي في شهر
كانون الثاني أو شباط من السنة الميلادية.
صادف هذا العيد في ٢ شباط هذه السنة.
يمارس الصينيون طقوسا وعادات جميلة
وذات مغزى بهذه المناسبة كلم شمل العائلة
والإكثار من تزيين الدور والأماكن العامة
بالزهور والشجرات ذات البراعم وشتلات الحمضيات
المحملة بالثمار وإعطاءالأطفال مغلافات حمراء
تحتوي على أوراق نقدية جديدة وتناول عشاء
العيد في جو عائلي.بما آن هذه السنة هي سنة
الأرنب حسب التسلسل في التقويم الصيني فقد تم
تزيين كافة الأماكن برسوم وصور هذا الحيوان
كما يبدو في اللقطات المرفقة. أخيرا هذه هي
المناسبة الوحيدة التي تعتبر عطلة رسمية طويلة
لمدة عشرة أيام
الريف في الصين
|