مارزينا رفو جحولا
الموعد
الاخير
يوم الاحد
1 حزيران في الفردوس الابدي
همس غريب
يصدح في القرية المظلومة .. يجوب طرقاتها الممزقة
برائحة الفراغ الذي خلفته الهجرة ويذكر اهالي القرية
المسجونة برائحة الموت ... الموت الذي اوقف النبض
في قلب اليتيم الذي خط على شوارعها اثارا ازلية مليئة
بالكلمة الطيبة والابتسامة العميقة
الغيوم
على غير عادتها تشتد سوادا وناقوس
الكنيسة
الطاهرة يدق دقة صمت غريبة مَن ذلك الصوت الصارخ الذي
لايسمعه احد ؟ من ذلك الذي سلم روحه آمنا مطمئنا من
قرار الالهة ؟ من الذي اثر على لسان الناقوس بهذه
النبرة الاليمة ؟ من الذي طرق باب الرب معبرا عن صدقه
ونقاوته ؟ انه ذلك الصغير الذي كان يستيقظ من الصباح
ليسمع قداس الفجر فقيرا لايحمل سوى كلمات والدته
العجوز التي ملأت روحه بالحب العظيم وماهو الحب
العظيم .. الحب العظيم هو ان يقول الاب لابناءه
لاتاتوا الي لكي لا يصيبكم الاذى فهل يوجد اب
لايريد رؤية ابناءه ولكن لماذا ذلك الرفض انه الحب
الدفين الذي يفوق لسان قائله انه الحب الذي عبر عنه
المسيح اثناء صلبه فهل يعقل ان يصلب المسيح حبا
بالانسان كيف اصيغ ذلك الحب ان القداسة سر لاتفهمه
الكلمات مدفون في كل حركة على الارض في حفيف الاشجار
في خرير المياه انه الصمت الذي لايمكن للاذن البشرية
ان تقيس شدته
ماالانجيل
وماالاوراق التي عبرت عن الام المسيح اليست مجسدة في
صمت استاذ القرية عندما وضع في ذلك التابوت الرخيص
اليست الروح عظيمة عندما تنتزع من جسدها بعد تهرئه
اليست قوة للروح عندما يضعف الجسد وتضمر عضلاته.. من
يعرف السر في كل ذلك فالروح تسير في فلك يغاير الجسد
في دورته من يعرف ماالسر في الترانيم الازلية التي
تحيط بكفن المعلم القلب , ومالسر في حرارة دموع الالاف
ممن مسته ضحكة المعلم وجرحته طيبته انه مس الروح
المقدسة التي لايفقه الدهر منها شيئا ومن اجبركم على
محبته يااخوتي؟ انها الروح التي سقيت بكلمات الانجيل
وتشبعت باصوات السريانية الاصيلة ايقاع الالهة وروح
القدم ...التي انجبت المسيح انجبته محفورا على جدران
الكنائس يشع بروحه شاحنا قلوب المساكين برائحة
الخلود.. رائحة الالم المدفون في قلوب اهل المدينة
مدفون في رموز شالات اهل القرية الحزينة .. مدفون في
الصبغة السوداء التي خيمت على ساقية القرية اليتيمة ..
القرية التي ضيعت ابنائها تجوب العالم بحثا عن ماوى ,
القرية التي طرد منها من خط على الطين المسامير قبل
الاف السنين وعلم الانسان قيمة الحرف الذي يضرب اوتار
الحنجرة برنة مختلفة باختلاف البشر
هدوئك وانت
راقد لايذكر الابالسكون العميق الذي يمكنه ان يحيا في
نفوس الذين يحيطونك وينمو فيهم حبا ازليا ليخلدونك في
كل همسة او ابتسامة اولمسة طيبة او حتى صفعة حصلو
عليها في قاعات الدراسة ليكن هدوئك ازليا ينبض في
الاخرين حبا عميقا يسقي اراضي الزراعة امطار الروح
الشاردة الروح الوحيدة التي اختارها الله يوم الاحد
لتكون بداية للربيع تنسج للقرية نسيج الحب الحقيقي
الذي يذكر بالاستاذ المعطر برائحة تراتيل الانجيل
الصباحية
الانسان
الذي نسي روحه لاسعاد الاخرين فعاش حزينا فقيرا طوال
حياته ليدلنا على الفرح الذي زرعه في قلوب الاخرين
اما عن
الاخرين فحدث فالذي حمل التابوت بلهفة يغمرها عرق
الذعر متصببا على جبينه والذي احتبست عيناه دمعة
ساخنة يحرقها الخجل والذي عقد حاجبيه يفكر في معنى
الحياة متشككا بضرورة العيش فيها كلها بموكب واحد
يحملون الصندوق المغلق من كل الجهات حاملين المثال
الذي سقاهم بحنانه ومعرفته ليوصلونه الى ساحة المقبرة
الخالية كل الحشود تنطق بكلمة واحدة زرعها في قلوبهم
من قبل
نشكر الجميع
على جهودهم وتثمينهم لوالدنا الغالي ابن بخديدة الام
الحبيبة ونقدر عاليا سعي كل من كتب حرفا وشارك بمسحة
صغيرة من اجل الاب الغالي مارزينا وليديم الله سمعته
من اجل القرية الخالدة بخديدا .شكرا للجميع من ابناء
بلدتي الحبيبة بخديدة الذين وقفوا معنا موقف الاب
والاخ والصديق العزيز والذين شاركونا الامنا بهذا
المصاب الاليم ورافقوه الى مثواه الاخير واتصلوا بنا
وبعثوا برقيات التعزية الصادقة وليرحمه الله ويرحم
جميع امواتكم وليحفظ مدينتا واهلها الابرار بالامن
والسلام .... استجب يا رب
ابناء
وبنات المرحوم مارزينا رفو الياس جحولا
نيابة عن اسرتنا
اسرة المرحوم الاستاذ مارزينا جحولا
اتقدم بالشكر
لكل من قدم تعازيه بالكتابة او بالهاتف او بالزيارة ..وفي كل مكان .. وليرحم الله
جميع امواتكم ...
وساروي لكم ما حدث
قبل وبعد رحيل والدي بساعات .
قبلها بيوم جاءت
ابنتي مريم واخبرتني بانها حلمت ليلة ما قبل رحيل والدي .. بانها رأت طير ميت امام
بيتنا ثم وبعد نصف نهار واذا بالخبر المؤلم يصعق اجزائي ويفتت لحظاتي ويرميني بعيدا
عن نفسي وكانني انفصل ولا احس باي جزء من جسدي .. وبعد ان خرجت دموع من قلبي على
والدي .. تيقنت بان دموعي ابلغتني بما حدث .. وجلست مستكينا الملم لحظاتي الواهية
.. وتحركت ببطئ نحو حديقة بيتنا واذا بخمس حمامات تجلس على سياج بيتنا .. تلفت
يمينا ويسار لتوقعي بان هناك حمام على كل سياجات البيوت والجيران ولكن كان فقط على
سياج بيتنا ولانني رجل علمي فلم يثيرني هذا المنظر كثيرا .. ولكنني تذكرت اخوتي
الخمسة مع الحمامات الخمسة وكانها ترسل من هناك رسائل وكانها قادمة من كوكب الروح
..
وبعدها
قلت مع نفسي بان بخديدا خسرت عمودا من اعمدة العلم
والتربية والاخلاق ثم اجبت نفسي .. بان بلدتي لم تخسر عمودا وركنا من اركان التعليم
بل ان هذا العمود علم وساهم في انشاء اعمدة كثيرة كما فعل زملاءه في هذا
المجال..وقد ساهم بطريقة او اخرى في وضع لمساته التعليمية هنا اوهناك قليلا او
كثيرا قريبا او بعيدا..
وبعدها قلت مع نفسي
يجب ان افعل شيئا لكي لا انسى هذا الانسان العظيم .. ثم ذهبت وزرعت شجرة امام بيتنا
.. شجرة دائمة الخضرة لاراها واراك .. وانا داخل وانا خارج من البيت .... وفي كل
يوم يا بابي ..
قصي جحولا
الى الاخ العزيز قصي والى جميع ابناء المرحوم
مارزينا رفو جحولا الابناء الجسديين والروحيين
في البداية تحية اجلال للمرحوم وصلاة من الاعماق
على روحه الطاهرة المعمدة بماء المعمودية والمطهرة
بدم المسيح الزكي المسفوك على الصليب
ابوك ... كان طيرا وديعا بين الصبيان
يلهو به من يحب العلم والبيان
ويعشق صوته المملوء بالحنان
وهو يقول له اثناء خوفه من الزمان
اوت اوي ليلا ادخ ، بروني
::::::
ابوك ... كان نسرا بنى عشه على قمم الجبال
واحتضن فراخه من صعوبات الاحوال
اطعمهم ما لذ وطاب وسقاهم الماء الزلال
وطرد العدو لكي يحفظ كنزه من الزوال
::::::
ابوك ... كان شجرة باسقة صعبة التسلق والمنال
غطت باغصانها ارضا لكل طيب يحب تحتها التجوال
ريحها عبق يشمه رايح والجاي حتى الطبال
جذورها في اعماق ارض القديسين والشهداء
وثمرها الى اقاصي الارض وصل وجال
شرقا (لؤي) وغربا (قصي) وشمالا (بهنام)
وسطا (بسام) وجنوبا في ارض الاجداد (ليث ،حسام)
من ذاق ثمرها تلذذ باشهى من عسل الشهد
وقال رحم اللـه الام التى حملتك وارضعتك
والاب الذي زرعك وسقاك من الخمر المعتقة
خالد داود يوسف والعائلة ـ المانيا
رجال من
بلدتى بغديدا مارزينا رفو جحولا