|
نبذة
عن حياة الشماس أستاذ ايشوع بنو
رُسم شماسا رسائليا
في الثلاثينات من عمرة على يد المثلث الرحمة
المطران جرجيس دلال. تعلم اللغة السريانية
قراءة وكتابة وكان مشغوفا بها إلى حد كبير..
اتقن الصلوات التي تقام في القداديس وفي الرمش والأعياد والمناسبات الدينية
الأخرى. كان يجيد قراءة اللغة العربية دون إن يدخل إي مدرسة رسمية.
في بداية الاربعنيات من القرن الماضي كلّفة
المطران جرجيس دلال في
تعليم مبادئ التعليم المسيحي ومبادئ اللغة السريانية لأبناء وبنات قره قوش.
فبدأ بإقامة ما يشبه الدورات التعليمية خلال أشهر الصيف وأحيانا خلال أشهر
السنة الأخرى، وكانت هذه الدورات مختلطة (كلا الجنسين) وكانت تقام في بعض
الغرف وفي فناء كنيسة مارزينا،
يوم
كانت هذه الكنيسة متروكة ولا تقام فيها الصلوات. وفي
بعض الأحيان كانت هذه الدورات تقام في كنيسة
مار يوحنا المعمدان.
كان التعليم يتم بالتناوب بين
مادة التعليم المسيحي و
اللغة السريانية
في يوم الواحد. كان التلاميذ يجلسون على الأرض وهو يقف بينهم وأحيانا كان
يجلس على حجر كبير ويتخذه كرسي للمحاضرة.
كان معلما حازما وصارما لا يتهاون في محاسبة التلاميذ على سلوكهم خلال
الدرس وبعد خروجهم من الدرس خلال الطريق حتى وصولهم إلى بيوتهم. يذكر أبناء
الجيل الذين درسوا عنده خلال تلك الحقبة الزمنية أنهم تعلموا الكثير من
الصلوات ومبادئ اللغة السريانية وتشبعوا بالقيم المسيحية السامية من محبة
القريب والصدق والأمانة والتواضع واحترام النظام .
وفي خمسينات القرن الماضي قام بتعليم
مادة الدين المسيحي في
مدرسة قره قوش الابتدائية الأولى
عندما كانت هذه المدرسة الوحيدة في قره قوش
كمحاضر وبأمر أداري رسمي من
دائرة المعارف حينذاك
ولفترة تقارب العام الدراسي كاملا.
وفي بداية الستينات عمل
شماسا "ساعورا" في كنيسة
مار يوحنا المعمدان
وخلال نفس الفترة كان يقوم بالتدريس في نفس الكنيسة.
عبر هذه الجهود اكتسب لقب
أستاذ ايشوع (إستا ايشوع)
دون إن يكون معلما في المدارس الحكومية الرسمية.
ولا يزال أبناء قره قوش الذين درسوا على يديه
وحتى الذين لم يدرسوا يلقبونه بهذا اللقب.
وفي بداية ستينات القرن الماضي، سافر مع عائلته
إلى بغداد وهنالك
في بغداد وكعادته كان لا ينقطع عن حضور القداس يوميا، فقد اكتسب احترام
وتقدير الإباء الكهنة جميعهم هنالك، وعلى اثر ذلك كلفة
المطران يوحنا باكوس
للعمل كشماس (سأعور)
في كنيسة الحبل بلا دنس
في عقد النصارى
القريبة من سوق الشورجة في بغداد.
وبقى يعمل في خدمة الكنيسة وأهالي قره قوش المقيمين في بغداد في تلك
الفترة. فقد كان يقيم معهم علاقات محبة واحترام قوية ومتينة فقد كان يحضر
بلهفة وفرح وسعادة جميع مناسباتهم الدينية والاجتماعية من عماذ وزواج
ومأتم.
كان دمث الأخلاق محبا للآخرين. مندفعا لعمل الخير. متواضعا. متعففا عن
مظاهر الحياة.
بقى يعمل ساعورا في كنيسة بغداد بجد ومثابرة ولم
ينقطع عنها حتى يوم وفاته حيث خدم القداس مع المرحوم
الأب منعم بلو صباح
السبت 27/3/1982 وتوفى ظهر نفس ذلك اليوم. وفي
اليوم التالي نقل جثمانه إلي قره قوش ودُفن في باحة
كنيسة مار يوحنا المعمدان بحضور جمع غفير من
أهالي قره قوش.
بقلم
ابنه
|