الشاعر السرياني الشعبي بحّو (عبد الاحد) توما دديزا
(1876ــ 1955م)
علمٌ خوديدي أتحف الذاكرة الخوديدية بقصائد سريانية شعبية، صدر عنه كتاب من اعداد وتقديم الأب لويس قصاب بعنوان "قصائد سريانية شعبية" ضم أغلب أثاره الشعرية. كتب عنه سيادة راعي الابرشية المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى في تقديمه لهذا الكتاب:
"... بحو دديزا سليل أسرة كانت الثقافة والمكانة الاجتماعية والريادة لديها يشار اليها بالبنان في مجتمع ريفي طبع على الطيبة والتديّن والأصالة. فهو شقيق القس منصور دديزا الذي يلهج الخديديون حتى اليوم بصوته الرخيم ودماثته وتعلقه بالعذراء مريم، وهو شقيق عَلَم آخر من أعلام قره قوش ـ بغديدا، الشيخ باهي، الذي لمع اسمه بالكرم والشهامة بين عشائر العرب والحضر في النصف الاول من القرن الماضي؛ وشقيقه الثالث أكّو كان مختاراً يداعب الكتب والأسفار؛ وكان عمّه القس يوسف دديزا رئيساً لكهنة قره قوش. في هذا الوسط نشأ بحو دديزا. شاعر الفطرة والسجية… فيلسوف الحياة في خشونة حقولها وفي نعومة مواسمها… في وجه النعمة المتدفقة من نبع الباري، وفي أخاديد المآسي التي تشقّها الخطيئة في قلب الانسان. بحو دديزا يمدّ يده الى تراب الحقول الخديدية وبيادرها، فيستلّ منها حزماً من الأشعار والقوافي… في جرأة الرواة الملهمين وعفوية القرويين...."
المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى الأب لويس قصاب
أما معد الكتاب الأب لويس قصاب فكتب عن الآفاق الشعرية لشاعرنا مقدماً قصائده ومحللاً اياها .. "حين تبحث في أعماق الماضي وتغوص فيه بكلّ ما تملك من قوّة وفكر، ستجد كثيراً من اللقى والدرر، وهذا شأن البحار.. فماضي بغديدا (قره قوش) تجد فيه أعلاماً وشعراء ومفكّرين وفنّانين مبدعين. وعندما نغوص في جانب من ماضي بغديدا ننتشل من إحدى زواياه شاعراً شعبيّاً هو المرحوم بحو توما دديزا (1876ـ 1955م). شاعرنا هذا، وغيره من الشعراء، خلّفوا قصائد ونقلوا كثيراً منها لأقاربهم وأصدقائهم وهؤلاء دوّنوها أو حفظوها عن ظهر القلب، وبحّو دديزا هو واحد من هؤلاء دوّنتُ له هذه المجموعة الشعرية الشعبية في عدّة لقاءات معه في تموّز 1950. إن شاعرنا بحّو دديزا لا يعرف من أسلوب الشعر إلاّ ما جرى على السجيّة، من وحي الفطرة القروية البريئة شحذتها قريحته فأصبحت آية في الإبداع… في هذه القصائد يشخّص شاعرنا مشاكل المجتمع ولا سيّما أبناء بلدته، ويرفض عادات سلبية ويضع لها حلولاً حسبما يعتقد؛ وهذا ما يعطي مخيّلته قوّة تبدع من الكلام شعراً، ويمنح اللسان بلاغة تمتلك الفؤاد… إنّها صفحات مسلوخة من فؤاد مكلوم أبيتُ أن تُهدى هذه المحاسن كلّها الى القبر من غير أن يترك لأبناء بلدته نسخة رائعة… فآليتُّ على نفسي أن أجمع بعض قصائده والتعليق عليها ناقلاً بعض المعاني الى لغة الضاد. فشاعرنا (في هاتين القصيدتين) يغوص في نفوس مواطني بلدته بغديدا ويسبر أغوارها، ويحسّ بمكنوناتها، ثم يرسمها في صورة ناطقة صادقة… فهو شاعر واقعي لا ينقل المرء الى عالم الاحلام، بل يطوف بين الناس الذين يعيشون بين ظهرانينا على أرض الواقع، ويكشف لهم عن دخيلة أمرهم، وخبيئة نفوسهم وما يكنّونه من خلائق وطبائع. من قصيدته الأولى ندرج هذه الأبيات
ومن قصيدته الثانية ندرج الأبيات التالية
ومن قصيدته باللهجة العامية (العربية) في عام 1934م.
في
سنة أربعة وثلاثين يا خلاّن
|