لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

ميلاد المجد والسلام

ما إن ولد إبن الله تعالت اصوات الملائكة في السماء بلحن مميز وصوت ترتيل أعدَت لتكون شعاراً وقانوناً ونظاماً في السماء والأرض. والترتيلة الجميلة جاءت من الأعالي ولم تكون من صنع البشر حيث هزَّت السُلطات الأرضية. لأن الله بادر بالسلام العادل لأهل الأرض، سلام ليس فيه غش ولا مصلحة لغاية أو تمييز بين البشر، والترتيلة هي لكل الأرض.  

" المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام "

السؤال الذي يطرح هنا ترى ما هو هذا المجد؟ ولماذا الملائكة بالذات  رنَّموا  بالرغم ان ابن الإنسان ولد على الأرض ويكونوا أول المحتفلين بميلاده ، بالرغم انه ولد في مكان حقير ومغارة بسيطة. ولكن من خلال الأحداث التي نقرأها في الكتاب المقدس نفهم ان ابن الأنسان وهو ملك الملوك ورب الأرباب حيث طبيعته هي الإتِّضاع وقَبِل ان يولد مثل الفقراء ليناصرهم ويتضامن معهم .

 والمقطع الأول في هذه الترتيلة يتكلم عن مجد الله في الأعالي ولكونه هو ابن العليّ يدعى ؟ هل لأنه جاء من السماء؟ وهل كانوا يهنِّئون الآب السماوي لولادة ابنه الوحيد غير المخلوق، نعم وبهذه الولادة بدأ الأب بتنفيذ خطته لإنقاذنا من الهلاك الكامل بسَبَب سقوط أبوينا الأولَين وانفصالهم عن طاعة الله حيث صنع الرب الإِله لآدم وامرأته وألْبَسهما أقمِصةً من جلدٍ. حقاً إنه مجد عظيم في العلى ليزلزل أركان سادة هذا العالم .

المجد الذي أتانا من السماء بدلالات وبراهين لاجدال فيها حيث يقول إشعيا النبي 7 : 14 " ولكن يعطيكم السيد نفسه ايةً. ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعوا اسمه عِمانوئيل ." ( الله معنا). والحقيقة الأساسية التي يكشفها لنا العهد الجديد هي العلاقة القائمة بين المجد وشخص يسوع المسيح . فإن مجد لله كله حاضر فيه. فيما أنه إبن الله كما في العبرانيين 1 : 3  " فهو شعاع مجده وصورة جوهره "  و 1 كورنثوس 2: 8 " وهو رب المجد " . وايضاً في 2 كورنثوس 4 : 6 " وأن مجد الله يتجلى على وجه المسيح " .

والمقطع الثاني من الترتيل الملائكي " وعلى الأرض السلام " كان الشعب اليهودي ينتظر هذا السلام الذي هو المسيح لينقذهم من سلطة الرومان المحتلين ولم يفهموا معنى السلام الحقيقي حيث لم يفتشوا في الكتب المقدسة بصورة دقيقة وبطريقة إيمانية حيث أعمى بصيرتهم بالرغم أنهم كانوا من معلِّمي السنهدريم وخبراء الشريعة من الكهنة والكتبة ليرَوا وجه المسيح الحقيقي. فتفكيرهم كان مادياً وأرضياً، كما هو الآن. كثيرون لا يعرفون هذا السلام ولم يفهموا هذه الترتيلة العظيمة "على الأرض السلام"، وظنَّوا أنَّهم ساسة السلام ومؤسسيه على الأرض بقوة السلاح والقتل والتنكيل.  إنهم لم يطلبوه وهو معهم وأرادوا فَهم السلام كأنه بضاعة يصنعونها في مصانعهم التدميرية واأفكارهم الشريرة من الآيديولوجيّات الحزبية والنظريات والفلسفة الإلحادية وطرق حياتهم البعيدة عن الله، كما جاء في رسالة القديس يعقوب 4 : 1-3 " من أين النزاع والخصام بينكم؟ أليس من لذَّاتكم تلك المتصارعة في أعضائكم ؟ فأنتم ترغبون في إمتلاك ما لا يخصُّكم. لكن ذلك لا يتحقق لكم، فتقتلون وتحسُدون ولا تتمكنون من بلوغ غايتكم. وهكذا تتخاصمون وتتصارعون! إنكم لا تمتلكون ما تريدونه ، لأنكم لاتطلبونه من الله. وإذا طلبتم منه شيئاً فإنكم لا تحصلون عليه: لأنكم تطلبون بدافع شرير إذ تنوون أنْ تستهلكوا ما تتنالونه لإشباع شهواتكم فقط " .

علينا، يا اخوتي، التمييز بين سلام العالم وسلام الله الذي هو سلامنا أي ( يسوع ) النازل من السماء، كما يقول النبي إشعيا في الأصحاح 9 :6 " لأنه يولد لنا ولد ويُعطى إبناً وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمُه عجيباً مشيراً إلهاً قَديراً اَباً أبدياً رئيس السلام " .

السلام هو سلام القلب الذي مصدره هو رب المجد يسوع المسيح إذ ينطق بالحق ويقول " سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم انا " .

لتكن إحتفالاتُنا هذا العام وكلِّ عام بعيد ميلاد المجيد إحتفالاً يليق بمجده وسلامه ونطلب منه ليعُّم سلامُه في العالم أجمع . آمين...

 

الشماس الرسائلي

بنيامين القس

2006-11-14

نيوزيلندا -  أوكلند