لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

إيـليــّـــا والآخــرون

 

-- صورة أولى

 صوت يأتيك ..

ــ رجل ميتٌ انت يا إيليا

ستلتهم القعبان لحمك ايها النبي الكذاب

 

-- صورة ثانية

الذئاب في الخارج تعوي

الذئاب في الـداخل تعوي

مطارد انت و منهك

وحــدك ..

إلا من مخطوطة تحملها منذ الازل ، محملة برموز خالدات ومكتوبة بلغة

لايفهمها الاّ أنت !

وحــدك .. ورمال الصحراء تعصف وتزمجر وتلطم كل جزء فيك

طالِبـوكَ ياإيليا .. متأهبــون

ينتظرون لحظة ، تخور فيها ما تبقى من قوتك

            لحظة ، يخور فيها ما تبقى من جبروتك

هم ينتظرون ياإيليا ..

كي يزرعوا في خاصرتكَ سيوفا وسكاكين

 

-- صورة ثالثه

الشمس ملتهبة في الصحراء

وقفتَ لبرهة على  مفارق طرق .. لاتدري الى اين

بعيدٌ جداً جداً وحارٌ جداً جداً هو الطريق الى بئر السبع !

سألتهم فاجابوك ، وطلبوا منك البقاء !!

وقالوا .. ربما كان ذلك ممكنا عند المساء ، عندما تغيب الشمس .

هـــــــــراء ..

عندما تغيب الشمس !!؟

انت ياإيليا ما احببت يوما ذلك الظلام .

لغة غريبة عنك هي لغة الاخرون

رجل حرٌ انت ، والشوق في داخلك اكثرُ التهابا من شمس الصحراء .

وانتَ تعرفُ أن الخلاصَ يكمـنُ في لحظةِ الوصولْ .

 

-- صورة رابعه 

كان الاخرون عنك يتهامسون

ثم بعد حين منك يسخرون

مجنون ..

هو لايعرف الصحراء ، قاتلة هي الصحراء

مجنون ..

لن يستطيع الوصول .

 

-- صورة خامسه

تسلق جبل الله ياإيليا

كل شئ من حولك يكاد يصبح ظلاماً

                            وذلك العــواء

انت خائف ياإيليا ومرعوب

لا من مواسٍ ، ولا من صديق

ورموزك التي حملتها معك ، هي الاخرى ما أسعفتك

تسرب الياس اليك

بدأت الشكوى ، وصوت ندائك العالي يرتطم بصخور الجبال ويرجع ثانية اليك

مسكين انت يا إيليا

رجل ميت انت  ..

 

-- صورة سادسه

صوت يا تيك ..

ــ إستمر .. إمضي .. لن اتخلى عنك

تومض من جديد عيناك ، وتدب الحرارة في اناملك

تتحسس راسك ، اطرافك ، قلبك

لازال الد م  يجري في عروقك  

حيٌ أنت .. حي ، أنت مازلت حي

اهي معجزة يا إيليا ، ام هو اصرارك .؟

 

-- صورة سابعه

ــ إيليا ماذا تصنع هنا ؟

( بحرارة من اجلك وقفت ............... ملوك 1 ـ 19 ـ )

( عبر الرب وهبت ريح عظيمة وشديدة شقت الجبال وكسرت الصخور

ولم يكن الرب في الريح . بعد الريح زلزال ، ولم يكن الرب في الزلزال

بعد الزلزال نار ، ولم يكن الرب في النار ، وبعد النار صوت هادئ خفيف

لمّـا سمع إيليا الصوت ستر وجهه بعباءته وخرج ووقف بمدخل المغاره.. ملوك 1 ـ 19 ـ )

ملياً حدق صوب السماء ياإيليا

 نجومها بدأت تلتمع  ، والضياء غمر قمة جبل حوريب

الصوت ما زال بآسمك يناديك

ــ أنت لي في كل سُـبلك ، وأنا معك ساكون .

رتّـل إذن ... وآرقص

أطلق صوتك عاليا ماآستطعت ، احمل مخطوطتك .. تأريخك 

لملم شتاتك ، أصلح من ثوبك البهي ......... وآمضي

اهي معجزة ياإيليا ، ام هو اصرارك .؟

 

-- صورة ثامنه

ثانية تقف على مفارق طرق  .. تدري الى اين

الاخرون عنك يتهامسون

ثم بعد حين ............. مستحيل ، هذا غير ممكن !!

اهي معجزة يا إيليا ، ام هو اصرارك

ترفع هامتك ، تحدق صوب المدى

الكثير ممكن .. إذا سار الرب معك .

 

سمير يعقوب