قصة الامير بهنام واخته  سارة  مع الشيخ  متي

 

  قصة الامير بهنام واخته سارة مع الشيخ متي

 بشار بهنام باكوز – مشيغان

 

كان في بلاد الرافدين في منطقة سهل نينوى ملكا اسمه سنحاريب وزوجته الملكة شيرين يعيشان حياتهما في منطقة النمرود الحالية التي تبعد حوالي مسافة 70 كم الى الجنوب من مدينة الموصل وكان للملك ولد واحد اسمه بهنام ومعناه الجميل وبنت وحيدة ايضا واسمها سارة

 

لقد كان الامير بهنام يتميز بصفات الشجاعة والكرم وكان وسيما هادىء الطبع يحب الصيد والمغامرة وكان ذات يوم في رحلته اليومية  للصيد واذا به يشاهد غزالا واخذ يتبع اثاره الى ان وصل الى منطقة جبل مقلوب الحالية التي يقع فيها دير الشيخ متي, اذا بالغزال يختفي عن الانظار وحل الظلام فكانت الارادة الربانية ان يلتقي الامير بهذا الشيخ الناسك في هذا الدير المحفور في الجبل  وكان يرافق الامير في رحلته اليومية مجموعة من الفرسان ويقال انهم كانوا اربعون رفيقا, اخذ الامير يحكي للشيخ عن اخته الوحيدة سارة وعن مرضها الذي عجز كل العرافين والحكماء من علاجه فقد كانت مصابة بداء الجرب "الاكزمة أو ماشابه ذلك"

 

بدأ الشيخ متي يتحدث الى الامير عن الايمان بالله وان مرض اخته ممكن علاجه ولكثرة ماكان يحب الامير اخته الوحيدة طلب الى الشيخ متي ان يعود الى قصر والده ليحضر الاميرة المسكينة المريضة واخبر والدته شيرين بما حدث له فطلبت اليه ان لايخبر والده بذلك خوفا من ان ينتقم منه وقام بعدها بزيارة الشيخ متي برفقة اخته سارة

 

لقد قام الشيخ متي بالتضرع الى الله بالصلاة والابتهال وقد لبى الله طلب الشيخ متي وشفيت الاميرة من مرضها وعمدهما بالماء واعتنقا المسيحية مع رفاقهما وقد عادت الاميرة مع الامير الى قصر والدهما  لتخبر امها بما حدث لها فطلبت الام ان يبقى ذلك سرا ولكن الامير لم يتمكن من أخفاء البشرى السارة والفرح الغامر الذي حدث له وما ان علم والده الملك سنحاريب حتى طلب اليه ان يترك مسيحيته ويرجع الى عبادة النار ولكن قلب الامير لم يتجاوب مع هذا الطلب لذلك حاول سرا ان ياخذ اخته الاميرة ورفاقه ويهرب من وجه ابيه وما أن سمع الملك بذلك حتى ارسل جيشا كبيرا ورائه الى ان لحق به في منطقة الدير الحالية وبذلك استطاعو قتل الامير والاميرة ورفاقهم الاربعون وعاد القائد العسكري لينقل خبر القضاء على الامير ولكن الملك اخبره ان يعود ويحرق الجثث وهكذا عاد القائد ومجموعة من الجند لتنفيذ هذا الامر ولكن كانت الارادة الربانية فوق كل شىء فقد انفتحت الارض واحتضنت رفاة الشهداء مع الاميرين

 

يحتفل المسيحيين من الطائفة السريانية الكاثوليكة بعيد القديس ماربهنام واخته سارة يوم العاشر من شهر كانون الاول من كل عام ويحضر الى الدير المؤمنين والزوار من كافة انحاء العراق حاملين نذورهم الى الدير يتمنون الحصول على امنياتهم حيث يعتبر القديس بهنام شفيع المنطقة وهو كالحارس لبخديدا من جهتها الجنوبية والشيخ القديس متي من جهتها الشمالية والقديس مارقرياقوس من جهتها الشرقية

 

دم الشهداء بذار الحياة ووفاء منا وتخليدا لاخواننا وابناء بلدتنا بخديدا فقد قام الاب يوسف عبا الجزيل الاحترام في عهد غبطة المطران الراحل عمانوئيل بني ببناء قاعة للشهداء الذين سقطوا في المعارك التي خاضها العراق في سنوات مضت ففي هذه المناسبة لايسعنا الا ان نصلي الى ربنا يسوع المسيح أن يكون شهدائنا وامواتنا الراقدين  في فردوس الرب مع الملائكة والقديسيين يرتلون وينشدون المديح  للرب الاتي والتذكار أحب ان انقل اليكم قصة استشهاد أثنين من الاباء الكهنة من بلدتنا الغالية  غدرا

 

في يوم من ايام شهر حزيران من عام 1915 وبينما كان اثنين من الاباء الكهنة عائدين من الموصل في وقت المساء وعلى مسافة حوالي سبعة كيلومترات غربا صادف الشهيدين الاب يوسف سكريا والاب بهنام خزيمة مجموعة من الجنود العثمانيون الذين خسروا الحرب ضد الانكليز وقام كبير الجنود بأعطاء الاوامر باطلاق النار على الاباء الكهنة للانتقام من خسارته أمام الجيش الانكليزي ولم يكتفوا بذلك فقد قاموا بطعنهم بالحراب وتمزيق جثثهم أما فرسا الشهيدين فقد افزعتهما الاطلاقات النارية وبذلك هربت عائدة الى البلدة فذعر اهالي الاباء من ماشاهدوه وذهبوا في طريق الموصل بحثا عنهما وبعد جهد جهيد وفي الصباح الباكر والذي كان يصادف عيد القديسين الشهيدين بطرس وبولس أستطاع الاهالي من ايجاد جثث الاباء فحملوها الى كنيسة الطاهرة القديمة وتم دفنهما في ضريح واحد داخل معبد اخوية مارعبد الاحد