لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

                  الأخت آمال الدومنيكية           مقالات  قصيرة

الأخت آمال الدومنيكية

 

أنتم ملح الأرض

 

إشتهر المها تما غاندي بشدة إعجابه بالمسيح، إذ كثيرا ما كان  يستشهد بأقوال المسيح علنا، وخاصة بالعظة على الجبل في إنجيل متى.

ذات يوم، سأل أحد الأشخاص غاندي قائلا: إن كنت تحب المسيح بهذا المقدار، فلمَ لا تصبح مسيحيا ؟ أجابه غاندي... عندما أعرف مسيحيا يتبع المسيح، فسأفعل أنا كذلك. بالطبع، إن إجابة المها تما غاندي، لا تبرره من عدم قبول الرب يسوع المسيح مخلصا شخصيا لحياته، نشكر الله بأن هناك الملايين الذين تبعوا المسيح بحق ناكرين نفوسهم حتى الموت.

بالرغم من ذلك، فإن ما قاله غاندي هو بمثابة تحدّي ومسؤولية أمام كل مؤمن ومؤمنة بالرب يسوع المسيح.

في الليلة التي أسلم فيها يسوع، وبعد أن خرج يهوذا الذي أسلمه، صلّى الرب يسوع من أجل تلاميذه قائلا: قدّسهم في حقك، كلامك هو حق. كما أرسلتني الى العالم، أرسلتهم أنا إلى العالم.

أخي وأختي، الرب يطلب منك أن تعكس صورته باستمرار في حياتك. إن وجودك في العالم هو إرسالية من الرب يسوع لك، لكي تكون إنجيلا خامسا يقرأ ويرى فيك الجميع يسوع.....

قال الرب يسوع في عظته على الجبل: أنتم ملح الأرض، ولكن إن فسد الملح فبما ذا يملّح؟ يبدو أن ما أراد غاندي أن يقوله هو أن الملح الذي رآه لم يكن ملحا صالحا بل فاسدا. لكن السؤال كيف يفسد الملح ؟ وما كان قصد الرب يسوع عندما حذر من أن يفسد الملح ؟

إن الملح لا يفسد من تلقاء ذاته، لكنه يفسد إذا أختلط بالتراب والأوساخ، فلا يصلح ذلك الخليط فيما بعد أن يملّح الطعام، بل أنه سيفسد الطعام.

إن المؤمن الذي يتبع المسيح، هو كالملح الجيد، فهدفه، أن يضيف مذاقا طيبا الى عالم بعيد عن الله.

إن كانت تجارب العالم قد جعلت منك ملحا مختلطا بالتراب، فما عليك سوى أن تأتي إلى الرب يسوع.

اطلب منه أن يطهّرك بالروح القدس، وهكذا كما يفصل الماء بين الملح والتراب يفصل عنك كل ما لا يرضيه.

فتذوب أنت في محبة الرب وتنفصل عن أوساخ الخطيئة وشرور العالم. حينئذ تصبح ملحا نقيا سليما، حينئذ تعكس الرب يسوع في حياتك من جديد، ويرى فيك الناس يسوع

 

 

الاب الرحيم

 

دُهِشَ والِدُهُ، ومَعَهُ أجواقُ العلاءِ، مِنْ صُراخِ كآبتِهِ،

فأرسلَ اليهِ الحنانَ والمراحِم لكي تُسكِتَهُ.

هَتَفَتِ الرَحمةُ وما تَوَقَّفَتْ: "أُسكت، أيُّها الخاطيء: أمرّ أبوكَ بأن يُمزَّقَ صكُّ ذنوبِكَ.

أُسكُتْ ولا تَبْكِ بعدُ، لئلا تسحقَ نفسكَ ووالِدكَ: فأبوكَ تعذَّبَ أيضاً وتَنَهَّدَ على الآمِكَ".

رأى والِدُهُ أنَّ الرحمةَ لا تَكفي لإسكاتِهِ،

فخرجَ هو بِنفسِهِ، وتوسّل اليهِ بِأن يتوقفَ عَنِ البُكاءِ.

"توقّفْ ولا تبْكِ ما أضعتَ في الايامِ القديمةِ،  ففي بيتِ أبيكَ غِنىً عظيماً لا قياسَ لَهُ.

تَوَقّفْ ولا تَبْكِ جرائِمَ جَهلِكَ، فإن كان جُرمُكَ عظيماً، فأنا أحسبه كلا شيءٍ وأنساهُ.

عَرَفتُ قبل أنْ تَخرُجَ أنَّك ستخطأ، وتَجلى لي أنَّكَ سَتُضيّع الغِنى الذي أخذتَهُ.

إرادتي رأتكَ في ذهابِكَ وفي إيابِكَ، ونظرتُ إليكَ في خطيئتِكَ وفي توبَتِكَ.

معكَ خرجَتُ إلى بيتِ الغُرباء، رَحمَةٌ تَحنّنتْ عليكَ،

وهي نَصحَتْكَ أن تعودَ الى بيتِ أبيكَ وفيهِ ما فيهِ مِنْ أمان.

فاقترِب من خيراتِكَ، وتنعّم بِها كالوارِث.

ضَع يدكَ على المالِ، وتدبّر بِحكمَةٍ فيما يَخصُّك".

وأمرَ أبوهُ أهلَ بيتِهِ أن يُكرِموهُ: يكلّلونَه باسم الأبِ وبِكرامةِ والِدِهِ.

"أَخرِجوا ثوباً نسَجَتْهُ الرَحمةُ، وآكسوهُ، فيعرِفَ الجميعُ مِن بَهائِهِ، إبنُ مَنْ هوَ.

ضعوا لَهُ الخاتم، خَتمَ لأبيهِ، الحقيقي، فيرى العبيدُ والاحرار أنه استعادَ كرامَتَهُ.

ليُجعلَ في رجليهِ الحقُّ النقيُّ الذي لا دجلَ فيهِ، فيدوسَ رأسَ الشريرِ الذي سَلَبَهُ خيراتِهِ.

إذبَحوا العجل ايضاً فيتَنعمَ بهِ مع رِفاقِهِ، ويُخزى المُبغِضُ الذي جعلَ الخرنوبَ طعامَهُ".

ما قاله ابوهُ تَمّ، وما أمرهُ صُنِعْ. فشرَعَ العبيدُ والاحرار معاً يفرحون في يومِ عودَتِهِ. 

دُهِشَ والِدُهُ، ومَعَهُ أجواقُ العلاءِ، مِنْ صُراخِ كآبتِهِ،

فأرسلَ اليهِ الحنانَ والمراحِم لكي تُسكِتَهُ.

هَتَفَتِ الرَحمةُ وما تَوَقَّفَتْ: "أُسكت، أيُّها الخاطيء: أمرّ أبوكَ بأن يُمزَّقَ صكُّ ذنوبِكَ.

أُسكُتْ ولا تَبْكِ بعدُ، لئلا تسحقَ نفسكَ ووالِدكَ: فأبوكَ تعذَّبَ أيضاً وتَنَهَّدَ على الآمِكَ".

رأى والِدُهُ أنَّ الرحمةَ لا تَكفي لإسكاتِهِ،

فخرجَ هو بِنفسِهِ، وتوسّل اليهِ بِأن يتوقفَ عَنِ البُكاءِ.

"توقّفْ ولا تبْكِ ما أضعتَ في الايامِ القديمةِ،  ففي بيتِ أبيكَ غِنىً عظيماً لا قياسَ لَهُ.

تَوَقّفْ ولا تَبْكِ جرائِمَ جَهلِكَ، فإن كان جُرمُكَ عظيماً، فأنا أحسبه كلا شيءٍ وأنساهُ.

عَرَفتُ قبل أنْ تَخرُجَ أنَّك ستخطأ، وتَجلى لي أنَّكَ سَتُضيّع الغِنى الذي أخذتَهُ.

إرادتي رأتكَ في ذهابِكَ وفي إيابِكَ، ونظرتُ إليكَ في خطيئتِكَ وفي توبَتِكَ.

معكَ خرجَتُ إلى بيتِ الغُرباء، رَحمَةٌ تَحنّنتْ عليكَ،

وهي نَصحَتْكَ أن تعودَ الى بيتِ أبيكَ وفيهِ ما فيهِ مِنْ أمان.

فاقترِب من خيراتِكَ، وتنعّم بِها كالوارِث.

ضَع يدكَ على المالِ، وتدبّر بِحكمَةٍ فيما يَخصُّك".

وأمرَ أبوهُ أهلَ بيتِهِ أن يُكرِموهُ: يكلّلونَه باسم الأبِ وبِكرامةِ والِدِهِ.

"أَخرِجوا ثوباً نسَجَتْهُ الرَحمةُ، وآكسوهُ، فيعرِفَ الجميعُ مِن بَهائِهِ، إبنُ مَنْ هوَ.

ضعوا لَهُ الخاتم، خَتمَ لأبيهِ، الحقيقي، فيرى العبيدُ والاحرار أنه استعادَ كرامَتَهُ.

ليُجعلَ في رجليهِ الحقُّ النقيُّ الذي لا دجلَ فيهِ، فيدوسَ رأسَ الشريرِ الذي سَلَبَهُ خيراتِهِ.

إذبَحوا العجل ايضاً فيتَنعمَ بهِ مع رِفاقِهِ، ويُخزى المُبغِضُ الذي جعلَ الخرنوبَ طعامَهُ".

ما قاله ابوهُ تَمّ، وما أمرهُ صُنِعْ. فشرَعَ العبيدُ والاحرار معاً يفرحون في يومِ عودَتِهِ.

 

 

من القديس اكليمنضوس الروماني (+ 101)

 باب العدل هو باب المسيح

لِنُسرِع في إقصاءِ الشرِّ عن نفوسِنا ولْنَركَعْ أمامَ أقدامِ المُعلمِ نرجوهُ بدِموعٍ ليُصالِحنا فتعودَ المَحَبةُ الاخويةُ إلينا. إنَّه بابٌ مفتوحٌ مِنَ العدالةِ نَحوَ الحياةِ. كُتِبَ "إفتَح لي أبوابَ العدل لادخُلَ وأعترِفَ للربِّ، بابُ الربِّ هذا يدخلُهُ الصديقون" (مز 117: 19-20). بين الابوابِ الكثيرةِ المفتوحةِ، بابُ العدلِ الذي هو بابُ المسيحِ الذي يَدخلُهُ الصديقون الذين تُوَجِّهُ القَداسَةُ أقدامَهُم دونَ أنْ تَضطَرِب. مَنْ أرادَ أن يكونَ مؤمِناً حكيماً، عفيفاً عليهِ أن يكونَ أكثرَ تواضُعاً وأن يستَهدِفَ صالِحَ الاخرينَ أكثرَ مِن صالِحِهِ.

مَنْ كانَ لهُ مَحَبَّةُ المسيحِ فَلْيَفعَل ما لِلمَسيحِ، مَنْ يَستَطيعُ أنْ يُفسِّرَ رِباط المَحَبَّةِ بِالمسيح؟ مَنْ يستطيعُ أن يُعَبِّرَ عَن جَمالِهِ اللامَحدودِ؟ العلوُ الذي تَقودُ إليهِ المَحَبَّةُ
لا يُوصَفْ ولا يُخبرُ عنهُ. المَحَبَّةُ تُلصِقُنا بِالله، تُغطي كُلَّ خطايانا. المَحَبَّةُ لا تَعرِفُ الكبرياءَ، المَحَبَّةُ تُوَفِّق، المَحَبَّةُ لا تَغضَبْ، المَحَبَّةُ تَحتَمِلُ كُلَّ شيءٍ، تَرَفُقُ وتَتأنى، لا شيءَ فيها عنيفٌ. المَحَبَّةُ تُكَمِّلُ مَختاري الله، بِدونِ المَحَبّة لاشيءَ مَرْضيٌ عند الله، بِالمَحَبَّةِ قَبِلنا السَيّدَ، بِالمَحَبَّةِ التي لنا عِندَهُ أعطانا المسيحُ جَسَدَهُ ودَمَهُ مِنْ أجلِ أجسادِنا وروحَهُ مِنْ أجلِ أرواحِنا.

نكونُ سعداءَ جداً إذا حافظنا أيُّها الأحباء على وصايا اللهِ في المَحَبَّةِ وآتِّفاقِ النَفسِ. بِالمَحَبَّةِ  تُغفَرُ خطايانا. لقد كُتِبَ "طوبى لِمَنْ غُفِرَت ذنوبَهُم وسُتِرَتْ خطاياهُم. طوبى لِلرَجُلِ الذي لَمْ يَحسِبْ لَهُ اللهُ خَطيئَتَهُ وليسَ في فَمِهِ غِشٌ" (مز 31:1-2). هذا التطويبُ هو لِمُختاري اللهِ بيسوعَ المسيحِ ربِّنا الذي لَهُ المَجدُ إلى جيلِ الأجيالِ آمين.

 

من القديس لاون الكبير  .. المُسامَحة الأخوية
 

قالَ السيدُ المَسيح: "لا يَحتاجُ الأصِحاءُ الى طَبيب، لَكِنْ ذَوُو الاسقام" (متى 9: 13). لا يَجوزُ إِذاً لأي مَسيحي أَنْ يُبغِضَ إنساناً أيَّاً كان، لأنَّهُ لا يَستَطيعَ أحدٌ أَنْ يَخْلُصَ إلا بِغُفرانِ خطاياه…

على شَعبِ اللهِ أن يكونَ مُقدَّساً وصالِحاً: مُقدَّساً لِيَهْرُبَ مِمّا نُهيَ عَنهُ، وصالِحاً ليقومَ بِما أُمِرَ بِهِ. حَسَنٌ أن يكونَ لنا إيمانُ راسِخُ وعقيدةٌ صحيحةٌ، وجيدٌ أن نَقْمَعَ الشراهةَ، ونُظهِرَ الطيبةَ ونَعيشَ في الطهارةِ. مَعَ ذلِكَ، جَميعُ هذِهِ الفضائِل فارِغَةٌ إذا فَرِغَتْ مِنَ المحبة، ولا مَساغَ لِلقولِ في سلوكٍ إِنَّهُ مُمتازٌ إِلاّ إِذا وَلَدَهُ الحُبّ…

فَليَفحص المؤمنون نُفوسَهَم، وليُدَقِّقوا في عواطِفِ قلوبِهِم الخفيةِ. فإذا وجَدوا في أعماقِ ضَميرِهِم بَعضَ ثِمارِ المحبةِ، فَليتأكدوا أنَّ الله معهم. ولكي يَستَحِقوا شَرَفَ أستقبالِ هذا الضيفِ الكبير، عليهِم أن يُثابِروا ويَنموا في أعمالِ الرحمة  وإذا كانَ اللهَ محبة. فلا حدودَ لِلمَحبة، إذ ليسَ لِلأُلوهيةِ حَدّ.

ولكي نُتَرجِمَ المَحبَّةَ إلى أعمالِ، أيُّها الإِخوَة، نَظُنُّ أنَّ الزَمَنَ مُناسِبٌ الانَ ، وأَنَّ الأيامَ التي نَعيشُها تَحُثُنا على ذلِكَ بِطريقةٍ خاصة. فعلى الذينَ يَوَدُّونَ أن يَستَقبِلوا فِصْحَ الربِّ بِقداسةِ الروحِ والجَسد، أنْ يَجهدوا في إكتِسابِ هذهِ النِعمة التي تَحتوي جُملةَ الفَضائِل، "وتَسْتِرُ جَماً مِنَ الخطايا" (1 بطرس 4: 8) وبِما أنَّنا على عتبَةِ الاحتِفالِ بِأكبرِ سِرٍّ عِندنا، سرٌّ بِهِ مَحا يسوعُ المَسيح آثامَنا بِدَمِهِ، فَلنُهَيِّءْ، بادِئَ ذي بِدءٍ، ذبيحةَ الرَحمةِ. وما أعطاناهُ صلاحُ الله، لِنَرُدَّهُ نَحنُ الى مَنْ يُسيءُ الينا.

عَلينا إذاً أن نُظْهِرَ الحِلْمَ لِلفُقراءِ والمُتألمين، فَتَكْثُرَ هكذا أفواهُ الشاكرينَ لله، وَلتُسْهِمْ أصوامُنا في راحةِ الذينَ هُمْ في الضِيقِ. ليسَ أعذَبَ على قلبِ اللهِ مِنْ تَضحيةٍ يقومُ بِها المُؤمِنونَ مُساعَدَةً لِلفُقراء، فَحيثُ يَجِدُ الله همَّ الرحمة، هُناكَ، ولا شَكّ، يَجِدُ صورَةَ صلاحِهِ الإلَهي  

 

من رسالة البابا يوحنا بولس الثاني في يوم الدعوات

 

          كُلُّ دَعوةٍ هي حَدَثٌ شَخصيٌّ فَريد، ولَكِنَّها أيضاً حَدَثٌ جَماعي وكَنَسي. لا أحدَ يُدعى إلى أن يَمشي وَحدَهُ. كُلُّ دَعوةٍ من الربّ هي عَطيةٌ لِلجماعةِ المَسيحية، التي عليها أن تَستَفيدَ مِنها. فَمِنَ الضروري أن يُحَقِّقَ الشخص المَعني تَميزاً جديّاً، وكذلِكَ ايضاً المَسؤولونَ عنِ الجماعة الذينَ يُرافِقونَهُم في مَسيرَةِ دَعوتِهم، ولِيوصِلوهم إلى أن يَتَثبتوا مِن وجودِ نِداءٍ شَخصي على ضوءِ كَلِمَةِ الله، ويُقِرّوا بِجمالِ إعطاءِ الذاتِ كُلياً في سبيلِ المَلكوت. عَزِّزوا العَمَلَ من أجل الدعواتِ إلى الكهنوتِ وإلى الحياةِ المُكَرّسة، رِجالاً ونِساءً، إلى الحياة الرسولية والتأملية، لكي يَكتَشِفَ جَميعُ المدعوينَ حَقاً العَطيةَ الثَميةَ الخاصة التي خَصَّهُم بِها الربُّ بِحنانِهِ (مرقس 10: 21).

        اعملوا لكي يَنموا في قلوب الشَبيبَةِ الاحترامُ والإصغاءُ إلى كَلِمَةِ الله، مع الايمانِ بأنَّ الكُتُبَ المُقدَّسة هي "الذاكرةُ الحَيّة" لِلمؤمن.ِ

إلى جَميع المُكرّسين أوجِّهُ نِداءً مُلِحّاً: إشهدوا بِفَرحٍ لِتَكريسكُم الجَذري للمسيح، دَعوا ذواتِكُم دوماً مُستَحَثِّينَ بِكَلِمَةِ اللهِ، وقد اشتركتُم فيها في قلبِ الجماعة ، وعشتموها بِسخاءٍ في خِدمةِ الإخوة، وخصوصاً الشَبيبة. وفي جَوٍ مِنَ المَحَبَّةِ والاخوّةِ مُنوّرٌ بِكَلِمةِ اللهِ يُصبِحُ الجوابَ بـ "نعم" على نداءِ الله أسهل.

أيُّها الشباب، المَسيحُ بِحاجةٍ إليكم، لِكي يَتِمَّ مَشروعُ الخَلاصِ! المَسيحُ بِحاجة إلى شَبابِكُم، وإلى حَماسِكُم السَخي لإعلانِ الأنجيل! جاوبوا على هذا النِداء بِإعطاءِ حياتِكُم، سَلِّموا ذواتِكم لَهُ وهو لا يُخَيبُ أمانيكُم ومَشاريعَكُم بَل سَيملأُها مَعناً وفَرَحاً لأنَّه الطريقُ والحَقُّ والحياة (يو 14: 6). إفتحوا قلوبَكُم للمَسيحِ بِثِقَةٍ، دَعوا حضورَهُ يَتَقوى فيكُم بالإصغاءِ اليومي إلى الكُتُبِ المَقدَّسة، إنَّها كِتابُ الحياة      

 

العميان يبصرون

 دعونا نرى بعيون الناس


الذين رأوا الأعمى الذي كان جالساً على جنب الطريق ,
ونسمع بآذان الذين سمعوه يصرخ:" رحماك يا ابن داود, يا يسوع". ويسوع المسيح من المؤكد أنه سمعه يناديه من المرة الأولى ولكنه لم يرد عليه. ولكن الناس ردوا عليه وانتهروه لكي يسكت. ومن داخل عتمته يعود ليصرخ مرة أخرى وبصوت أقوى وإصرار أكبر " رحماك يا ابن داود " وعندها وقف يسوع وطلب من الناس من حوله, والذين كانوا نفسهم قد اسكتوا الأعمى, أن يعودوا ويأتوا بالأعمى إليه.
...................
ليس المهم يا أخوتي ما يفكر الآخرون بنا, عندما
نعيش إيماننا وقناعتنا, المهم فقط إلا نتراجع عنهما وإلا
نبقى في عتمتنا وإلا نخنق الإرادة التي تصرخ فينا وتدفعنا
لأن نطلب رحمة الله ومن المؤكد أن صوتنا سيصل إليه.

 

من وثائق المجمع  الفاتيكاني الثاني 

جوهَرُ السلام

ليسَ السلامُ مُجرَدَ آنعدامِ الحَربِ، كما أَنَّهُ لا يَقتَصِرُ فَقَط على تأمينِ التوازُنِ بينَ القِوى المُتخاصِمة، ولا يتأتى من سيطرةٍ إستبدادية. فَبِكُلِّ حَقٍّ نُحَدِّدُهُ "بِعَملِ العَدلِ" (اشعيا 32: 17). إنَّهُ ثَمَرةُ نِظامٍ رَسَمَهُ المؤَسِسُ الإلَهي في المُجتَمعِ الانساني ويَجِبُ أن يَتَحَقَّقَ بِواسِطَةِ أُناسٍ لا يَنفَكونَ يَتوقونَ إلى عَدلٍ أكمَل. فَليسَ السلامُ أمراً يَحصُلُ عليهِ الإنسانُ مَرَةً واحِدة، إنَّما عَليهِ أنْ يَبنيهِ باستمرار. كما أنَّ توفيرَ السلامِ يَتَطَلَّبُ من كُلِّ فَردٍ أنْ يُراقِبَ دائِماً أهواءَهُ، ويَتَطَلبُ أيضاً سَهرَ السُلطةِ الشَرعيةِ، لأنَّ الإرادَةَ البَشريةَ سَريعةَ العَطَبِ جَريحةً مِن جراءِ الخَطيئة.

إنَّهُ مِنَ العَبثِ أن يُبنى سلامٌ إن لَمْ يَكُن على احتِرامِ الناسِ والشعوبِ وكرامَتِهم ومُمارَسَةِ الأخوة دونَ انقطاع. فالسلامُ هو ثَمَرَةُ الحُبِّ الذي يَقودُ أبعدِ بكثير مِمّا يَستَطيعُ العَدلُ أنْ يَحمِلَهُ.

إنَّ السلامَ الأرضي الذي يَنبَعُ مِن حُبِّ القَريب هو صورةٌ ونَتيجَةٌ لِسلامِ المَسيحِ الذي يأتي مِنَ ألآب. فالابن المُتَجَسِّدُ ذاتُهُ، أميرُ السلامِ، صالَحَ بِصَليبِهِ جَميعَ الناسِ مَعَ الله وأعادَ الوَحدَةَ بينَ الجَميعِ في شَعبٍ واحدِ وجَسَدٍ واحدٍ، وَقَتَلَ البُغضَ بِجَسَدِهِ وأفاضَ روحَ المَحَبَّةِ في قَلبِ البَشرِ بِقيامَتِهِ الظافِرة.

إنَّ خَطَرَ الحَربِ يُهَدِّدُ الناسَ بِقَدرِ إنغماسِهم بِالخَطيئة، حتّى عودةِ المَسيح. لَكِنَّ الناسَ يَقمعونَ العُنفَ بِقدرِ ما يَتَحِدونَ بِالحُبِّ ويَنتَصِرونَ على الخَطيئةِ، حتّى يَتِمَ هذا الكلام: "يَضرِبونَ سيوفَهُم سِكَكاً وأسِنَتَهُم مَناجِلَ، فلا تَرفَعُ أُمَةٌ على أُمَةٍ سَيفاً، ولا يَتَعلمونَ الحَربَ مِن بَعد" (اشعيا 2: 4.

 

من القديس اغسطينوس

غربة الحياة

غَريبٌ أنتَ في هذهِ الحياةِ: أنتَ حَقَّاً مَسيحي إِنْ عَرَفتَ أَنَّكَ غَريبٌ في بَيتِكَ وَوَطَنِكَ، لأَنَّ وَطَنَكَ فَوْق؛ أمَّا هُنا في بيتِكَ هذا، فأَنتَ ضيفُ وإلاّ لَما غادَرْتَهُ. إِنْ وَجَبَ عليكَ الخروجُ مِنْهُ فَأنتَ فيهِ ضَيْف، لا تَغْتَر، أنتَ ضَيْف، شِئْتَ أمْ أبيْت. دَعْ بيتَكَ لأولادِكَ يا ضَيْفاً عابِراً، دَعْهُ لِسِواك. دَعْهُ للذينَ سوفَ يَعبرونَ مِثلَكَ. إِنْ كُنتَ في فُنْدُق، أَلا تَتْرُكُ مَحَلَّكَ لِضَيْفٍ جديد؟ وفي بَيتِكَ تَصْنَعُ نَفْسَ الشيْء. أَبوكَ تَرَكَ لكَ المكان، فَعليكَ أنْ تَتْرُكَهُ لأولادِكَ. أَنتَ لا تُقيمُ فيهِ كَمَن سَوفَ يبقى، ولَنْ تَتْرُك مَكَانَكَ  لِمَنْ سوفَ يَبْقَون. لِمَ وَلِمَنْ تَشتَغِل؟ تقول: لأَولادي. وهذا لِمَنْ يَشتَغِل؟ لأَولادِهِ. وهؤلاءِ لِمَنْ يَشْتَغِلون؟ لأَولادِهِم. إذاً، لا أحدَ يشتَغِلُ لِنَفسِهِ.

إجعَلْ مِنْ ثروَتِكَ عَوناً لكَ في السَفَر، لِئلا تكونَ حافزاً لِجَشَعِكَ. خُذْ مِنها الضروريَّ ولا تَبْحَثْ فيها عَنْ لَذّتِكَ. التَّمَتُّعُ بِشيءٍ هو تَعلُّقٌ بِهِ مِنْ أجلِ ذاتِهِ، أمّا استِخدامُهُ فهو استِعمالهُ أداةً لِلوصولِ بِواسِطتِهِ إلى مَنْ نُحِبّ، إنْ كانَ أهلاً لِلمحبة. الاستِعمالُ غيرُ اللائِقِ لِشيءٍ يُدعى سوءَ استِعمالٍ أو سوءَ تَصرُّف.

أَنْشِد الآنَ لكي تَتَعزى في التَعب، لا لِتَتَمَتَعَ  بِجمالِ الراحة، أَنشِد كما تَعوّدَ المُسافِرونَ أنْ يُنشِدوا؛ أَنْشِد وَسِرْ وخَفِّفْ بِترانِيمِكَ مِنْ تَعَبِكَ؛ ولا تَسْتَسلِمْ الى الكَسَل؛ أَنْشِد وتَقَدَّم، تَقَدَّمْ في الخَير، إِنْ تَقَدَّمْتَ سِرْتَ؛ تَقَدَّمْ في الايمانِ والاخلاقِ الصالِحة. لا تَضَلَّ ولا تَتراجعْ ولا تَتَوقّفْ.

 

نحن شهود السلام

السيد المسيح وهب العالم هبة ثمينة، ثمرة موته وقيامته، وهي السلام، إذ قال "سلامي أستودعكم، سلامي أعطيكم، لا كما يعطيه العالم"... لذا فسلام المسيح هو سلام الغفران، سلام المصالحة مع الله والذات وكل إنسان. سلّمنا هذه الهبة حتى يغيّرنا. نعم، السلام يغيّرنا. هو يجعلنا صانعي سلام عندما نعيش الغفران ونعرف أن نحمل صليب الألم. وهذا أيضاً أحد بنود التطويبات "طوبى لفاعلي السلام فإنّهم أبناء الله يُدعَوْن"... (متى 5/ 9). السلام يساعدنا لنبني حضارة المحبّة القائمة: على الغفران والمصالحة. على ممارسة الأخوة الإنسانية النابعة من الخلق والفداء: كلنّا أخوة. : نحن ملتزمون بخدمة المحبّة كعلامة نبويّة للملكوت. هكذا نكون، يقول الإرشاد الرسولي ، نحن شهودا لسلام المسيح.

 الصليب

 

أثناء إحدى الغارات الجوية في الحرب العالمية الثانية لاحظ طيار ومساعده سحابة على شكل صليب تحت طائرتهم الحربية .قال واحد منهم"أنظر إلى ذلك الصليب !" فجاوبه الأخر "لا تتحدث إلي عن الصليب لأنه بالنسبة لي هوعلامة موت. أما زميله فقد أجاب "لكن بالنسبة لي هو علامة الحياة"
 

وعندما صلب المخلص منذ نحو الفي سنة, كان هناك مذنبان معلقان ,واحد على كل جانب له. كان الصليب بالنسبة لاحدهما علامة موت, بينما كان علامة حياة بالنسبة للأخر.
 

ولا زالت الأمور هكذا حتى وقتنا الحاضر البعض ينظر الى الصليب كمرحلة من مراحل آلام المسيح و صلبه وموته فقط بينما البعض الأخر ينظر إلى الصليب كقوة الله لأن الشخص الذي تألم ومات عليه أعطاهم الحياة الأبدية

 

 

الاخت امال الدومنيكية