الاخت امال الدومنيكية

 

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

العميان يبصرون

دعونا, ونحن خارجين من أريحا

 نرى بعيون الناس الذين رأوا الأعمى الذي كان جالساً على جنب الطريق
ونسمع بآذان الذين سمعوه يصرخ: رحماك يا ابن داود, يا
يسوع". ويسوع المسيح من المؤكد أنه سمعه يناديه من المرة الأولى
ولكنه لم يرد عليه. ولكن الناس ردوا عليه وانتهروه لكي يسكت.
ومن داخل عتمته يعود ليصرخ مرة أخرى وبصوت أقوى وإصرار أكبر "
رحماك يا ابن داود " وعندها وقف يسوع وطلب من الناس من حوله,
والذين كانوا نفسهم قد اسكتوا الأعمى, أن يعودوا ويأتوا بالأعمى إليه.
...................
ليس المهم يا أخوتي ما يفكر الآخرون بنا, عندما

نعيش إيماننا وقناعتنا, المهم فقط إلا نتراجع عنهما وإلا
نبقى في عتمتنا وإلا نخنق الإرادة التي تصرخ فينا وتدفعنا
لأن نطلب رحمة الله ومن المؤكد أن صوتنا سيصل إليه

.

هدية الطفل حنا ليسوع

الاخت امال الدومنيكية

 

وُلد يسوع في مغارة بيت لحم، وهرع الرعاة يحملون إليه الهدايا. راع صغير اسمه حنا أراد هو أيضا أن يذهب إلى بيت لحم ليسجد للطفل. وبعد أن فّكر في الهدية التي يريد أن يحملها معه، حمل رغيف خبز كبيرًا وقارورة ماء ومعطفا صغيرًا من الصوف. وقال في نفسه: "إن الطفل يرضع من أمه، لكن أمه ستضع له خبزا في الحليب ليتقوّى. وأكيد أن والديه يشعران بالعطش بسبب طول الطريق. ثم لا بدّ أن والدة الطفل قمّطت ابنها، لكن المعطف يزيده دفئا، لا سيما وأن الطقس بارد".

ثم المسار حنا نحو المغارة، وكان الفجر. رأى في طريقه بيتًا فقيرا، ورأى في داخلة امرأة عجوزًا ترتجف بسبب الحرارة. اقترب منها ورفع رأسها وبلّله بقارورة التي كان يحملها. وقبل أن يتركها قال لها: "أترك لك ما تبقى من الماء مع القارورة. كنت أريد أن أقدّمها ليسوع الطفل ووالديه، لكنّكِ بحاجة إلى الماء أكثر منهم. سأعود إليك بعد أن أزور يسوع لأساعدك".

تابع حنا سيره، وإذ به يرى فقيرًا يستعطي على زاوية الطريق. أعطاه رغيف الخبز وقال له: "كنت أريد أن أعطي هذا الرغيف ليسوع، لكن أسنانه لم تظهر بعد، وأنت بحاجة إلى الخبز أكثر منه. سأعود إليك بعد أن أزور الطفل". وتابع السير. وإذ به يرى راعياً صغيراً نائماً تحت شجرة، وعليه غطاءٌ خفيف والبرد قارس. حنّ عليه، ومدّ عليه معطف الصوف الذي كان يحمله دون أن يوقظه وقال في نفسه: "لا بدّ أن والدَي يسوع عندهما ما يكفي لتدفئة الطفل... ".

وصل حنا إلى المغارة، وكان الرعاة قد أتوا وعادوا. وكان مار يوسف قد وضع الهدايا التي وصلت في زاوية من المغارة. نظر حنا إلى الهدايا، فرأى مستغربا قارورة الماء ورغيف الخبز ومعطف الصوف الصغير... فسأل حنا مار يوسف: "من أين أتت قارورة الماء والرغيف ومعطف الصوف؟" أجاب مار يوسف: "الملاك الذي ظهر للرعاة أعطاهم هذه الهدايا وقال لهم: أعطوها للطفل يسوع من قِبَل راعٍ صغير اسمه حنا 

 

تعال يا طفل الميلاد

يا رب، في وَسَطِ صعوباتِ حياتنا، في وَسَطِ ليلنا، أنتَ تأتي دوماً إلينا.
لكن، لماذا لا نستطيع التعرُّفَ عليك، مع أنكَ تأتي دائماً إلينا؟
ربما لأننا ننسى بأنكَ لا تستطيع أن تولدَ في قلبنا، ما لَم نُعطِكَ، ولو مكاناً صغيراً
في قلبنا، أي ما لمْ نسمحْ لك بالدخول في حياتنا.
 

فما حدثَ قبل الفي سنة، عندما أردتَ أن تولدَ بيننا، ولم يُعطِك البشرُ مكاناً غير مذودٍ صغير بين الحيوانات، ما حدثَ قبل الفي سنة، يحدث اليوم وكلَّ يومٍ من جديد.
 

فأنت تأتي إلينا كل يوم، وتريد أن تولَدَ في قلبنا، لكننا لا نتعرف عليك، ونُغلقُ بوجهك الباب قائلين: إذهبْ وابحث لكَ عن مكان آخر، فلا يوجد في بيتي أيَّ مكان لك!
 

لكن الغريب يا رب، هو أنكَ دوماً تستمر بِقَرعِ باب قلبنا وتطلب منّا مرةً أخرى
أن نسمح لك بالدخول.. إذن، كيف نتعرَّف عليك يا رب؟
 

ربما سنتعرف عليك، إذا تَذَكَّرنا بأنك تأتي إلينا مثلما فعلتَ قبل ألفي عام، أي تأتي
مثل طفلٍ وديع، متواضع، طفل فقير، تستجدي حُبّنا، تتوسل حبَّنا. ولا يُمكنك أن
تفرض نفسك أبداً، بل تطلب منا أن نسمح لك بالدخول،ولا تطلب أكثر من مكانٍ
صغير في قلب كل واحدٍ منا، ولا يَهُمُكَ إنْ كان هذا المكان الذي نعطيه إياك،
نظيفاً أم وسخاً، أو مملوء بالخطايا.
 

لأنه بمجردِ أن تسكن أنت فيه، سيتقدَّس ويتطَهَّر بمثلِ طهارةِ قلبكَ يا رب.
تعالَ يا رب إذن، تعال وأزِلْ الظلمات عن حياتنا.
اجعلنا يا رب نتعرف عليك، كلما تَمُرَّ بالقرب منا، من خلال كل الأشخاص الذين
نلتقي بهم يومياً.
 

تعال وانتشلنا يا رب، من ظُلُماتِنا، فنحن بحاجةٍ لخلاصك كل يوم.
تعال وقُدنا نحوك، فنحن بانتظارِك يا رب........
تعال، يا طفل الميلاد . تعال، يا طفل الكون. تعال، يا طفل المغارة!