لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

الأخت آمال الدومنيكية

من القديس يوحنا السلّمي (+ 625)

في الوداعة والبساطة

ضياءُ الصُبحِ يسبِقُ الشمسَ وابتِغاءُ الوداعةِ يتقدَّمُ التواضعَ. فَلْنَسْتَمِع الى النورِ الحقيقي الذي رتّبَ هذا الترتيبَ إذ قال: "تَعَلَّموا مني فأني وديعٌ ومتواضِعُ القلب". وبالتالي يَحسنُ أنْ نَستنيرَ بالضياءِ قبل استنارتنا بالشمسِ حتى نشخصَ مِن ثَمَّ الى الشمسِ شخوصاً جلياً. لأنه يتعذرُ معاينةُ شَمسِ التواضُعِ قبلَ اختبارِ ضياءِ الوداعةِ.

الوداعةُ خُلُقٌ لا يتغير، حَالهُ واحِدٌ في الإهانات والكراماتِ.

الوداعةُ هي أن يبتَهِلَ المرءُ مِنْ أجلِ قَريبِهِ الذي يُثيرُ فيه الاضطرابُ إبتهالاً خالصاً، خالياً من الاحساسِ بالاضطراب.

الوداعةُ صخرةٌ قائمةٌ على شاطيءِ بَحرِ الغضبِ، تكسرُ كافة الأمواج التي تلطُمُها ولاتتحركُ او تضطرِبُ البتة.

الوداعةُ دعامةٌ لِلصَبرِ وبابٌ للمحبةِ بل أمٌّ لَها، وأساسٌ للتمييز، إذ قيل: "إنَّ الربَّ يُعلِّمُ الودعاءَ طُرُقهُ". هي نُصرَةٌ لغفران الخطايا ودالةٌ في الصلاةِ، ومَسكِنٌ للروحِ القُدُّس، لأنَّهُ قيل: "الى مَنْ أنظُر إلا الى الوديعِ الهاديء؟".

الوداعةُ مُنجِدةٌ للطاعة ومُرشِدةٌ الى التآخي ولِجامٌ للهائجين وكبحٌ للغضوبينَ، وباعِثةٌ على السرورِ وتشبّهٌ بالمسيحِ وخاصيةٌ ملائكيةٌ وتِرسٌ في وجهِ الفظاظةِ.

في قلوبِ الودعاءِ يستقِرُ الربُّ ويستريحُ، أما النفسُ المُضطرِبةُ فمقرٌ لأبليس.

"الودعاءُ يرثونَ الأرض" بل يستولونَ عليها، أما الحانِقونَ فيُستأصلونَ مِن أرضِهم.

النفسُ الوديعةُ مقرٌ للبساطةِ، والعقلُ الساخِط يُبدِعُ الخُبث.

النفسُ الرضية تسمعُ أقوالَ الحكمة "لانَّ ربَّنا يهدي الودعاء في الحُكم".

النفسُ البسيطةُ قرينةٌ للتواضعِ أما النفسُ الخبيثةُ فابنةُ الكبرياءِ.

نفوسُ الودعاءِ تَمتليءُ معرفةً أما العقلُ الغضوبُ فيُساكِنُ الظلامَ والجهلَ.

البراءةُ سجيةُ نفسٍ سليمةٍ مطمئنةٍ بعيدةٍ عَنِ  التحايُلِ.