لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

الصليب

 

أنا حين ارتفع عن الأرض أجتذب إلي  كل إنسان

بآلام السيد المسيح وموته على الصليب أصبح الصليب ينبوع غفران ومصالحة وسلام، وأصبح ينبوع قيمة خلاصيّة لآلام البشر. يرتفع الصليب على جبالنا وقباب كنائسنا وجدران بيوتنا وصدورنا كدعوة حتى نلتمس الغفران والمصالحة والسلام والقيمة الخلاصية لآلامنا. وهذا ما يعنيه السيّد المسيح عندما يقول قبل موته بخمسة أيام:

"أنا حين أرتفع عن الأرض أجتذب إليّ كل إنسان"..

. يقول قداسة البابا يوحنا بولص الثاني

- نحن شهود السلام:

        السيد المسيح وهب العالم هبة ثمينة، ثمرة موته وقيامته، وهي السلام، إذ قال "سلامي أستودعكم، سلامي أعطيكم، لا كما يعطيه العالم"... لذا فسلام المسيح هو سلام الغفران، سلام المصالحة مع الله والذات وكل إنسان. سلّمنا هذه الهبة حتى يغيّرنا. نعم، السلام يغيّرنا. هو يجعلنا صانعي سلام عندما نعيش الغفران ونعرف أن نحمل صليب الألم. وهذا أيضاً أحد بنود التطويبات "طوبى لفاعلي السلام فإنّهم أبناء الله يُدعَوْن"... (متى 5/ 9).

صلاة زمن ارتفاع الصليب

   وسط صلباننا العديدة \يرتفع صليبك يا سيد .

     فنذكر الجلجلة وحبة الحنطة وقربانك .

   ونتذكر أن نيرك طيب وحملك خفيف .

   أيها العائد في آخر الأزمنة .لتدين الأحياء والأموات يامن لا فناء لملكه .

   نحن مغمورون بحظورك .ناعمون بفيء صليبك .صليب القدرة والمجد

    منتظرون عودتك .

   نحن نعانق كل يوم يا سيد صليب آلامك .ونبتهج بصليب مجدك .

  فتختلط الآلام بالبهجة .فنتقوى ونشكر .

أعطنا يا سيد ألا نفتخر إلا بصليبك وألا نسير إلا في دربك

لك المجد إلى الأبد آمين.

 الأخت أمال الدومنيكية

 

مغزى الصليب

الصلب لم يكن حكما من أحكام الإعدام المتّبعة عند اليهود . ففي زمن السيّد المسيح المجرمون يقتلون بواسطة الرمي بالحجارة مع أن جثثهم كانت تعلّق لمدة يوم عبرة للآخرين. ولم يكن ذلك الأمر شائعا لأن ناموس العهد القديم كان يضع الإنسان المعلّق تحت لعنة الله "لأن المعلّق ملعون من الله" (تثنية 21 : 23). لذلك حاول رؤساء اليهود جاهدين كي يحاكم السيّد المسيح عند الرومان الذين كانوا يعتبرون الصلب رمزا للفظاعة والإهانة لا يستحقّه سوى أحط طبقات المجرمين والعبيد من غير الرومان. أمّا المواطنون الرومان فكانوا يعاقبون بطريقة تحافظ على كرامتهم وذلك بقطع الرأس . لذلك كانت غاية اليهود من صلب المسيح أن يكون تحت لعنة الله كي يقضوا على ادعاءه بأنّه المسيح المنتظر

السيّد المسيح بموته على الصليب لم يتحمّل الإهانة والآلام وعذاب الصلب فقط بل صار لعنة لأجلنا (غلاطية 3: 12) . فقد حل عليه غضب ألآب عندما سادت الظلمة على وجه الأرض من الساعة 12 ظهرا للساعة الثالثة وهو معلّق فوق الصليب فصرخ بصوت عظيم قائلا "أيلي إيلي لما شبقتني أي إلهي إلهي لماذا تركتني" (متى 27: 46). لقد سحقه انفصاله عن الله بسبب الخطية التي تحملها عن العالم أكثر من المسامير التي سحقت عظام يديه ورجليه

لقد تمّم الغرض الذي جاء من أجله والذي ذكره يوحنا المعمدان حالما رأى السيّد المسيح قادما ليعتمد في نهر الأردن إذ قال عنه " هودا حمل الله الحامل خطايا العالم" وتمّت به نبؤة اشعيا النبي" جعل نفسه ذبيحة إثم .... ليبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها" (اشعيا 3 : 10 و 11).

لقد أكمل الرب الناموس الذي أعطاه الله للشعب اليهودي للتكفير عن خطاياهم والذي كان تقدّم فيه القرابين والمحرقات بواسطة الكاهن الذي كان يتوسّط بين الله والشعب. ومن أهم تلك القرابين كانت تقدم كانت ذبيحة الكفارة عن الخطايا. فكان الخاطىء يحضر تقدمته (حيوان صحيح من غنمه) إلى باب خيمة الإجتماع حيث كان يضع يديه على رأس الحيوان معترفا بخطاياه. عندها يذبحه الكاهن ويأخذ من دمه ويسكبه على المذبح ويحرق شحمه وأجزاء أخرى منه على مذبح المحرقة والباقي كان يأكل منه الكاهن مع عائلته. بهذه الطريقة كان الإنسان الخاطي يرجع

علاقته المقطوعة مع الله بسبب الخطيّة. دم الحيوان المسكوب على الهيكل كان يشير إلى الحياة التي ذرفت بدلا عن حياة الخاطئ لأن "أجرة الخطيّة موتّ (رومية 6 : 23).

 بمعنى آخر كان الحمل يذبح بدل الإنسان الخاطئ. ولكن هذه الطريقة التي عيّنها الله للشعب اليهودي في العهد القديم كانت ظلالا للأمور العتيدة التي تمّت بقدوم السيّد المسيح إلى الأرض وموته وقيامته. فهو كان حمل الله المعد للذبح. لقد كان كاملا بلا عيب . أخذ جسدا بشريّا مثلنا وتشبّه فينا في كل شيء ما عدى الخطيّئة. لم يستطع أحدا من رؤساء اليهود أن يبكّته على خطيّة أو يجد فيه علّة طوال فترة إقامته على الأرض. لذلك هو وحده الذي يستطيع أن يكفّر عن خطايانا وليس بأحد غيره الخلاص . لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص (أعمال 4: 12).

 

الأخت آمال الدومنيكية