لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

زهير بهنام بردى

محض  جمر

 بالضبط ِ .اسمالُ رماد تهيـّج مسكي الشمالي واكتسي بسيرتي من مهدٍ زينته نساء بتفـّاحات ونفـّاخات وباقة هلاهل وخضر مآذن وناقوس كنائس والخروع والسماق والطيلسان والقماط و القهرمان والحرير والوبر وجلد الفيل وريش النعامات في حيّ قرب شورش يميلُ  عليه بنشوةٍ عش ّقبج ٍ يقرأ ُ طولَ الليل سيرة َ عاشقـَين اختفا كالغرانيق ِ خلفَ هندرين وادارا القمرَ صوبَ نافذة ٍ تضيءُ  كلامَ اغنيةٍ تَرَكَاها فوقَ مقعدٍ من خَشب ِ الزان ِ  واضاءا على عمودَيه سبعَ عيون زرقاء وغسقَاً من رخام ٍ ووردة ً من  كرمهٍ نمَا فيها الليلكُ والنخلُ والرزُ والبلوط ُ والجوزُ وخاتم من جمان ٍ وقارورة لأبعادِ الجان ِ والأ ُنس ِ والحسد ِو اصابع تدورُ حولَه كطائر ِ لوز ٍ وعندليب شجرٍ يحتفي  بعوسجة ٍ وغيوم . كانَ ذلكَ وقت َ شَمَمْتُ الشمـّام في حقل ِ الكلام  ِعلى ظهر ِ حوت ٍ ظريف ٍفي بحر ِ شارع ِ النجفي يحاذي سورَ نينوى المزدان ِ ببوّابات ِ مجد ٍ في باب ِ شمس ونركال والطوب الذي يطوّب الناسَ فرادا وباقات ٍ وقبلها من ثمر ِ غابة ٍ تحت  قلعة ِ اربائيلو انحنيت ُ في القدّاس ليسجدَ لي الكلام والضؤ من اصابعي في معبدٍ يُطوّقه الرب ّ بذراعين وقوس تعاويذ   في الكرّادة وكاتدرائيّة مريم راسها يبلـّله دجله ويمنحها ماءا مقدّسا من جرن ِ اجدادِنا . ورحت ُ ارسلُ التمائمَ السبع من سبع ِ كنائس و زنار الحلوة بغديدا من صليبِ الديلمي الى قلاية جرجس دّلال المزنـّرة باساور ِ العرائس ِوالشيوخ والشيب ِمن المرحانة والسَمْقو الى بئر ِ مارزينا الحلو وقد حفظهما جـّدي المخمور الطيـّب في صايتِه في قارورة ِ روح وبياض عنبر و خزائن آدم مرفوعة ببخت ٍ وريث ووردة مسبحات في القونخ * المرقـّش بالايقونات والخطوط  المرمريـّة وقد حقنها جـّدي  الحالم باوردتِه وسلّمها الى ولدِهِ بهنام الأفندي بعيدا هناكَ في بيتِ اربائيلو وقد حَلَقَ لحيته وبرم َشاربَه وارتدى البنطال َ وعمل َفي الحكومة ِ وقتها  وذاتَ مساءٍ متاخـّر اقترحتْ جنـّية لهُ شكلي تحلبُ الطين َ في كهف ٍ قديم تحتَ مخالب ِ مارد ٍفخم ٍوتُرتـّل لهُ ما يرتاحُ وتغيب في شرقِه ولا تخرج الا بعد ان يخفت َ غربه ويخفت هو في خوار ٍ مخيف فزعلتْ امّي ارادته يلمعُ مثل ابيه واراد ان يكونَ مثلها معطّرة وكان كان وابتلى بالزمن ِ الولدُ المختلف حتى السلاحف والزهور و الايقونات على معناهُ كنت الولد الخرف  بآلاف ِالحكايات الغريبة  اضجّ على كتف ِ الحب ّ كالكروانات واتسلـّق ظلـّه كالفناراتِ والفراشات كالكمنجات تذرفُ اجنحتها لمطلعِه والاحلامُ ترضعُ اصابعَه وتدوخ ُ وتحجزُ في مخافر ِ الليل ِ ما ينبيءُ  ان تلامسَ اثر ضؤ بعيد وومض َ ملاكٍ ساطع ٍ ينامُ في مهدِ الرغبات ِويدمعُ  الليلُ في شهقةِ الفضاء فتخشى النساءُصلصالَ رامبو الجميل واطيـّبُ بالنكهة ِتقطيبة َالوقت ِ وانفخُ في باحةِ الظلام وامعنُ بتمزيق ظـّلي القديم امامَ الشمس ِ والليلُ يضحكُ خلفي واختلفَ المؤرّخونَ حول اسمي واحتارَ المنجّمون َمن شكل ِ راسي وقيل َ قبل َ برج ٍ ونيـّف اختفتْ عرّافة بعدمَا مرّ بعضُ الليل ِ وقضمَ الاب ُ المسرورُ تفـّاحة ً من يدِ ثعبان ٍ حسبَهُ من الجنّ الصالح وتباركَ بالمنديل ِالمعلـّق على لوحةِ جصّ خشن ٍ في مارِ بهنام تركهُ اللبـّاخ نكاية ًبالوقتِ  فمدّ راسَه كحوذي نمّام من سقف ِ قوس قزح معتم ٍ وبعدَ تسع ِ تفـّاحات وضعف من اللبخاتِ و اضعاف نفخات و اكداس من الاهات والعطورِ والبرد ِ والشمس والتعاويذ والصلوات عمـّذ في جرن ٍ مكسور وماء عرفَ بعدها ان جـّده اوصى الساعورَ ان يملأ ََ الابريقَ بالنبيذ في عنكاوة وفي تناولِهِ الاوّل خافَ من صورةِ ملاك ٍ يضحك ُ عليه ويلعنه ويوشمُ عقلـَه باشياءٍ خرفة ان يقضمَ يدَ النسوان ويصبّ في فنجانِ  الليل ِ ما اعدّه جسده من سوائل لتولدَ القصيدهُ مثله خرفة وفوضويـّة وباسمال ِ رمادٍ واصطفّ بابُ الدار ِ في نسق ٍ عسكري ومارشات وعلته ملائكة وتراتيل معابد واشتبك العشبُ والوردُ والاكفّ والسيقان في ايقاع ٍكرنفالي مهيب ونبت َ للقابلة ِ اصبع ٌ سادس وللمهد ِ نوافذ من قلائد قلبها لؤلؤ برّاق تحيطها هوادج ٌ من جمان مطرّزة  بقماش ِكشمير وشرفات من حوريـّات يرتدينَ البيبون َ و  يضعنَ اقراط َ غسق ٍ ونجوم من محار وخاتم بنفسجي كعين ِ صقر ٍ اختلف الاصدقاءُ والجيرانُ والاقارب ُ حولَ شعر راسه هو من الشمسِ قيلَ وقيلَ من لمعة ِ شهاب ٍ غريب  مرّ واحدث انقساما في الظلام ِ ركضت الريحُ تهدلُ الى تلّة بربارة وانحدرتْ تمؤُ وتهلهل وتهدل وتترنـّم في ناقورتايا واختفى الحصى من صدر ِ مار  قرياقوس حين مسّ كبرق ٍ عين جنـّية ٍ تغارُ حتـّى من السخام ِ وقدْ رسمته على قياس ِ الليل ولكنها كانت رديئة الخط ّ والبخت ِ فقد صارتْ امّا لمقلوب ما تخيلته  مخلوق محض غريب عظامه  كثافة براكين تسرح اسنتها في  شوارب الشيوخ البيضاء المبرومة بعناية التي تتوتر كلما مرت متصابية تتمايل وجسده قطعة جليد قطبي تحتهاتحمحم عبوات من النار وفوقها مفخخات عشب وهواء فردوس وحليب وفير من السماء فوق وحدث مرة استفزه الربان سليم وقال له ان جنية بنت  في  فتحة  قميصه عشا من  الطلاسم , وحين  ارتعبت . ادمعت عيناه وحوشا تنهش منحنيات  الجمال ومن  اجل ان لا يطفح شبق  الاناث آجلا , ناوله الاب روفائيل جكليتة عصرها في جيبه على شكل قربان  فسال من بين فخذيه بياض ولمح ابنة الحي تضحك عليه وتبتسم وتسرق الجكليتة وتدعكها في ثقوب مخفية تحت ثيابها القصيرة من الخجل والغسل والبلاهةوسهوا نسترها وهي ترفض ولا يسمع احد صراخها الا سكون الليل والعواطف , لحظتها امتلأ جسده بايقونات عليها علامات وشفرات واصابع الهة وحين همّ بان يمسك اصابع الكاهن ويقرب القربان من فمه سال الكلام كالنور من فضة المسلات وميزان رنين المعابد وضؤ المؤلف الحكيم وراقبته اللعينة كالليل والمشاكسة كطير وكح  ابنة الحي الفاهية البيضاء ,تسرق جيبَه المثقوب وتركز اصبعَها مدغدغة جلده ويعمد ان يفعلَ ذلك بدلا من الكاهن ويملا جيبه بالجكليت لتكرّر  الابنة ذلك ، ملعونة كم ايقظت في مجاهلِه الثعابين ؟وكررّت ممرضة حضنته مرّة لاغاضة صديقها فاحترق جيبه واحترق شارب الصديق ونامت الممرضة بعدما عوضتْ ما جعلها تخمدُ في صدره ويبلـّل ثيابها ببوله من خوفه وما عجنته وبعد  عقدٍ وبعض خيط ظلّ يتـّوتر كلـّما مسّه بلل ٌ وكانّ جيوشاً من حبر ملاتْ جرارَه فاضَ بالشرق ِ اكمله ولوّع بالمديح ِ همساً لسانَ الصبايا الفاتنات بدرس اصابعه وكانّ بها من حكمة ِ المسلات آبارا  من ارخبيلات القيامة وفتنة احجار كريمة وكان العشب والورد والشمس في شرفاتها تنزل اليه وترفع التبجيل , وكانت الفخاخُ من السيسبان تحبكُ كل مساء له السحر والدهشة َ وتسمـّيه الطريد َ العجيب الاليف يبدأ ُ سحابة حفل دامع بالناياتِ والمناديل والخمر الندامى من بدءِ تكوين القوس في شفتي زرياب وما يطفح من شهريار من مكيدة لاصطياد ليلة اخرى في حضن ِ شهريار هكذا فتن َبها بغداد وفتنتْ به من دمعة ِ حرث َفي يديه فاتنة لوّعها في الزوراء فارتفع رمادَها من يديه الى السماء وحين عادت بحثتْ عمـّا بقيَ منها كلام عرّافة تنبـّات انها ستفقد بين يدي طائر جلدها ويحيط جسدها ما يشبهُ ريش يتناثر من نصب  الحريـّة في فم ِ بغداد , وحمل َ كالعادة باكمامِه  ما يتسلـّق الارض َالبرق  والماء والرعد والهواء وطارَ الى عين ِ نبع في سرجنار ولوّح بمنديلٍ لكارا واستقبل السنونو في العشّار وقبيل الكرى مرة ً خرج بعصا وبعض خراف  قبل ان يرسم َ الضباب بالزيت الصباحي  ما يشبه قبـّعة تعتلي مدخل َايوان  بابل النحاسي من جهةِ شارع الموكب مرورا  على شجر الزيزفون  في قميص ِ البرتقال في بعقوبة الغروب الرومانسي قبل ان نطأ عتبة َ اشنونا وتسيح بنا اقدامـَنا الى شهربان الرمّان والعطر والمياهِ النقيـّة وحين عادَ فمَه لم يبحْ وابتنى عزلة ً في جسد ِ النساء هكذا تعلـّم طقوسا يودّيها كناسك ٍ أبَدي امام َمنمنمات اناث يتقدّمن اليه لتسنح له فرصة ان يكونَ هكذا ودائما ربيعا ازليا لفمهنّ ووقاحاتهنّ في التسكّع في شقوق ِ عطشِه ويسمّي قسما تماثيل  وفصي شموع  وشقي فيضان ,مكائد وعواء يسدّد  رغبة بانتظار احد لاطفاء جمرة,ثمّة ومضة في رماد وحيرة نفس غريب تشير الى ابواب من فراغ لا شمع لا شرفات ينزل اليها ورطوبة انفاق ٍ طويلة لا احد بانتظاره فيها سوى نفسِه ترقد عليها كبيضةِ رخ ّ  عندما يكفّ ان يدفعَ أيـّامه الفاسدة الى منحدر تتفرّق الحرب  فيه وامراة تخيب مهارة فمه كعادتها تفركُ فمَها في الفراش كما في الطعام وهو يمرّ عليها كضريح ٍلا بد ّان يبكي عند راسه في المقبرة كلّ احد و اخيراً لا  ياس انْ تلمعَ كفضةٍ وتوقظ حياتك الراقدة وتلوّحَ للسماء ِوتحفظ َ للاصابع ِ قدرة َالبوح  ولا حاجة َ لك َ ان تسال َ الله في مساءٍ شاسع ِ البياض وتعد النسيان وخيباته الصدئة سلـّة نور انـّك تركض ُ كمضلاتٍ لاقتناصِ الفرص ِ في المثولِ امامك دائم الذكرى والبياض ونافل القول ِ والكلام الموقد جمرتك الموحلة في صلصالٍ يرهق ُ لذ ّتـَك مدار السنة

العراق ـ نينوى

بخديدا لبي

Zuhair.burda@yahoo.com

اكبس هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسية للاخ زهير بردى