لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

(السلام الداخلي ... بالمسيح)

 كثيرون هم الذين يتحدثون عن السلام في الحياة, فما هو الطريق إلى ذلك السلام؟

كثيرون يتحدثون عن السلام, ولكن, هل عرفوه فعلاً؟ وكثيرون يحاولون إحلال السلام مرة بنـزع السلاح, ومرةً بالصلح, ومرة أخرى بالاتحاد معاَ ضدّ مُروّجي الحرب وصانعي أسلحة الدمار والفتك, ومرة أخرى نسال: هل استتب السلام في بقعة على هذه الأرض ؟أو هل حلّ ودام؟

السلام الذي يعرفه الناس هو السلام الخارجي, السطحي, ألا هو عدم الحرب. وعندما تضع الحرب أوزارها يقال حينها لقد حل السلام في المكان الفلاني, وما عدا ذلك, لا يؤخذ بعين الاعتبار.

فإذا حصلت سرقات أو حدث اغتصاب, او قتل العشرات, فلا أهمية لذلك, المهم أن الحرب انتهت وهذا هو السلام. هذا المفهوم ناقص لانه لا يصل إلى أعماق الحقيقة ولا يبحث عنها. لذلك فهناكَ نوعان من السلام:

1- السلام الخارجي.

2- السلام الداخلي.

فالأول لا يتعدى عبارة الأمن أي عدم الحرب. ويقال ساد السلام في تلك المنطقة عندما تضع الحرب أوزارها, وينصرف الكل إلى شاُنه. لكن ما في القلوب من أحقاد ورغبة في الانتقام, أو ما يصيب النفس من الآلام والمصائب النفسية والقلق والاضطراب, فكل تلك الأمور لاتدخل في حساب من يقول هناكَ سلام ولا يوجد للحرب من اثر.    

أما النوع الثاني فهو السلام الداخلي المهم بالنسبة لي ولكَ وان كنتَ لا تعطيه الأهمية الكبيرة. لأنه في الواقع اصل كل السلام. السلام الداخلي هو السلام الحقيقي لانه دائم ويبعث على حب الحياة ويؤدي إلى الفرح والأمل والنشاط والمحبة.

فالسلام الحقيقي يبدأ بالقلب لا في سوح المعارك. السلام الحقيقي هو نزع الأحقاد والبغضاء على مستوى كل إنسان لوحده, لا نزع الأسلحة الذرية والهيدروجينية من أيدي جيوش الأمم. وعندما يمتلئ القلب بالسلام الحقيقي تنـزع الأسلحة وتتوقف الحروب, وتحل المحبة مكان الحقد والضغينة والبغضاء. السلام الحقيقي هو انتصار تلكَ المحبة وسيطرتها على حياة الإنسان.

ولكن ما هو الطريق إلى هذا النوع من السلام؟ إنني كمؤمن بعمل المسيح من اجلي, لا اعترف بوجود طريق آخر للسلام ما عدا المسيح. قد يقول قائل منكم: ان المسيح لا يوقف الحروب ولا يحمي المؤمن من الموت او من صعاب الحياة؟

لكنني أجيب قائلاً: ان كان الإنسان شريراً فقلبه لا يعرف السلام. ومادامَ البشر في قبضة إبليس قلّ السلام ايضاً. وإن كل مؤمن حقيقي يخبركَ بأنه يفرح رغم أتراح الحياة, ولا يضطرب مهما كان سواد الأيام شديداً, و يعيش على أمل اللقاء بمن أحبه (المسيح) حتى لو كان في صفوف القتال الأولى حيث الموت والدمار.

إن الطريق المؤدي إلى السلام هو الطريق الذي يجعل القلب يتغير ويتبدل ويمتلئ حباً بدلاً من البغض, وعطفاً بدلاً من الانتقام, وحكمةً بدلاً من الجهل, وتواضعاً بدلاً من الشموخ والرعونة. ولكن كيف يتغير القلب؟ بل هل يقدر أحدنا ان يبدل حياته وعاداته واستعداده الفطري والاكتسابي...؟ الجواب: نعم, إذ هناكَ من يغير ويبدل كل شي إلى الأفضل حتى لو كان القلب حجراً أصماً. هو ذلكَ الأول والأخير, الألف والياء, كلي القدرة والكامل والسرمدي, انه الله تعالى الذي يريد ان يبدل حياتنا بالمسيح فهل نستجيب له ونطيعه؟

في النهاية أرجو ان يكون سلام ربنا يسوع المسيح حلَ في حياتكم لتتنعموا بالحياة التي بها تكونون منتصرون وغالبون في كل حين, لان إلهنا اله النصرة والغلبة وله كل المجد.

الأخ يوسف يونو عجم الراهب الرهبنة الأنطونية  الهرمزدية الكلدانية