لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

المسيح المضطهد في العراق

سوف أبدأ بهذه القصيدة التي تروي لنا عن مأساة المسيحي المؤمن في العراق وكيف ويقتل  أو يهجر لأجل إيمانه بإلهه (يسوع المسيح) وبإيمانه بتربته وبأصالته وعراقته بوطنيته فيصرخون بصوتهم قائلين:

قف أيها المسيحي في العراق! بما إنك اعتنقت المسيحية فيجب أن تحاكم وتدان، لأن المسيحية في عصر التقدم والازدهار من عمل الشيطان فيجب أن ترجم وأن ترمى جثتك للغربان.

قف أيها المسيحي في العراق! فأنت مؤمن والمؤمن يجب أن يحاكم ويُدان لأن المؤمن في عصرنا يعتبر كافراً وعقوبته الموت.

قف أيها المسيحي في العراق! لأنك تنتمي للمسيحية والذي ينتمي إلى المسيح يعتبر مرتد والمرتد يجب أن يحاكم ويدان وعقوبة المرتد القتل والذبح كالخرفان.

قف أيها المسيحي في العراق! أنك لا تحمل السلاح وأنت مسالم لذا يجب أن تحاكم وتدان بتهمة عدم حيازتك للسلاح والذي لا يحمل سلاحاً في عصرنا هذا فهو جبان والجبان عقوبته أن يحرم من حقوقه القومية ويهان.

قف أيها المسيحي في العراق! لماذا تحمل غصن الزيتون والسلام، ألم تعرف إن الذي يحمل غصن الزيتون ويحب السلام في زمن الفتنة والمذهبية يعتبر خارج عن القانون والخارج عن القانون يجب أن يحاكم ويدان وعقوبته الموت.

قف أيها المسيحي في العراق! نعرفك جيداً إنك مخلص ووفي وتنتمي لتربة الوطن (العراق) والذي فيه هذه الصفات يجب أن يحاكم ويدان لأن المخلص والوفي لوطنه في زمن الفيدرالية عميل والعميل عقوبته أن يصلب ويهان.

قف أيها المسيحي في العراق! إنك متمسك بالأرض والذي يحب أرضه في هذا الزمان حرام فيجب أن تحاكم وتدان وعقوبتك أما الهجرة والنزوح وأما أن تبيع أرضك للجيران وتسكت عن الكلام وتدعي النسيان.

قف أيها المسيحي في العراق! لأنك صاحب قضية وتأريخ وحضارة وآثار فيجب أن تحاكم وتدان في الحال لأن القضية اليوم تعني التمرد والحضارة تعني التخلف والآثار يعني حجارة وأصنام، والذي يؤمن بها مجرم عقوبته الجلد والسوط وحرمانه من الراحة والأمان.

قف أيها المسيحي في العراق! إنك رضعت من دجلة والفرات والذي يرضع من الرافدين في زمن الحرية يعتبر سارقاً  والسارق يجب أن يحاكم ويدان وعقوبته بتر اليدين وقطع اللسان.

قف أيها المسيحي في العراق! إنك تطالب بأرضك المسروقة من قبل الجيران، لذا يجب أن تحاكم وتدان لأن الذي يطالب بأرضه المسروقة في زمن الديمقراطية والسلام خائن والخائن عقوبته الإعدام وحجز أمواله المنقولة والغير منقولة وضربه بالحديد والنار ووضع رأسه تحت السندان.

قف أيها المسيحي في العراق! إنك تملك كنائس ودور أيتام والذي يملك هذه الأملاك في زمن الأمن والاستقرار يجب أن يحاكم ويدان لأنه قد خرج عن طوع الإيمان وعقوبته تفجير الكنائس وإلغاء دور الأيتام.

قف أيها المسيحي في العراق! إنك خطير لأنك صاحب حق تطالب اليوم بحقوقك القومية وهذا حرام والحرام جريمة فيجب أن تحاكم وتدان وعقوبة الذي يطالب بحقوقه القومية في زمن الازدهار والتجديد الطرد من موطنه الأصلي ومسح أسمه من سجلات الإحصاء حتى يبقى في المهجر غريباً محروماً من الوطن.

هذه جرائمي يا ناس يا قضاة يا أولاد الحلال ... ولا أريد محامياً يدافع عني لأنني برئ من كل ما قيل وقال وسأرفع صوتي في المحاكم وأمام القضاة ... وأقول أي مادة وأي فقرة تحاكم إنساناً أعتنق المسيحية عن إيمان ويكره حمل السلاح ويحب وطنه بإخلاص وله تأريخ وحضارة وأثار وهو أبن الرافدين ورضع من دجلة والفرات ويطالب بأرضه المسروقة وله دور عبادة ودور أيتام... ويحب قوميته ويؤمن بالسلام ويحمل غصن الزيتون فإذا كانت هذه كلها بنظرك يا قاضي الحق والعدل والميزان جريمة وحرام سأفتخر ويفتخر من بعدي أولادي بحكمك وأموت فداءً للعراق.

هذا هو حال المؤمن العراقي، نراه مهجراً ومضطهداً في العراق فالواجب علينا أن نستقبله في كل بيت وفي كل دير فهذا هو العمل وليس فقط بالكلمات ولكن بالعمل أيضاً.

لقد حُكم على يسوع وصلب لأسباب دينيّة وسياسية. رؤساء الدين اعتبروه كافراً خطيراً على نظامهم، وبيلاطس البنطي حكم عليه بالموت لأنه ضد القيصر الروماني. حُكمٌ كاذب من الطرفين، حُكم ديني وحُكم سياسي، لا إنساني ولا عادل. مع ذلك كرّس يسوع حياته وموته لقضية الإنسان، الإنسان كما يريده الله تعالى. وكذلك العراق القديم أضطهد المسيحيون لأسباب دينيّة وسياسية.

إن المسيحية ليست متعلقة بسياسة معينة، لا توجد مسيحية سياسية أو سياسة مسيحية. إن المسيحية الصحيحة هي جماعة تلاميذ يسوع، الذين يحاولون مثله، أن يؤمنوا بالله، إله الإنسان، إله العدالة، إله المحبة والسلام. أن القومية، أو "الدين" أو السياسة، أشياء غير مسيحية بالذات، مع أن الظروف التاريخية جعلتها تتعلق بها مع النتائج المعروفة. مطلوب من المسيحي أن يحاول، بصورة مستمرة، أن يرجع إلى موقف إيماني صادق، بعيد عن السيطرة الدينيّة والمصالح السياسة. ويدعو بكل كيانه، إلى العيش "الإنساني" بإحترام وتفاهم وتسامح. إن هذا الموقف "الإنساني" هو أوسع من التعصب الديني والاستغلال السياسي. الله ينزل المطر على الكل، ويشرق على الأبرار والأشرار، أنهم أبنائه خلقهم بيده وعلى صورته، من أجل الحياة في السلام الفردوسي.

 

الأخ يوسف يونو عجم الراهب