لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

سـنان شـوكت بَـوّا

أيام الميلاد

في بلاد الأغتراب ومع بداية شهر الميلاد الذي تحتفل به الدنيا بذكرى ميلاد الطفل يسوع كل حسب طريقته نلاحظ:

·       النشرات الضوئية تنتشر في كل مكان وتزيّن مداخل البيوت وحواليها وتماثيل البابانوئيل باحجام كبيرة مع مغارة الميلاد.

·       التراتيل تصدح في الأسواق والمحال التجارية تُذكّر الناس بان هذا هو وقت لصرف المال وشراء الهدايا!!!

·       بعض الناس يُهيّئون للعيد من مأكل ومشرب قبل فترة طويلة لكي يحتفلوا بيوم العيد بعد القدّاس بتناول الكليجة والمشروبات الروحية "ليس لها علاقة بالروح طبعا إلا من حيث فقدان الصواب احياناً" وقد يصاحبها اشهى والذ المأكولات الشرقية والغربية والى آخره من قوائم الطعام.

·       آخرون يتزاورون فيما بينهم لتبادل التهاني مع اخوتهم وعوائلهم وتناول غداء عائلي.

·       بعضهم لايستغل فترة العيد ليصالح اخاه واخته، امه وابوه، كاهن رعيته، ابنه وابنته، صديق. لايرفع سماعة الهاتف ليتكلم مع الأهل في بلد آخر ولو لدقائق مهنئا بعيد ميلاد طفل مهاجر ولتكون ولادة لعلاقة جديدة.

·       آخرون يوزّعون الكليجة والحلويات الشرقية التقليدية الى جيرانهم وفي اماكن عملهم تعبير بهجة واحتفال شرقي.

·       البعض يصرف يومياً وقتاً مهماً مع عائلته لقراءة الأنجيل وتلاوة صلاة الوردية مع شمعة وتمثال العذراء مصلياً وطالباً من الطفل ملك السلام لكي يحل سلامه في النفوس والبيوت والعوائل والعالم اجمع وخاصة في بلدنا المتألم – العراق.

·       بعض المجاميع تفكر وتعمل بمحبة وبجهد كبير لجمع مبلغ من المال لمساعدة ابناء بلدنا من العوائل، التي تمر بظروف صعبة الآن، لكي تُغنيهم بعض الشيء عن عَوَز وضَنَك العيش لكي يحتفظوا بكرامتهم  وعزّة نفوسهم.

ياترى مالذي فعلته انا من عمل محبة في هذه الفترة لكي اكون فعلا قد استفدت من ذكرى ولادة حصلت قبل الفي سنة ولا اكون قد مررت عليها مرور الكرام دون ان تغيّر وتُحَرّك فيّ شيئاً!!

*******************************************

حـوار العيـد

في فترة العيد كنت مع زملاء العمل نتبادل الأحاديث عن كيف سنقضي فترة عطلة العيد وكان كل واحد منا يشاطر الآخر بفكرة تساعده لقضاء وقت مريح وهاديء بعيد عن مشاغل العمل. واحد فكّر بالسفر خارج البلد، والآخر سيقضي عطلته في بيته الصيفي على الشاطيء، آخر سيسافر مع عائلته للتجول في البلد، اخرى تعرفّت على صديق لها وستحاول ان تقضي وقتا معه، وعندما سألوني اعلمتهم بانني ساقضي وقتي مع عائلتي. وحينما انقضى الحديث رأيت زميلة عملي ،التي كانت قد قدِمَت من اسكتلندا قبل 6 اشهر للعمل هنا، وهي مرتابة في امرها وكيف ستقضي العيد وفي عينيها حزن ودمع. حينما سالتها عن الأمر اجابت: "اولا انني غير متعودة ان يكون عيد الميلاد في الصيف وان البابا نويل عندكم (صيفي الطبع). ثانيا انا ليس لديّ اي من عائلتي سوى زوجي وانا اشتاق الى اولادي وساكون وحيدة في العيد".

لقد فكرت هنا كم ان من الصعب ان يشعر الأنسان بالوحدة حتى ولو كان لديه المال والعمل. بعد بعض الكلام اقترحت عليها ان تلتقي ببعض ابناء بلدها المتواجدين هنا. حينها بادرتُ بسؤالها عن التزامها الديني فاجابت: "بان عائلتها كانت مسيحية وهي كانت تعرف عن المسيحية". وبعد بعض الحديث اقترحت عليها باخوّة وبمحبة ان تعيش فترة العيد الحقيقي وان تذهب الى اي كنيسة قريبة من بيتها وتشارك في صلاة من قلبها وتقدّمها الى الرب ببساطة ودون تكلّف او تعقيد، لكي تبتعد عن الوحدة والخوف من الملل والبُعد عن الأهَل والأحبّة.

نعم، ان كل انسان يحتاج الى ان يملأ فراغات حياته التي يعيشها، وطوبى لمن يملأها بتعاليم يسوع ويُغذيها بمحبته ويَروي كأس ماء بارد باسمه لأيٍّ من ابنائه، اينما كانوا ومهما كان انتماءهم ولونهم ولغتهم وعقيدتهم لأن المحبة لاتنضب ما دام المسيح مصدرها ونُفكّر بالآخَر كانسان يستحق الأحترام والحب

22 كانون الأول 2008

اوكلند / نيوزيلندا

senanzaia@yahoo.com