لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

كلّمة الحياة / كانون الأول 2007

‏‏

+المحبّة هي كمال الشريعة = (روم 10،13)

 

يختم القدّيس بولس أحد مقاطع الرسالة إلى أهل رومة بهذه الكلمات، حيث يقدّم الحياة المسيحيّة على أنّها حياة تُنعشها المحبّة الأخوية. وهذه هي الذبيحة الروحيّة الجديدة التي هي دعوة كلّ مسيحيّ، يُقدّمها إلى الله بإرشاد من الروح القدس (أنظر روم 21، 1) المصدر الأساس لهذه المحبّة في قلوبنا.

يُلَخّص الرسول مضمون هذه الفقرة ويؤكّد أنّ محبّة القريب تجعلنا نُتمّم إرادة الله الموجودة في الشريعة، أي في الوصايا، بشكل كامل وتامّ. فمحبّة إخوتنا وأخواتنا هي أصدق تعبير عن محبّتنا لله.

 

+المحبّة هي كمال الشريعة = (روم 10،13)

 

ولكن ماذا يعني هذا الكمال؟ نُدرك ذلك من خلال الآيات الواردة سابقاً والتي يُحّدد فيها الرسول التعابير المختلفة لهذه المحبّة وثمارها.

بدايةً، إنّ محبّة القريب لا تقترف شرّاً تجاهه (أنظر روم 10،13)، وبالتالي فهي تجعلنا نعيش وصايا الله كلّها (أنظر روم 9،13)، بما أنّ هدف هذه الوصايا الآوّل هو أن نتجنّب الشرور التي قد نقترفها تجاه ذواتنا وتجاه القريب. وإلى جانب ذلك أي عدم الإتيان بأيّ شر، فإنّ هذه المحبّة تدفعنا إلى أن نتمّم كلّ الخير الذي يحتاج إليه قريبنا (روم 6،12 – 8).

إنّ كلمة الحياة هذه تدفعنا إلى محبّة متضامنة واعية لحاجات إخوتنا وأخواتنا وتطلّعاتهم وحقوقهم القانونية. هي تدفعنا إلى محبّة تحترم الكرامة البشريّة والمسيحيّة، إلى محبّة طاهرة، متفهّمة، قادرة على المشاركة، منفتحة على الجميع، كما علّمنا يسوع.

هذه المحبّة غير ممكنة إن لم نكن مستعدّين للتخليّ عن أنانيّتنا واكتفائنا الذاتيّ. لذلك إنّها تساعدنا على تخطّي ميول الأنانيّة فينا من غرور وبخل، وفجور، ومطامح، وتفاهة، الخ.. هذه التي نحملها في داخلنا والتي تُشكّل حاجزاً رئيسيّاً أمام عيشنا المحبّة الحقيقيّة (أنظر روم 9،12 – 21).

 

+المحبّة هي كمال الشريعة = (روم 10،13)

 

كيف نعيش إذاً كلّمة الحياة خلال هذا الشهر؟

نعيشها ونحن نتذكّر المتطلّبات المختلفة التي تستدعيها محبّة القريب.

سنتجنّب أوّلاً أن نؤذيه أو أن نقترف شرّاً بحقّه، وسنركّز انتباهنا بصورة دائمة على وصايا الله المرتبطة بدعوتنا الخاصة ونشاطنا المهني، والبيئة التي نعيش فيها. والشرط الأوّل لتحقيق المحبّة المسيحيّة هو بألاّ نقوم أبداً بعصيان وصايا الله.

ومن جهة أخرى سوف ننتبه لما هو أساس الوصايا وروحها ومحرّكها وهدفها. فكلّ وصيّة تريد أن تحملنا إلى عيش المحبّة نحو إخوتنا، محبّة تكون عمليّة، رقيقة، عينها ساهرة وملؤها الاحترام.

وفي الوقت نفسه سوف نسعى لنُنَمّي فينا روح التخلّي عن ذواتنا، فنتخطّى أنانياّتنا. وهذه نتيجة حتميّة لتجسيدنا المحبّة المسيحيّة.

وهكذا نتمّم ملء إرادة الله علينا، ونُظهر له محبّتنا بأفضل طريقة ترضيه. (أنظر روم 2،12).

 

+المحبّة هي كمال الشريعة = (روم 10،13)

 

نورد في هذا السياق خبرة محامٍ موظّف في وزارة العمل. يُخبرنا قائلاً: +في أحد الأيام قدّمتُ إلى صاحب شركة شكوى من عمّاله يتّهمونه فيها أنّه لا يدفع لهم رواتبهم وفق القوانين السارية المفعول. وكنت قد  وجدتُ بعد بحث جاد وطويل الوثائق التي تشهد على خرقه للقانون. فطلبت من يسوع أن يمدّني بالقوّة كي أكون مخلصاً لوصيّته التي تريدني أن أكون في الحقيقة وفي الوقت عينه أداة لمحبّته.

وأمام الدلائل الواضحة، حاول المالك أن يدافع عن نفسه قائلاً بأنّ بعض القوانين غير عادلة في نظره. فلفتتُ انتباهه إلى أنّه لا يمكننا أن نبرّر أخطاءنا ونتستّر بالثغرات الموجودة في القانون. وخلال الحديث الذي دار بيننا تبيّن لي أنّه يؤمن بقيم العدالة والمساواة نفسها التي أومن بها لكنّه ترك الذهنيّة السائدة حوله تقوده وتأثّر بها.

وفي الختام قال لي: +كان باستطاعتك ان تذلّني وتسحقني، ولكنّك لم تفعل. فأوّل واجباتي أن أعوّض عن الخطأ الذي اقترفته=. وبما أنّ التزاماً فوريّاً كان بانتظاره لم يكن هناك متّسعٌ من الوقت لأكتب وثيقة المخالفة ويوقّّع عليها، فما كان منه إلا أخذ ورقة بيضاء، ووضع توقيعه من دون شرط، مقدّماً لي بذلك الدليل القاطع على أنّه مستعدّ لتصحيح الوضع والبدء  فعلاً من جديد=.

 

 

 

كلمة الحياة  تشرين الثاني  2007

 

بشر بالكلمة , وداوم على ذلك في وقته وفي غير وقته,   وبخ واْنب و عظ  بكل اْناة و تعليم

طيم 2  2,4

نعم علينا ان نعلن الكلمة للجميع , و دائما

.في كثير من الاحيان تدعونا كلمة الحياة الى ان نعيش ونكون محبة, ولكن من الضروري ايضا ان نوصل الكلمة الى الاخرين ونعلنها ونشارك بها الى ان نجذبهم الى حياة العطاء والاخوة

اذهبوا في الارض كلها و اعلنوا البشارة  مرقس 15,16  متى 20,28  تلك كانت اخر كلمات يسوع . وذلك كان الشغف الذي دفع بالرسول بولس الى التجوال في انحاء العالم المعروف انذاك و التوجه الى اناس من ثقافات و معتقدات مختلفة

فاذا كنت ابشر فلا فخر لي لان ذلك ضرورة ومفروضة عليْ و الويل لي ان لم ابشر  1 قور  9 , 16

مرددا صدى كلمات يسوع و مستندا الى خبرته الشخصية يحث بولس تلميذه المخلص طيمثاوس  ويحث كل واحد منا قائلا

 

بشر بالكلمة  وداوم على ذلك في وقته وفي غير وقته وبخ واْنب و عظ بكل اناة و تعليم

 

 لكي تكون كلمتنا فعالة علينا ان نبني قدر الامكان علاقة مع الاشخاص الذين نتوجه اليهم  حتى حين لا نستطيع ايصال  البشارة  بالكلام نستطيع دائما من خلال قلبنا وفي بعض الاحيان بامكان الكلمة ان تعبر عن نفسها بصمت مليْ بالاحترام او بابتسامة او الاهتمام بالاخر وبهمومه مشاكله او حتى بمناداته باسمه بطريقة يلاحظ هذا الاخر انه مهم بالنسبة الينا وهو مهم حقا فالاخر لا يبقينا ابدا غير مبالين

وهذه الكلمات الصامتة  اذا جاءت في محلها لا تستطيع الا ان تشق طريقها الى القلوب. وفي اغلب الاحيان يبادلني الاخر الاهتمام ويدخل بحوار معي ها هي اللحظة المناسبة لاْعلان البشارة علينا الا ننتظر علينا ان نبشر بوضوح و باختصار و لكن المهم ان نتكلم و ان نشارك بالدافع الذي يجعلنا نعيش حياتنا المسيحية

 

بشر بالكلمة  ودام على ذلك في وقته وفي غير وقته و بخ و انب و عظ بكل اناة و تعليم

 

كيف نعيش كلمة الحياة هذه فيشع حضورنا بالانجيل

كيف نعطي الانجيل للجميع

نعطيه و نحن نحب كل شخص من دون تميز

اذا كنا مسيحين حقيقين و نعيش ما يعلمنا اياه الانجيل  لن تكون كلماتنا فارغة

سوف يكون تبشيرنا مشعا اكثر اذا عرفنا ان نشهد لجوهر الانجيل اي للوحدة بيننا ونحن على يقين,- من هذا يعرفون انكم تلاميذي  اذا احب بعضكم  بعضا  يو 13

انه رداء المسيحين العاديين , رجالا و نساء , متزوجين ام لا , بالغين ام اولاداصحاء ام مرضى , كلهم يستطيعون ان يرتدوه ليشهدوا اينما حلوا و دائما من خلال حياتهم عن ذلك الذي يؤمنون به , عن ذلك الذي يريدون ان يحبوه

 

 

كلمة الحياة     ايلول  2007
 
((... واتبع البر و التقوى والايمان و المحبة,و الثبات و الوداعة..))  
 1طيم 11,6
 
 

   كيف نعيش هذه الفضائل في حياتنا اليومية .؟ قد يبدو لنا انه من الصعب تحقيق كل واحدة منها . فلماذا اذا لا نحيا اللحظة الحاضرة بعيش جذري للمحبة.؟  اذا عاش المرء اللحظة الحاضرة وهو يتمم ارادة الله عليه , و اذا كان الله فيه , تكون المحبة فيه.

         من يعيش اللحظة الحاضرة حسب الظروف يكن صبورا , وثابتا و وديعا , وفقيرا من كل شئ .ويكن طاهرا و رحوما, لان له المحبة في مظاهرها الخالصة و السامية . انه يحب الله من كل قلبه  وكل روحه و قواه .وهو منور القلب و يسير على هدى الروح القدس وبالتالي لا يحكم على الاخرين و لا يظن شرا بهم, و يحب قريبه كنفسه و يتحلى بقوة الانجيل الذي يدعونا الى ان   ندير الخد الاخر ... و ان نسير ميلين..

 (( ...و اتبع البر و التقوى و الايمان و المحبة والثبات و الوداعة ..))

        لقد وجه الرسول بولس هذا الارشاد الى تلميذه طيماثاوس معاونه المخلص و رفيق دربه و صديقه الامين الذي صار بمثابة ابن له. فبعد ان استنكر الكبرياء و الحسد و المجادلات و التعلق بالمال كتب اليه قائلا  اما انت يا رجل الله , فاهرب من تلك الامور .  ودعاه الى اتباع حياة تشع فيها الفضائل الانسانية و المسيحية .

     وفي كلماته هذه نرى صدى الالتزام الذي نقوم به لحظة العماد اذ نتخلى عن الشر ( اهرب ) و نوالي الخير ( اتبع ) . و الروح القدس يمنحنا ان نعيش التحول الجذري و القدرة على تحقيق ارشاد الرسول بولس .

 (( ... واتبع البر و التقوى و الايمان و المحبة و الثبات و الوداعة ..))

       ان الاختبار الذي عشناه مع المجموعة الاولى من الشابات في مدينة ترنتو سنة 1944 و الذي اعطى الحياة للفوكولاره , يجعلنا ندرك كيف نعيش كلمة الحياة , وخاصة كيف نعيش المحبة و الصبر و الوداعة .

      في بداية انطلاقتنا في الحركة لم يكن من السهل ان نعيش المحبة بطريقة جذرية . وكان من الممكن ان يتراكم الغبار على علاقاتنا , وان تضعف الوحدة بيننا . وهذا ما كان يحصل حين نتوقف على عيوب الاخرين و سيئاتهم و نحكم عليهم , فيفتر تيار المحبة بيننا

        ولكي نتفاعل مع هذا الوضع , فكرنا ذات يوم بالقيام بعهد بيننا سميناه  (( عهد الرحمة )). فقررنا ان نرى القريب بنظرة جديدة كل صباح في الفوكولاره و المدرسة و العمل و نراه كاْنه اْنسان جديد حقا فلا نتذكر سيئاته قط بل نستر كل شيْ بالمحبة . و مع هذا العفو التام في قلبنا , مع هذه المغفرة الشاملة , كنا نقترب من كل شخص كل يوم اكثر . و كان ذلك التزاما قويا قمنا به جميعنا و ساعدنا على ان نكون على قدر ما اعطي لنا . المبادرين بالمحبة . نحب اولا على مثال الله الرحوم , الذي ينسى و يغفر.

 

  كيارا لوبيك

 

الشكر للاخ أنور حنا