لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف بغديدا هذا اليوم

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

كلمــة الحــياة

كلمـة الحيـاة

 

"مَن أتى إليَّ ولم يفضلني على أبيه وأمه وإمرأته وبنيه وإخوته

وأخواته، بل عن نفسه أيضاً، لا يستطيع أن يكون لي تلميذاً".

لو 14و 26

 

ما رأيكَ بهذه الآية؟

إنّها كلمات قاطعة، جذريّة، لم يُسمع مثلها من قبل. ومَن نطق بها هو يسوع ذاته، يسوع الذي أعلن أن لا فَسْخَ للزواج، والذي أوصى بمحبة جميع الناس وبخاصة الوالدين. وها هو الآن يطلب منّا أن نضع جانباً كل عاطفة، مهما كانت سامية إذا أصبحت عائقاً أمام محبّتنا المباشرة والفورية له. وحده الله يستطيع أن يطلب منّا أمراً كهذا.

إن يسوع، في الواقع، يُريد أن ينتشل البشر من طريقة عيشهم العادية ليرتبطوا به مباشرة ويكون الأول في حياتهم، كي يبنوا معاً الأخوّة الشاملة على الأرض.

لذلك نراه "يقطع" و"يُشَذِّب" حيث يرى ضرورة لذلك وحيث يجد حاجزاً يعوق مخطَّطه العام. فنراه يتحدَّث في الإنجيل عن "السيف"، بمعناه الروحي طبعاً. إن يسوع يعتبر "أمواتاً" أولئك الذين لم يحبُّوه أكثر من أمهاتهم أو زوجاتهم أو من حياتهم. أتَذكُر ذاك الذي طلب من يسوع أن يَدفِن أباه أولاً قبل أن يتبعه؟ له بالذات قال يسوع: "دَع المَوْتى يدفنون أمواتهم". (لوقا 9، 60)

قد تُخيفك وصية متطلِّبة كهذه، أو إنك قد ترغب في رد هذه الكلمات إلى زمن يسوع، أو تَعتبرها موجَّهة إلى أفراد عندهم دعوة خاصة في إتباعه.

أنتَ مخطىء. فهذه الكلمات تَصلُح للعصور والأزمنة كلها وهي صالحة حتى لأيامنا هذه، وللمسيحيين كلهم، ولك أنتَ أيضاً.

قد تُصادفكَ مناسبات عديدة، تكون مدعوّاً من خلالها لأن تتبع وصية يسوع هذه.

هل ينتقد أفراد عائلتك الديانة المسيحية؟ يُريدك يسوع هنا أن تَشهد له بحياتك أمامهم، وإن لَزِم الأمر أن تَشهد له بكلامك حتى لو هزأوا بك أو حاربوك.

 

هل طلب منكِ زوجكِ إيقاف الحمل وإجهاض الجنين؟ أطيعي الله لا البشر.

أيريد أحد أخوتك أن تكون بصحبة أشخاص لديهم أهداف غير واضحة أو حتى مشبوهة؟ إرفض ذلك.

هل يدعوك أحدهم إلى قبول مال حرام؟ تمسَّك بنزاهتك.

أتريد عائلتك أن تجرَّك إلى حياة دنيوية متراخية؟ "إقطع" حتى لا تبتعد عن المسيح.

 

"مَن أتى إليَّ ولم يفضلني على أبيه وأمه وإمرأته وبنيه وإخوته

وأخواته، بل عن نفسه أيضاً، لا يستطيع أن يكون لي تلميذاً".

هل تنتمي إلى عائلة مُلحِدة، وقد سبَّب إهتداؤك إلى المسيح إنشقاقاً فيها؟ لا تقلق. هذا من ثمار الإنجيل. قَدِّم لله معاناتك من أجل مَن تُحب، ولا تستسلم.

هل دعاكَ المسيح لتتبعه بشكلٍ خاص وحان الوقت لتُكرِّس نفسكَ له كلِّياً وتترك أباك وأمك أو ربما لتتخلَّى عن خطيبتك؟ قُم بإختيارك بدون تردُّد. مَن لا يُكافح لا ينتصر.

 

"مَن أتى إليَّ ولم يفضلني على أبيه وأمه وإمرأته وبنيه وإخوته

وأخواته، بل عن نفسه أيضاً، لا يستطيع أن يكون لي تلميذاً".

هل تعيش في مكان يسوده الإضطهاد وحياتُك معرَّضة للخطر من أجل المسيح؟

تَشجَّع. غالباً ما يذهب بنا إيماننا إلى هذا الحد، إذ أن عهد الشهادة في الكنيسة لم ينتهِ بعد.

مَن أراد أن يكون مسيحياً حقيقياً عليه أن يختار في حياته بين المسيح والأمور الأخرى كلها. وسيأتي دورك أنتَ أيضاً لتختار. لا تخَف. لا تخَف على حياتك. من الأفضل لك أن تفقُدها من أجل الله بدلاً من أن تخسرها إلى الأبد.

إن الحياة الأخرى هي واقع وحقيقة.

ولا تخَف أيضاً على أهلك. الله يُحبُّهم، وإن فضَّلته عليهم، سيمرّ بالقرب منهم ويدعوهم بكلمات حبّه القوية. حينذاك سوف تساعدهم كي تصبحوا معاً تلاميذاً حقيقيين للمسيح.

 

 كيارا لوبيك

 ____________________________________________________________________________________________________

كلمة الحياة هذه كُتبت في أكتوبر 1978

هذه النشرة مجانيةً. نشكر كل من يريد المساهمة في مصاريف طبعها وتوزيعها.

 

 

اكبس هنا للانتقال الى الصفحة الرئيسية

 

 

مع الشكر للاخ اركان هابيل