اكتشافات ثمينة ونفيسة في كنيسة مار يوحنا

يعود تاريخها  إلى القرن الثالث عشر الميلادي

نشرت في جريدة (صوت بخديدا) العدد السادس ، كانون الثاني 2004

الأب يوسف عبا : تورينتو / كندا

 

 

خلال إجراء الترميمات في كنسية مار يوحنا في قره قوش بتاريخ 14/7/1981، تم العثور على ذخائر نفيسة ، اكتشفت في حائط الكنيسة المجاور للحوش القديم ، بين باب الرجال وباب الوسط في الواجهة الغربية وفي نفس المكان المحفوظة به حاليا" . تتكون هذه الذخائر من المواد التالية

 

 

1.  عظام القديسين 

تضم عدة قطع بعضها صفراء اللون وبعضها متحجرة وقطعة واحدة فقط سوداء اللون . وهنا نترك المجال للاختصاصيين لأجراء الفحوصات عليها ، لتزويد القراء والمهتمين ببعض المعلومات عنها ، وخاصة من الناحية التاريخية . يعتبر التقليد الشعبي هذه الذخائر هي عظام القديسين الذين عاشوا في هذه الديار قبل مئات السنين ، واستشهدوا أثر الاضطهادات التي جرت في المنطقة ، وذهب ضحيتها العشرات من الكهنة والراهبات، ويؤكد هذا القول المفربان غريغوريوس ابن العبري في تاريخه الشهير،عن المذبحة العظيمة التي جرت في قرة قوش / بخديدا ما بين عام 1264و1286م ، جاء هذا في كتاب (أشور المسيحية) للأب جون في الدومنيكي الجزء الأول ـ مادة قرة قوش ، والدليل الأخر والأقوى والذي في حوزتنا هو القطعة المرمرية المحطمة نسبيا" والموجود في الكنسية والمنقوش عليها بالخط الأسطر نجيلي ما يلي: (هوذا سبب تشييد هذه الكنسية . حدث أن التتر أتوا غاصبين ، وأرادوا أن يحدثوا ثلماً (فتحات) في حائط المعبد وينهبوا كل ما فيه ، ولكنهم عندما نقبوا الجدار وجدوا عظام القديسين ، فعاودهم الهدوء وتحولوا من ذئاب إلي حملان ، ومن قتلة سفاكين إلى أناس رحومين مسالمين ، ولم يضروا أحداً بشيء . وكل هذا يعود إلي تدخل الهي بصلوات القديس لتكن صلاته معنا أمين) .وقد جرت هذه الأحداث في أيام غريغوريوس مغريان المشرق في القرن الثالث عشر. حيث قام عدد من المؤمنين الغيارى بجمع هذه الذخائر خوفا" عليها من الضياع ، للتبرك بها بعدان شاهدوا عدة علامات عجائبية تظهر بسببها . ويقول شاهد عيان نقلا" عن الأجداد : بأن كل من كان يلمسها ينال شفاءاً بشفاعتها .

 

2. قطع الأقمشة 

عدة قطع قماش الباليوص (نسيج قطني محلي) . نوعية الخياطة فيه ترقى إلى التاسع عشر . هناك قطعة قماش ذو خيوط صفراء لعلها من المنسوجات الأوربية نظرا" لنوعية النسيج فيها ، ترقى حسب الظن إلى القرن السابع أو الثامن عشر الميلادي ، وتمثل بدون شك قطعة من بدلة القداس لأحد المطارنة .

 

3. قناني زجاجية 

خمس قنان زجاجية بلون أخضر عميق ترقى إلى القرن السابع عشر ، ومعرفة تاريخ هذه القناني سهل بالنسبة للاختصاصيين . تحتوي على: زيوت معطرة بالعقاقير ترقى إلى القرن الثالث عشرة ، ويذكر الأباء عن الأجداد هنا: إن المحلول هو خليط من دم الشهداء القديسين ودهن الزيت .هناك تقليد أخر يقول : أن الحاج القره قوشي عندما كان يزور الأماكن المقدسة في القدس الشريف بفلسطين . كان يجلب معه عند عودته زيتاً في يوم سبت النور للتبرك به وتوزيعه على أهل المنطقة.

 

4. صليب محفور على قطعة مرمرية 

قطعة المرمر من إنتاج محلي موصلي والصليب محاط بكتابة اسطرنجيلية هذه ترجمتها:(بك نناطح أعداءنا ومن أجل أسمك نطأ مبغضينا)و(ليفتخر كل من يخلف باسمه) .في نهاية هذا الصليب يوجد ما يشبه رأس حيوانين أسطوريين . لعل الفنان أراد هنا أن يبرهن بان المسيح له المجد قد وطأ بموته موتنا والابليس حسب الكتابة الاسترنجيلية الموجودة في إطار اللوح.

تؤكد أن اللوح الصليبي كان معروضاً لعبادة المؤمنين ، نظراً لتلوث الصليب بمادة شماعية نتيجة يقبل الصليب من قبل المؤمنين.

 

5. الصندوق المرمري

وهو بدون غطاء ربما ضاع أو تكسر ، ويستند على أربعة أرجل يتوسطها رجلان مرمريان في الوسط ويشكل تصميماً غريباً للفنان . لو كانت واجهة الجهة المنقوش عليها صليب شرقي يشبه شكل الصليب المثبت في حائط الكنيسة الغربي الخاص بلوحة اللصوص الذين تسلقوا أسوار الكنيسة ، والتي ترقى إلى القرن الثالث عشر.

 

6. صندوق من مرمر شفاف

وهو عبارة عن قطعة مرمرية ثمينة جداً ، لكون المرمر الشفاف الأبيض اثمن من مرمر الموصلي ، يسمى الباتر الفرنسي لذا يعتقد بان القطعة كانت تحوي ذخائر ثمينة .هذا الصليب أيضاً كان معروضاً لعبادة المؤمنين ، نظراً لتلوثه بمادة دهنية كما كان الحال في الصليب السابق وليس مصبوغاً .