قصة للاعماق الاعرج

 

اعداد: طلال وديع (من واقع بلدتنا)

 

بسبب اصابته بمرض شلل الاطفال بات يعرف بـ (شُلا) أي الاعرج، (لقد حُجب اسمه الحقيقي)، ولكنه اجتهد في احتواء وضعه الصحي ولم يبالِ بمايبديه اقرانه الصغار من سخرية بحقه، فشب مرحاً نشطاً ومتفوقاً في دراسته. وفي شبابه صادَق مجموعة من الشباب احاطوه باحترام وحب حقيقيين بعيدا عن العطف المَرضي، ولِمَ لا وهو "منكت الشلة و وردها" كما يطيب لأصدقائه ان يصفوه.

في احدى نزهاتهم بين حقول البلدة حدث ان خارت قوى الاعرج فجأة، فسقط مغمياً عليه، فزع الجميع وقلق وباقصى ما يملكونه من سرعة حملوه الى المستشفى، ولم يهدأ الاصدقاء الا بعد ان فاق الاعرج، وبعد زرقه بحقنة، عاد اليه كامل وعيه ونشاطه،  واثناء مغادرته المستشفى سأله الاصدقاء للمزيد من الاطمئنان: كيف تجد وضعك الصحي الان؟

اجاب الاعرج: انني بخير، ولكنني اشعر بأنني اعرج .. ربما من شدة تأثير الحقنة.. أليس كذلك؟؟

 فانفجر الاصدقاء ضاحكين وقالوا: ماذا ..؟ تعرج..!! أ تراك نسيت انك تعرج منذ صغرك؟

توقف لحظة واجابهم باعتزاز بالغ: أرايتم .. انه حبكم  هذا الذي انساني بأنني انسان اعرج، وربما اقنعني ان اشارك في ركضة المئة متر في احدى الأولمبيات!!

فاجابوا: ونحن لانشك بالنتيجة مطلقاً.. انها مضمونة لاريب!!