قصة للاعماق

 

الجرح المندمل يترك أثراً

 وسيم سامي لالو

 في إحدى العائلات كان هناك طفل صعب المزاج يصعب إرضاؤه، أراد والده أن يعلمه ما يفيده في كبره ويجعله يترك صفاته السيئة، فأعطاه كيسا مليئا بالمسامير وقال له : يا بني قم بطرق مسمار واحد في سور الحديقة الخشبي في بيتنا، وذلك في كل مرة تفقد فيها أعصابك أو تختلف مع أي شخص. أطاع الولد أباه ففي اليوم الأول، قام الولد بطرق 37 مسمارا في سور الحديقة. في الأسبوع التالي تعلم الولد كيف يتحكم في نفسه، وكان عدد المسامير التي يدقها يوميا ينخفض. شيئا فشيئا أكتشف الولد أنه تعلم بسهولة كيف يتحكم في نفسه، والذي أصبح عنده أسهل من الطرق على سور الحديقة. حتى أتى اليوم الذي لم يطرق فيه الولد أي مسمار في سور الحديقة، عندها، ذهب ليخبر والده أنه لم يعد بحاجة إلى أن يطرق أي مسمار، فقال له والده: الآن قم بخلع مسمار واحد عن كل يوم يمر بك دون أن تفقد أعصابك. مرت عدة أيام، وأخيرا، تمكن الولد من إبلاغ والده أنه قد قام بخلع كل المسامير من السور. قام الوالد بأخذ ابنه إلى سور الحديقة الخشبي وقال له:

 (( بني قد أحسنت التصرف، ولكن أنظر إلى هذه الثقوب التي تركتها في السور، لن تعود أبدا كما كانت))

أنظر بني: عندما تحدث بينك وبين الآخرين مشادة أو اختلاف أو سوء تفاهم سرعان ما يكبر، وتخرج منك بعض الكلمات السيئة، فأنت تتركهم بجرح في أعماقهم كتلك الثقوب التي تراها. أنت تستطيع أن تطعن الشخص بسكين ثم تخرجها من جوفه، ولكن تكون قد تركت أثرا لجرح غائر لهذا لا يهم كم من المرات قد تأسفت له لأن الجرح لا زال أثره موجودا، فما بالك بجرح اللسان الذي هو أقوى من جرح الأبدان.

لا تترك أي سوء تفاهم ولو كان صغيرا أن  يدمر الصداقة العظيمة. عندما تدرك أنك أخطأت قم بتصحيح ذلك مباشرة