قصة للاعماق

 

السيارة  ... أم ... الكتاب المقدس

الاب حسـام شعبو: تولوز ( فرنسا) 2005 

 يحكى انه كان هناك رجل مسيحي مؤمن وملتزم في حياته الدينية، وكان لهذا الرجل ابن يدرس في كلية الطب. وبعد مضي سني الدراسة الطبية الطويلة، اخذ يستعد هذا الطالب للاحتفال كأقرانه بحفلة التخرج التي طالما حلم بهذا اليوم، كما يحلم  فيه كل طالب وطالبة جامعي.

وفي يوم حفل التخرج، كان هذا الطالب قد دعى اقرباءه واصدقائه اليه. وبهذه المناسبة، وفي نهاية الاحتفال ، بدأ الاصدقاء والمحبين والاهل والاقارب بتقديم هداياهم له. فتقدم الوالد وقدم هديته في علبة أنيقة مغلفّة وعليها كلمات التهنئة، فتعانقا، وفتح الابن هديته من والده ، وهو كان يتوقع من ابيه ان يهديه في حفلة تخرجه مفتاح سيارة جديدة، لكنه اصطدم بهديته التي وجدها نسخة من الكتاب المقدس. فانزعج الابن من ابيه، فصرخ بوجهه قائلاً: ماذا، في حفلة تخرجي تهديني الكتاب المقدس، وها قد اصبحت طبيباً  ماذا افعل بهّّ!! وانا كنت اتوقع منك ان تهديني سيارة جديدة، لا اريده، خذه انت واحتفظ به لك.

بعد سنتين، توفي والد هذا الطبيب. وفي احد الايام ، بينما كان الطبيب يبحث في حاجات والده، وجد الانجيل نفسه الذي كان الوالد قد اعده له، وفتحه، فوجد فيه صكاً بقيمة السيارة الجديدة!! فندِمَ كثيراً وبكى على فعلته هذه.

نحن ايضاً، احبائي، علينا ان نفتخر بالكتاب المقدس، لانه لنا الطريق والحق والحياة. وهو الوحيد، كلمة الله، الذي يعطي معنى لحياتنا ولاعمالنا، وكافة مشاريعنا في الحياة. فبدونه نحن تائهون ومتخبطون في بحر هذا العالم المتخبط.

فلا يبتعد بعد نظرك خارج الكتاب المقدس. بل احرص دائما ان تنهال من هذا النبع الذي لا ينضب كل حكمة وتعليم ومشورة. مرددين مع النبي داود:" كلمتك، يارب،  سراج لخطاي، ونور لسبلي".