مواعظ على مدار السنة الطقسية   2006 ـ 2007

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

     إنجيل الأحد       أحد مولد يوحنا المعمدان        لوقا  1 : 57-80

 

الشاهد للنور

 

لدى مولد يوحنا امتلأ أبوه زكريا من الروح القدس، وبعد أن رُبِط لسانه مدة تسعة أشهر، هوذا الآن ينطلق برهانا على تحقيق الوعد الإلهي (لوقا 1: 20) فراح يسبح الرب الذي " اطّلع وصنع خلاصا لشعبه" ويسترسل زكريا في نشيده راسما، بروح النبوة ، الدور الذي سيؤديه ابنه يوحنا لكونه السائر قدام وجه الرب.  إن يوحنا هذا هو أعظم ما أنجبه العهد القديم لأنه عايش مسيح الرب وقدمه للشعب بشهادة كرازته وبصوته الصارخ في البرية وعلى ضفاف الأردن. هذا من جهة. ومن جهة أخرى لأنه وعى دوره وحدوده فلم يتجاوزها: إنه السراج المضيء أمام الرب. إنه صديق العريس الذي يعرف كيف يتلاشى وينقص  حتى يبرز المسيح وينمو (يو 3: 27-30)

        

عظمة يوحنا، هذا الصديق الوفي للمسيح تأتي من موقعه ازاء المسيح، من حيث أنه " لم يكن هو النور بل الشاهد للنور". وإزاء الكنيسة وكل المؤمنين، من حيث أنه جاء ليشهد للنور ليؤمن الكل على يده" (يو1: 7). أما النور الحق فهو يسوع المسيح كلمة الآب وضياء مجده وصورة جوهره (عبرا 1: 3). وقد أشرق علينا ليكشف لنا نور الآب .

        

ونحن ما هو دورنا بإزاء المسيح ؟ ..  عن يوحنا سبق يسوع فقال : " لم يقم بين مواليد النساء أعظم من يوحنا " ولكنه أردف وقال : " إلا أن الأصغر في ملكوت السماوات هو أعظم من يوحنا" . ومعنى ذلك أن كل مسيحي عائش في عهد المسيح هو في وضع يجعله أعظم من يوحنا. لأن يوحنا لم ينعم بالأسرار المقدسة. ولا عاش في أيام ملكوت السماء التي بدأت منذ موت المسيح وقيامته . أما نحن فإننا أبناء الله واخوة يسوع الحاصلين على الحياة الجديدة التي أعطاناها يسوع بحياته وموته وقيامته وأسراره وكنيسته. فرحنا هو أعظم من فرح يوحنا الذي رأى يسوع وعمده ومات قبل أن يرى ثمار الخلاص كما هي بين أيدينا نحن الآن. لذا كان علينا واجب أثقل من واجب يوحنا في أن ننادي بالمسيح الحاضر فينا وفي العالم . فنفتح عيون الناس إلى هذا الحضور ونقول لهم : " تعالوا إلى يسوع ففيه  تجدون السلام المطلوب . هو يغلب كل شر وكل ضعف. هو يعطي القيمة لكل ألم ويبارك كل فرح.

            إنه لشرف عظيم وفرح أعظم أن نكون له رسلا .ولا نعني بالفرح هذا، تحمسا عابرا تثيره الكلمة وتخمده المحنة والضيق(مرقس4: 11) بل ذلك الشعور بالرضى الذي يملأ كل نفس تبذل بسخاء في سبيل الإنجيل. لنضع يسوع فوق ميولنا ومصالحنا. ولنتعلم كيف ننسحب ونختفي في الوقت المناسب ليظهر المسيح وحده ويشع نوره في العالم . آمين

       

م. ج.

زائر رسولي