مواعظ على مدار السنة الطقسية   2006 ـ 2007

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

     إنجيل الأحد       الأحد الرابع بعد القيامة        يوحنا 4: 31-38  

 الكنيسة أم ومعلمة

      إن الكنيسة التي أسسها الرب. وأحبها وبذل نفسه دونها. هي أمُّ تلد أبناء لا يحصى عددهم، إلى الحياة الإلهية بسر العماد (غلاطية 4: 26 وأفسس4:5). وهي ككل أم ترعى أولادها وتعطيهم الغذاء والتربية ، تغذيهم هي بجسد المسيح (1قورنثية10: 17). مربية إياهم على الإيمان وعلى تعاليم الإنجيل. مراعية قابلياتهم ومراحل السن التي يجتازونها.

      لذا فإن مهمة التعليم والوعظ والتقويم، وحتى التأنيب عندما يجب، هي من واجبات هذه الأم التي هي، مع حنانها ورحمتها، لا تضعف ولا تتراجع أمام الصعوبات، مكملة إرادة المسيح الذي أمرها بالذهاب إلى العالم كله، وبالكرازة بالإنجيل للخليقة كلها. فبدون الكرازة كيف يصل الإنجيل إلى مسامع الناس؟ كيف يمكن للخلق أن يؤمنوا بيسوع إذا هم لم يسمعوا به . وكيف يسمعون بيسوع إن لم يكن من ينادي به. (رومية 10: 14).  فبما أن الكنيسة هي امتداد، عبر الزمان والمكان، ليسوع المعلم لا يمكنها إلا أن تكون أما تلد أبناء عدم الفساد بالمعمودية والأسرار المقدسة.

 المسيح أسس كنيسته لتواصل رسالته فتشهد للحق الذي جاء يسوع نفسه من أجله، كما صرح أمام بيلاطس: " جئت لأشهد للحق" . فجعل من كنيسته " عمود هذا الحق وقاعدته كما يؤكد بولس الرسول في رسالته إلى تلميذه طيماثاوس : "أناشدك في حضرة الله والمسيح يسوع... أن أعلن كلمة الله وألِحَّ فيها بوقتها ويغير وقتها، ووبخ وعظ وأنذِر والزم الصبر والتعليم...(2طيم 4: 1-5) (1طيم 3: 15).:

      وهكذا بجهود الرسل وخلفائهم من بعدهم، وبجهود المؤمنين الواعين، تواصل الكنيسة رسالة التعليم والتدبير. وتوصله إلى جميع الناس سليما غير مشوَّه. دون الأخذ بالمجاملات ولا بأية اعتبارات يشرية ومنافع دنيوية تتنافى مع هذا الحق. غير هادفة سوى " تبشير الشعوب بغنى المسيح وإنارتهم في أسرار التدابير الإلهية " ( أفسس 3: 8-9).

      ونحن اليوم ما هو واجبنا تجاه الكنيسة أمنا ومعلمتنا ؟

      أول ما علينا هو واجب البنوة أي المحبة والطاعة والإصغاء والخضوع. علما بأن هذه الأم تفوق حنانا كل الأمهات. لأنها تمثل المسيح الذي مات حبا . وهي تفوق جميع الملافنة والمعلمين لأنها تلقننا طرق الحياة ومعرفة المسيح التي تفوق كل معرفة. بهذا الخضوع وهذه المعرفة نستطيع نحن أيضا أن نساهم مع الكنيسة في أداء رسالة المحبة والتعليم وذلك بتعاملنا مع الناس وبمثالنا البناء لمجتمنا أينما كنا . آمين.

 

م. ج.

زائر رسولي