مواعظ على مدار السنة الطقسية   2006 ـ 2007

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

     إنجيل الأحد    الأحد الثالث من الصوم   مرقس  2 

 

 آب ضابط الكل

          الأله الواحد الذي نؤمن به، ليس إلها مرعبا مخيفا شديدَ العقاب كما نراه في العهد القديم يكلم شعبه وسط الرعود والبروق والنار واللهيب. بل هو أب حنون شفوق رؤوف حاضن الكل. يسوع كشف لنا وجه هذا الآب وسمانا نحن أبناءه. أي موضوع عنايته ولطفه وحمايته .

          يشهد لهذه الأبوة يوحنا الحبيب في إنجيله عندما يقول: " أما الذين قبلوه (أي قبلوا المسيح) ، أعطاهم سلطانا أن يكونوا أبناء الله الذين يؤمنون باسمه . الذين لا من دم ولا من مشيئة لحم ولا من مشيئة رجل، بل من الله ولدوا" يوحنا 1:12-13). وفي رسالته الأولى يضيف يوحنا الحبيب فيقول: " أنظروا أية محبة منحنا الآب حتى ندعى ونكون أبناء له" (1يو3: 1).

          نحن أبناء الله بالولادة الروحية. وهذه الولادة تتحقق فينا بالمعمودية وتتربى بنعمة الرب وبإيمان والدينا وتربيتهم إيانا. لذلك قال بسوع لنيقوديموس : " الحق أقول لك من لم يولد ثانية فلا يقدر أن يعاين ملكوت الله. الحق الحق أقول لك مَن لم يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يوحنا3: 3-5).ويضيف مار بولس في رسالته إلى أهل رومية : " لم تأخذوا روح العبودية للمخافة بل أخذتم روح التبني الذي ندعو به أبَّا، أيها الآب، والروح عينه يشهد لأرواحنا بأننا أبناء الله" (رومية 8:15-16

          فنحن كلما رسمنا إشارة الصليب بخشوع واحترام . وكلما قلنا: نؤمن بإله واحد.. بوعي وإيمان وكلما نادينا : أبانا الذي في السماوات .. بثقة ومحبة ، نكون قد صرحنا بإيماننا بالله أبينا وبيسوع مخلصنا وبالروح القدس محيينا. ومع هذا لا يكفي أن نؤمن بأن الله أبونا  فالإيمان من دون أعمال باطل. فنحن عندما نقر بأن الله هو أبونا، علينا في ذات الوقت أن نبرهن على ذلك ونحققه بالأفعال.  فما نفع أن يكون فلان إبنٌ لفلان وهو يشوه سمعة أبيه وأمه وعائلته بأفعاله السيئة وسمعته الرديئة. كم يكون صعبا على أب يعرف أن ابنه مكروه من قبل الجميع لأفعاله العاطلة وسيرته الرديئة. إذن الإيمان يتطلب تحقيقه بالعمل الصالح وبالسيرة النظيفة لكي نشهد حقا لقداسة أبينا السماوي ولشرفه الذي نحمله . هكذا يستطيع الناس أن يروا أعمالنا الصالحة ويمجدوا أبانا الذي في السماوات .

          إذن بنوتنا لله ، وأبوة الله لنا أمر مشرف. هذه النعمة لم تعطَ لكل أحد بل فقط للذين قبلوه وآمنوا بابنه الحبيب. إنها جوهرة ثمينة نحملها في آنية من خزف إي في طبعنا الضعيف. ولكن نعمة الله تكفينا لنحافظ على شرف بنوتنا . يكفي قليل من الجهد والانتباه  المقرون بالصلاة  وبالإرادة الصالحة حتى نكون على طريق الرب سائرين. وبيده متمسكين كما الطفل بيد أبيه.  أيها الآب السماوي ساعدنا نحن أبناءك المفديين بدم ابنك وأخينا يسوع ، لنصنع إرادتك ونرفع اسمك المقدس .  آمين.

     

م. ج.

زائر رسولي