مواعظ على مدار السنة الطقسية   2006 ـ 2007

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

     إنجيل الأحد        الأحد الخامس بعد الدنح        لوقا 6 : 39-52

 

من يؤمن بي فله الحياة الأبدية

ثمة حقيقة في عالمنا لا سبيل إلى إنكارها، وهي حاجة كل شيئ إلى التجدد وإلا أمسى ذاك الشيئ عتيقا باليا لا يصلح لشيئ. وكما في الأشياء الجامدة كذلك في الأشخاص والأجسام الحية . فكل ما لم يتجدد ويتغذى ويتواصل يضعف ويمرض ويهترئ ثم يزول. وكما في الأشياء والأشخاص هكذا أيضا في العقل والفكر و الروح. فكل عقل أو فكر لا ينشط ويتثقف وينشد المعرفة يتآكله الجهل. وكل روح لا تنشط وتتغذى من كلام الرب وجسده يتآكلها الشر وتخسر سماءها.

لذا كرر المسيح تحريضه لنا لنكون ساهرين ومصابيحنا مشتعلة . مشددا على ضرورة الولادة الجديدة بالمعمودية و التجدد اليومي عن طريق الصلاة والصوم والتوبة وكل الأفعال الصالحة التي تغسل النفس وتستر جما من الخطايا. والكنيسة على مثال المسيح تدعونا هي الأخرى ، عبر تعاليمها وطقوسها وتقاليدها الروحية، مذكرة إيانا بتعاليم المسيح وبعمله ورسالته عبر الزمن. وهي اليوم، ونحن مقبلون على صوم نينوى، تذكرنا وتهيؤنا عن طريق الأسرار والأصوام والصلوات.

كلنا يعرف قصة نينوى المدينة العظيمة. المدينة الأثيمة التي غدا الترف فيها هو الهدف الأعلى. ونعرف أيضا قصة توبة أهاليها بالمسوح والرماد وبالصوم والصلاة. إن تقليد صوم نينوى هو أروع درس لبني البشر أعطاه الرب لكنيستينا العريقتين: السريانية والكلدانية. إنها إذن فرصة ثمينة لنا لنعود بالفكر والروح وبالممارسة إلى روح نينوى التائبة بالمسوح والرماد . فنختلى في بيوتنا ونصلي مساء. نتوب ونجدد فينا العزم على تحسين علاقتنا بيسوع وبأخينا الإنسان.  أحد أبناء كنيستنا السريانية الذين عاشوا روحانية صوم نينوى هو القديس أفرام السرياني . الذي  أفاد الكنيسة بما ألّف من تصانيف وميامر وأشعار وصلوات. وبما بثه من روحانية وزهد وإرشادات قدست الألوف وخلّدت ذكراه معلما وأديبا ولاهوتيا وناسكا. ومع هذا وذاك كان قديسنا أفرام يحترق غيرة على مصلحة الناس فيأوي المشردين ويداوي المرضى ويؤلف جماعات للخدمة وآخرين لحراسة أسوار المدينة من الغزاة . هذه أعمال الرحمة والمحبة والنخوة ، جعلت من مار أفرام رجل الساعة ومثالا يحتذى . وقد حددت الكنيسة عيده في بداية الصوم لتشير إلى مكانته في هداية المؤمنين إلى التوبة و أعمال الرحمة. الإيمان بيسوع إخوتي يملي علينا تجديد نظرتنا إلى الله وإلى الإنسان وإلى الحياة. ليس لنراقب ونتسكع في كسل ولامبالاة ، بل لنرى حضور الرب في كل شيء . ونسمع منه في أعماق ضميرنا كيف نتصرف ونسلك حتى نتقدس ونقدس كل ما حوالينا.  هكذا نكون خير أبناء لخير آباء قديسين. ونساهم كما ساهموا هم في بناء شعب الرب الراسخ على الإيمان . ومن يؤمن ينال الحياة الأبدية . آمين

 

       

م. ج.

زائر رسولي