مواعظ على مدار السنة الطقسية   2006 ـ 2007

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

     إنجيل الأحد         الأحد الرابع بعد الدنح        لوقا 14: 12-15

 

نترجى قيامة الموتى

سمعنا في إنجيل اليوم أحد الجلساء على الطعام يقول : "طوبى لمن يأكل خبزا في ملكوت الله". هذا الكلام نابع عن رجاء أكيد لهذا المعجب بأن أبواب السماء بدأت تنفتح. وبأن ملكوت الله قريب. هذا الرجاء نكرره نحن أيضا في قانون الإيمان فنقول " ونؤمن بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا ونترجى قيامة الموتى والحياة الجديدة . 

وإذا كنا نؤمن بأن  قيامة الموتى هي في نهاية العالم، فان الحياة الجديدة بيسوع بدأت منذ موته وقيامته وتأسيسه الأسرار الخلاصية والكنيسة المقدسة. وهكذا فإن ملكوت الله ليس في نهاية العالم ولا هو الأبدية في السماء، بقدر ما هو حاضر وفي متناول الكل " ملكوت السماء في داخلكم ". فنحن بالمعمودية ندخل ملكوت الله بمرحلته الأرضية. وبالإيمان نصبح ورثة الله في السماء. وإذن فنحن نعيش القيامة منذ الآن ، ولكن أيضا في مرحلتها الأرضية. هذه الحقيقة التى نعيشها في مرحلتها الأرضية المؤقتة بواسطة المعمودية وباقي الأسرار. وهذه القيامة التي نعيشها الآن بالإيمان ومحبة الله والقريب، تكتمل فينا للأبد في نهاية مرحلة حياتنا الأرضية . عندما ننتقل من حياة مؤقتة إلى حياة ثابتة لا تنتهي ولا تزول.   العماذ إذن هو الرحم الروحي الذي يلد أبناء عدم الفساد كما يقول طقسنا السرياني. "ومن لم يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله " (يوحنا 3: 1-8). ويضيف  بولس الرسول فيقول" نحن الذين اعتمدنا بيسوع المسيح بموته اعتمدنا. فقد دفنا معه بالمعمودية للموت لكي نكون كما قام المسيح من بين الأموات بمجد الآب. هكذا نسلك نحن أيضا في تجديد الحياة. لأننا إن كنا قد غرسنا بشبه موته نصير أيضا بشبه قيامته. (رومية 6: 1-8).

    منذ يوم عمادنا إذن أصبحنا خلائق جديدة. وسكان السماء. لقد صار لنا وطن جديد هو ملكوت الله كما يقول بولس الرسول: " وفأنتم لستم بعد غرباء أو نزلاء، إنما أبناء بيت الله ومواطني مدينة القديسين" (أفسس2: 19) . لذا إخوتي علينا أن نعيش بشرف وإباء وإخلاص وطهر . سالكين سبل الصلاح كما يليق بأبناء القيامة. طوبى لنا لأننا نأكل كل يوم خبزا في ملكوت السماء . طوبى لنا لأن القيامة قد تحققت فينا ولنا . ولكن حذار من كل تهاون وكسل. حذار من طمر الوزنات كما فعل العبد الكسلان. علينا أن نحفاظ على الذخيرة الثمينة التي اكتشفناها بيسوع. فلا ينشلها من أيدينا سراق هذا العالم وأعني بهم : الجسد وشهواته والطمع والحسد والانتقام وعبادة المال والكسل والضغينة وسائر الشرور. فلا تعودوا إلى عبودية الخطيئة بعد أن تحررتم بالمسيح. ولا تتركوا ظلمة الموت تسيطر عليكم بعد أن كُتِبَت أسماؤكم في سفر الحياة الجديدة . الآن على الأرض وبعدها القيامة والحياة الجديدة في السماء

 

       

م. ج.

زائر رسولي