مواعظ على مدار السنة الطقسية   2006 ـ 2007

المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل

لأعزائنا الصغار

رسامات

عيون بخديدا

Museum متحف

أرشيف الاخبار

فنانونا السريان أعلام

أرشيف الموضوعات

 

     إنجيل الأحد         أحـد العنصـرة             يوحنا 16: 4-15

   الرب المحي المنبثق من الآب والابن

   يوم حلول الروح القدس هو يوم مولد الكنيسة كما هو بداية عهد المسيحية. فبعد عزلة دامت أسابيع، تفكك فيها عقد الرسل وتضعضعوا بين مؤمن خجول ومتردد حائر . وبعد انتظار موعد الروح القدس . هوذا الروح يحل عليهم الآن في العلية الصهيونية. فيستطيعوا الآن أن يواجهوا العالم كله ويعرِّفوا الناس أجمع بنعمة المسيح المانحة الحياة الأبدية (يوحنا 17: 3). هكذا بدأت الكنيسة مهمتها مؤيدةً بموهبة الروح القدس الرب المحي المنبثق من الآب والابن.

 لم يكن بوسع الكنيسة إداء هذه الوظيفة الضخمة لوحدها وبالوسائط البشرية. لأن عملها هذا ليس بشريا بل هو بالأساس إلهي. ولما كان المسيح قد أنهي حضوره المحسوس على الأرض، وصعد إلى السماء، أودع مهمة قيادة مشروعه الفدائي إلى روحه القدوس، الذي سكبه بغزارة على تلاميذه. فغيرهم واستولى عليهم ودفع بهم إلى كل الأقطار يكرزون بإنجيل الخلاص.

 وهكذا فالروح القدس هو العنصر المحيي للكنيسة . إنه تنفسها مثلما أن التنفس هو أساس الحياة للأجسام الحية.  إنه هو الذي يعمل من خلال الكنيسة رئاسةً ومرؤوسين أساقفةً وكهنة ومؤمنين، لكونه ساكنا فيهم ومقيما معهم ( يوحنا 14: 17 و15:27) يقدسهم منذ ولادتهم من الماء والروح (يوحنا3: 5) ، ويحفظهم في الحق ويعلمهم كل شيء.  وهكذا فرسالة الروح القدس الأساسية هي أن يكون قائدا ومرشدا ومعلما للكنيسة عبر الأجيال حتى منتهى العالم . فيزداد عدد المؤمنين المعترفين بأن " يسوع هو الرب" (1قور 12:3). والداعين الله " أبا " (رومية8: 15و26).

   كم عالمُ اليوم بحاجة إلى مرشد يقود خطاه في ظلمات هذا الزمان ومغرياته الجديدة. كم هو بحاجة إلى نور يضيىء في أعماق ضميره كي يميز بين مواطن الحير ومخابىء الشر . كم هو بحاجة إلى سلاح يوليه القوة على القرار  والاختيار الراجح والعاقل والصالح. عالم اليوم بحاجة ملحة إلى من يحرره وإلى من يفك عنه قيود المادة وعقد العظمة وحب السيطرة والعنف والظلم.

    الروح القدس : روح الحكمة والفهم . الروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب والابن، هو قادر أن يوتى كلَّ مَن إليه التجأ، العونَ اللازم والقدرة الكافية على تحدي الشر والأنانية وإشاعة المحبة والسلام والنور . فلنسأله أن يهبَّ على عالمنا اليومَ أكثر من أمس. وينفحَه بروح الإيمان والمحبة والعدل والرجاء. ولنضعْ أنفسَنا تحت تصرفه لكي يعمل فينا. فنسعى معه في تحسين عالمنا وإعادته إلى جماله الأصيل حين كان الروح يرف على وجه المياه (تكوين1:2).

 

 

م. ج.

زائر رسولي